القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
وصف وزير شؤون القدس المحافظ عدنان الحسيني،ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات تهويد وتفريغ للمدينة المقدسة بجرائم حرب، "خاصة أنها تعمل على فرض أمر واقع جديد مزيف بهذه المدينة التي ينشدها الشعب الفلسطيني عاصمة أبدية لدولته المستقلة المقبلة".
جاءت أقوال الحسيني في أعقاب استصدار مكتب المحامي المكلف من محافظة القدس بمتابعة قضية الأسر الفلسطينية المقدسية المهددة بالإخلاء بحي الشيخ جراح، قرار تأجيل الإخلاء لعائلة شماسنة إلى الأول من آذار المقبل.
واستهجن الحسيني الممارسات الإسرائيلية في هذه المنطقة والمبنية على استرداد ما تسمية "الأملاك اليهودية"في مدينة القدس، في الوقت الذي تحرم فيه ذلك على المقدسيين الذين سلبت حقوقهم وأملاكهم في الشطر الغربي من المدينة، معتبرا ذلك ضربا من العنصرية التي تنتهجها سلطات الاحتلال، واعتداء سافر على كافة مواثيق حقوق الإنسان والأعراف والقوانين الدولية.
وأكد أن سياسة التزوير والتزييف التي تتبعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مختلف مناطق مدينة القدس المحتلة من حيث الحفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة، والاستيلاء على منازل المقدسين في سلوان والشيخ جراح، واستخدام أبشع الأساليب في التنفيذ، خاصة الترهيب الذي تستخدمه بحق المواطنين العزل واعتقال الأطفال وعموم السكان المدافعين عن حقوقهم، ستبوء بالفشل ولن تنجح، لأن الشعب الفلسطيني الذي ظل صامدا طيلة 64 عاما خلت وفجر ثورته العملاقة في أحلك الظروف لن يستسلم وسيبقى صامدا في أرض آبائه وأجداده حتى نيل حقوقه المشروعة.
ودعا المجتمع الدولي إلى الكف عن سياسة التغاضي على السياسات الإسرائيلية الاستيطانية التي تستهدف الوجود الفلسطيني، والبدء باتخاذ خطوات عملية ملموسة تكبح جماح التوسع الاستيطاني وتضغط باتجاه وقف نزيف الوجود الفلسطيني وتمهد لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ومترابطة الأطراف في حدود الرابع من حزيران عام 1967.
وفي سياق متصل، حذر الحسيني من مغبة نجاح سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ مخططاتها والشروع بتنفيذ ما قررته من مصادرة مئات الدونمات من أراضي قرية بيت إكسا شمال غرب القدس المحتلة، الأمر الذي سيؤدي إلى عزل أكثر من 12 ألف دونم من الأراضي والخرب التاريخية بالقرية، وسيجعل منها سجنا كبيرا، ناهيك عن محاربة المواطنين في أرزاقهم ولقمة عيشهم، حيث تعتبر الأراضي المنوي مصادرتها زراعية وغنية بأشجار الزيتون والعنب واللوزيات، وتعد مصدر رزقهم الأساسي، فضلاً عن الحد من التوسع العمراني والنمو الطبيعي للسكان.
وشدد الحسيني على ضرورة توفير أقصى متطلبات الصمود والبقاء ومواجهة المخططات الاستيطانية الإسرائيلية وتعزيز القدرة على البقاء في الأرض لحماية المستقبل الفلسطيني الذي لا بد أن يشرق يوما رغما عن السياسات الإسرائيلية، داعيا الأمتين العربية والإسلامية إلى مساندة الشعب الفلسطيني في معركة التحدي والوجود في هذه الأرض المقدسة.
يذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كانت صادرت عامي 1971 و 1973 أجزاء كبيرة من أراضي قرية بيت إكسا لصالح إقامة مستوطنتي "عطروت" و"راموت".