رام الله - وكالة قدس نت للأنباء
اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، امين عام جبهة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، أن تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحماس التي طالب فيها الرئيس أبو مازن بتسليم السلطة لحماس هي نوع من "المهاترات الإعلامية والمزاودة في المواقف السياسية".
وأضاف أبو يوسف في حديث صحفي إن "الرئيس أبو مازن لم يتحدث عن مسألة حل السلطة الفلسطينية وهو رئيس الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن "حماس جزء من الشعب الفلسطيني"، وعلى أهمية الوحدة الوطنية، ومطالبا بوقف التصريحات والمزاودات السياسية للحفاظ على أجواء المصالحة.
وقال أبو يوسف إن أمريكا وإسرائيل تفرضان حصار اقتصادي على الدولة الفلسطينية ويمنعان الدول العربية والدول المانحة من دعم الفلسطينيين مالياً بعد توجهننا إلى الأمم المتحدة"، مؤكداً أن تلك الدول رضخت للضغوط الأمريكية مما فاقم الأزمة المالية الفلسطينية وأثر بشكل كبير على سير الحياة الفلسطينية من دفع فاتورة الرواتب أو الإيفاء بالتزامات الحكومة الشهرية.
وكان موسى أبومرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، قد فاجأ الجميع بتصريح لافت على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ودعا فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تسليم مقاليد السلطة في الضفة الغربية إلى حماس عوضاً عن التنازل عنها لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وجاء في تصريح أبو مرزوق وهو تصريح يعد الأول من نوعه لحركة حماس: "لماذا يريد تسليم السلطة لنتنياهو؟ أليس الأقربون أولى بالسلطة؟".
وتابع في تصريحه قائلاً: "الأخ أبومازن يريد تسليم السلطة لنتنياهو إن لم يوقف الاستيطان.. الرئيس أبومازن أوقف مباحثاته في ظل الاستيطان لكنه تراجع وأمسى يريد المباحثات دون شرط"، وأردف قائلاً: "الأفضل والأجدى تهديداً أن يسلم السلطة لحماس لأنها نجحت في صمودها ضد الحصار وانتصرت في الحروب التي خاضتها وتجاوزت المناكفة الداخلية، هذا يؤهلها إلى النجاح في الضفة وهذا يشكل أقرب الطرق للمصالحة".
وأثارت تلك التصريحات حفيظة حركة فتح التي يقودها الرئيس أبو مازن وأعربت عن استهجانها لتلك التصريحات، وقد تساءل أحمد عساف، المتحدث باسم حركة فتح في الضفة الغربية، إن كان يقبل أبومرزوق بأن تحكم حماس الضفة في ظل استمرار الاستيطان وتهويد القدس.لا
الى ذلك أشار الى أبو يوسف امين عام جبهة التحرير الفلسطينية التحلل من التزامات شبكة الامان العربية التي تم اقرارها في مؤتمر قمة بغداد ، وتم التأكيد عليها في القاهرة ، وقال "هذا يستوجب من الجميع تفعيل وانتظام شبكة الامان التي اقرت لمدة ستة اشهر ،واعتقد ان اي من الدول النفطية يمكن ان تدفعها بسهولة ، ولكن عدم ايصال المبالغ سببها الضغط الامريكي على القيادة الفلسطينية ".
وتابع" إن هذه الضغوط ليست بجديدة وهي تتواصل مع الاستيطان الصهيوني التي يستهدف القدس وطرد مواطنيها ، الامر الذي يستوجب التوجه الى الامم المتحدة ، وان هذه الجريمة التي تقوم بها اسرائيل يجب ان تحاسب عليها ، واذا كان هناك فيتو امريكي يجب التوجه الى محكمة الجنايات الدولية ومتابعة الامر على كافة المستويات لوقف هذا المشروع الاستيطاني الاقتلاعي ولمقاضاة حكومة الاحتلال قانونيا ودوليا على جرائمها بحق شعبنا ، وكل ذلك يتطلب جهد مشترك من كافة الاخوة العرب والمسلمين ".
واكد أبو يوسف بانه لا بد من موقف عربي جدي للذهاب الى مجلس الامن لان بيانات الشجب والاستنكار لم تعد تكفي ، وقال "نحن نتحدث عن ضرورة ايجاد اليات لمواجهة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من استهداف بالاستيطان والعدوان ، ويجب ان يكون هناك اليات لدعم صمود الشعب الفلسطيني وتوفير الاموال ، وهذا يبقى سؤال مهم هل هم مع الشعب الفلسطيني اما لا "؟
وبين أبو يوسف ان القيادة الفلسطينية وضعت اليات لمطالبة المجتمع الدولي بتطبيق اتفاقات روما وجنيف المتعلقة بالاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وهذا يحتاج الى متابعة جادة ، كما ان القيادة الفلسطينية عازمة على تطبيق المصالحة الفلسطينية ، ووزير خارجية مصر اشار اثناء زيارته الى القاهرة برفقة امين عام جامعة الدول العربية لهذا الموضوع والاجتماع المقبل في القاهرة ، مؤكدا ان القيادة الفلسطينية متمسكة بالثوابت الفلسطينية وانجاز الحقوق واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وضمان حق عودة اللاجئين الى ديارهم وفق القرار الاممي 194 .
ولفت الى اهمية ان يقوم المجتمع الدولي بدوره وان يتحمل مسؤولياته حيث يجب وقف سياسة الكيل بمكيالين في التعامل لان الكيان الاسرائيلي هو من يغلق افق السلام نتيجة ما يقوم به من قتل وتشريد ونهب للاراضي وغيرها من جرائم وتثبيت الوقائع على الارض ، مشيرا ان تصريحات "المتطرف العنصري" ليبرمان حول ازاحة الرئيس محمود عباس وراهنه على وجود قيادة بديلة هي بكل تأكيد تصريحات في الهواء ، وقال"نحن نعلم ان الادارة الامريكية تنحاز بشكل سافر الى جانب الكيان الاسرائيلي ، ولكن شعبنا الفلسطيني سيبقى صامدا مهما كانت التضحيات" .
واكد في ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ان "القيادة الفلسطينية تؤكد من جديد على الاستمرار في نضالها التي عمد بتضحيات الشعب الفلسطيني ، ونأمل ان ترتقي المواقف العربية على مستوى التحديات "، داعيا إلى ترسيخ الثوابت الفلسطينية في ذكرى إنطلاقة فتح، مؤكداً أن التناقض الوحيد هو بين الفصائل والاحتلال الإسرائيلي، قائلا "إن جبهتنا وحركة فتح رفيقان في درب وخندق واحد".