مواجهة سياسة الاستيطان تتطلب مقاومة شعبية بكافة الاشكال

بقلم: عباس الجمعة


امام سياسات الاستيطان والحصار والتجويع والقتل التي يشنها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني بدعم من الادارة الامريكية وتواطؤ بعض الدول العربية ، فاننا نتطلع الى كل الشرفاء في الامة العربية واحرار العالم لمساندة الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل دحر الاحتلال وتقرير المصير وانتزاع حق العودة .
لقد شهدت حركة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية فترات مد وجزر إلا انه والي الآن لم يعد هنالك سياسية ثابتة لدي الاحتلال وخاصة في مناطق 67، ما يؤكد عزم إسرائيل الدائب على بقاء سيادتها الفعلية في الأراضي العربية التي تحتلها، فالخرق الإسرائيلي مازال مستمر لجميع الاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان و قواعد القانون الدولي الإنساني، وهو إن دل على شئ فهو عدم جدية إسرائيل في عملية التسوية،وسعيها لكسب الوقت لتعزيز استيطانها فالفلسفة الصهيونية التي تنطلق منها هذه السياسة تقوم على مفهوم وسياسة فرض الأمر الواقع بالقوة، ويؤكد ذلك استمرار مضي إسرائيل في إقامة جدار الفصل العنصري وشبكة الطرق الالتفافية التي شقت بحجة الربط بين المستوطنات مع إن الغرض الحقيقي منها هو منع التواصل الجغرافي بين التجمعات الفلسطينية وعزلها فى كنتونات محاصرة بالمستوطنات الإسرائيلية .
وانطلاقا من طبيعة الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي ، فعلى الفلسطينيين ان يساعدوا أنفسهم اولا ، وتصبح ضرورة موضوعية البحث عن اشكال جديدة لمواجهة المستوطنين ،ووسائل كفاحية اخرى رادعة ،بعنصريها البشري والمادي وبأداتها الملائمة ،تشكل بمجموعها تهديدا وخطرا على حياة المستوطنين وأمنهم ، ،فعندما يحس المستوطن أن حياته وأسرته باتت في مرمى الخطر والموت ، تجبره على ان يعيد حساباته ، وربما تلجم ممارساته السادية ضد الشعب الفلسطيني .
ومن هنا نرى ان تعزيز المقاومة الشعبية وتطويرها لتشمل القرى والمدن والأراضي لمواجهة المستوطنين بكل الوسائل والأشكال، وملاحقتهم والاشتباك معهم ، حتى يدرك المستوطنون ومن ورائهم ، ولنؤكد ان الشعب الفلسطيني لن يسكت على امتهان كرامته ، واغتصاب أرضه ،وسيحميها بكل ما يملك من الوسائل والأدوات ومواجهة اية محاولة منهم للاعتداء على الارض الفلسطينية.
فالمطلع على المشهد الفلسطيني من جهة والصراع الفلسطيني- الإسرائيلي من جهة ثانية، يدرك مدى الحاجة فلسطينياً وعلى مختلف الأصعدة، لتحقيق الإنجاز تلو الآخر في سياق عملية تراكمية مثلما تحقق مؤخراً في الامم المتحدة وقطاع غزة ، خاصة في ظل فهم وإدراك لأبعاد ومعادلة الصراع، ومدى اختلال موازين القوى لصالح دولة الاحتلال، وعدم قدرة الفلسطيني وحيداً على إنهاء الصراع بالضربة القاضي، ومن أجل جمع النقاط لتحقيق المكاسب، على الفلسطينيين وضع استراتيجية وطنية قادرة على الوصول إلى الفضاء الإقليمي والدولي وجذب الدعم المطلوب، والضغط على الاحتلال، خاصة بعد اعتراف العالم بدولة فلسطين عبر منظمة الأمم المتحدة وما ستوفره هذه القضية من فرص للجانب الفلسطيني لتجاوز حالة الشلل والعجز حيث ستتمكن فلسطين من التصدي للاستيطان بوصفه خرقاً للقانون الدولي واعتداء على سيادة دولة فلسطين ودخول الهيئات والمنظمات الدولية، مما سيضيق الخناق على قادة الكيان ويوفر أرضية لملاحقتهم جنائياً على جرائمهم المقترفة بشكل ممنهج على الأرض الفلسطينية ، مع التأكيد على عدم العودة لمسار المفاوضات العقيمة مع الكيان الصهيوني وضرورة استبدالها بنقل ملف القضية الفلسطينية الى الأمم المتحدة لتقوم بمسؤولياتها اتجاه الشعب والقضية الفلسطينية.
ان تطبيق اتفاق المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتغيير قواعد الأداء الميداني والاشتباك السياسي، ومحددات العمل الدبلوماسي في المرحلة المقبلة، ستثمرالإنجازات وتحقيق الأهداف.
ان أكبر هدية يمكن تقديمها للشعب الفلسطيني هي اتخاذ خطوات عملية ملموسة وصادقة لإنجاز الوحدة وبما يؤمن إعادة تشكيل المؤسسات الوطنية على أسس وطنية تراعي الكفاءة والإمكانيات ومستوى التمثيل لكل لون من ألوان الطيف السياسي الفلسطيني وبما ينهي معاناة وطنية عامة تلقي بظلالها على الحالة الوطنية وبما يؤسس لمرحلة جديدة متمسكة بالثوابت الفلسطينية و إعطاء القضية المكانة والدور الذي تستحق على مستوى العلاقات الدولية بما يسرع من محاصرة وتطويق العنصرية والعنجهية والإرهاب الصهيوني ويقرب من فرص الانتصار الوطني في معركة النضال من اجل التحرير والاستقلال والعودة .
كاتب سياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت