على اثر انتهاء العدوان الاسرائيلي في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2102، قامت "أونروا" يوماً ترفيهياً للخروج بالطلاب من الحال النفسية والقلق والخوف، وعدد منهم فقد ذويه أو احد أفراد أسرته، ومنهم من جرح وفقد بيته سواء كليا، أو جزئيا وأصبح من دون مأوى، وبعضهم هجر من منازلهم، وكثير منهم أصيب بحالات صدمة وفقدان شهية، وتبول لا إرادي.
وعاش الاطفال الفلسطينيون أياماً صعبة، إلا ان "أونروا" لم تقم بواجبها بالوقوف إلى جانب الاطفال ومساعدتهم في التغلب على مشاكلهم النفسية والتجربة القاسية، وكان يجب على " أونروا" أن تعيد النظر في الاستمرار بالدراسة قبل خلق الأجواء المناسبة التي تساعد الأطفال على الخروج من تلك التجربة الصادمة والقاسية.
قبل خمس سنوات أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة، عن خيبة أملها من النتائج السلبية للامتحانات في مدارسها، التي انحدرت إلى درجة كارثية، وفي حينه قال مسؤول كبير فيها انه لا يمكنها أن تسلم بانهيار مستوى التعليم، وان هناك جهوداً جبارة تبذل لاستعادة مستوى التعليم لأكثر من 200 ألف طالب وطالبة في مدارسها، ولم يخطر في بال أي فلسطيني أن يصل مستوى التعليم إلى هذه الدرجة من التخلف والرسوب الكبير في مادتي اللغة العربية والرياضيات، التي وصلت نتائج بعض المدارس إلى أقل من 10%.
وبدأت "أونروا" برنامج التميز كان الهدف منه تحسين تلك النتائج وخلال الفترة السابقة لم يتم الاعلان عن النتائج الحقيقية ونسب نجاح ورسوب الطلاب، وأصبح برنامج التميز سلاح ذو حدين يستخدمه المدير لتهديد المعلم في تقييمه السنوي بناء على نتائج طلابه، وكذلك اجتهاد المعلم أصبح نابعاً من المكافأة المالية التي كانت تصرف، وبسبب عجز الموازنة اصبح يمنح المعلم شهادة تقدير.
وقامت "أونروا" بعقد ما يسمى الامتحانات الموحدة للصف الرابع الابتدائي، ويتقدم الاطفال للامتحان من خلال لجنة ورقم جلوس ومراقبين من المعلمين يراقبون الاطفال وسكناتهم وحركاتهم، بالإضافة الى ما يعانيه الاطفال من انتقال من مدارسهم ومعلميهم الى مدرسة اخرى، ومن يدرس في الفترة الصباحية تم نقله الى الفترة المسائية، وتأثير ذلك على الحالة النفسية للأطفال.
وبناء عليه فهذا الحال يعتبر انتهاكا لحقوق الاطفال في التقدم للامتحان في ظروف انسانية ونفسية مريحة بعيداً عن القلق والخوف والشك بهم، من خلال فرض رقابة صارمة عليهم، وعدم الثقة بهم، وكان لهذا البرنامج اثار سلبية منها تعلم الاطفال الغش.
فالخطوات التي قامت بها " أونروا" للخروج من الوضع الكارثي في التعليم وتحسين مستوى الطلاب، اعتبرت جيدة، إلا أن النتائج التي تتحدث عنها " أونروا" منذ خمس سنوات هي نتائج غير حقيقية، ولا تعبر عن تقدم حقيقي في مستوى الطلاب.
فمدراء المدارس والمعلمون والمعلمات وأولياء الأمور هؤلاء جميعاً يتحملون المسؤولية عن صمتهم على ذلك وعن عدم حصول تقدم حقيقي في مستوى الطلاب، وهم دائمو الشكوى من أن هناك فجوة وعدم ثقة بينهم وبين إدارة برنامج التعليم في "أونروا" الذي لم يقدم حتى الآن نموذجاً مقنعاً من انه غير قادر على معالجة تلك الأخطاء والنتائج السيئة للطلاب.
ومطلوب منها الاستمرار في إعادة النظر في برامجها في التعليم وجهود الرقابة الداخلية على جميع برامجها، والخروج من الأزمة التي يعانى منها البرنامج، إلا انه مطلوب منهم مضاعفة جهودهم وفرض رقابة صارمة وحقيقية لتطوير قطاع التعليم، وتقدم الطلاب والحصول على نتائج أفضل.
2/1/2013
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت