القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
بينما ينشغل المستوى السياسي في إسرائيل بالانتخابات العامة الوشيكة، حيث تبقى على إجرائها 19 يوما، وبما تتنبأه استطلاعات الرأي الأخيرة، يكثف المستوى الأمني من نشاط جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق الضفة الغربية، تحسبا من تصعيد الاحتجاجات الفلسطينية في قرى الضفة ومدنها.
ووصف مصدر عسكري اسرائيلي الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية بأنها "يقظة فلسطينية ملموسة"، وأضاف قائلا لوسائل إعلام أجنبية إن" الجيش الإسرائيلي يقوم بعمليات عسكرية تهدف إلى إحباط مخططات إرهابية تُنسج في مناطق الضفة، وفي ذلك توسيع الاعتقالات العسكرية لعناصر يشتبه بأنهم مرتبطون بنشاط إرهابي".
وشهدت مناطق الضفة الغربية أثناء شهر نوفمبر/تشرين الثاني، وفق معلومات أمنية، 122 هجوم من قبل فلسطينيين على جنود الجيش الإسرائيلي ومواقعه، وكذلك على المستوطنين في الضفة، مقارنة ب39 هجوم في شهر أكتوبر/تشرين الأول هذا العام.
ويتوقع مراقبون في إسرائيل أن الاحتجاجات الشعبية من الطرف الفلسطيني ستجر المستوطنين إلى أعمال انتقام، لا سيما الاعتداء على أملاك الفلسطينيين، تزيد من التوتر في المنطقة.
وقد انشغل الإعلام الإسرائيلي في اليومين الأخيرين بحدث دخول قوات خاصة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى قرية طمون في الضفة الغربية، لاحقت عناصر تابعة للجهاد الإسلامي في القرية. وتعرض الجنود أثناء العملية لهجمات من قبل مواطنين من القرية، وحصل اشتباك بين الطرفين أدى إلى إصابة بعض الفلسطينيين والجنود.
وصرّح مسؤول في السلطة الفلسطينية أن "الاحتجاجات الشعبية في الضفة الغربية عفوية، ولا توجد يد توجهها". ووصف المسؤول الأوضاع الراهنة بأنها نتيجة أزمة اقتصادية قاسية تتقاطع مع جمود عملية السلام.
ونسب مطّلعون على الشأن الفلسطيني في إسرائيل التوتر المتنامي في الضفة الغربية إلى خطوة الرئيس الفلسطيني (أبو مازن) في الأمم المتحدة، ترقية مكانة السلطة إلى دولة غير عضو، وقالوا إن "الخطوة خلقت توقعات غير واقعية في الشارع الفلسطيني، فبعد أن حصلت السلطة على اللقب الرمزي، وأقامت الاحتفالات، رأى المواطن الفلسطيني أن الواقع ما زال سيئا، اقتصاديا وسياسيا".
واقترح آخرون أن التطورات الأخيرة التي حصلت في قطاع غزة، والتي اختتمتها زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، ومخاطبته الشعب الفلسطيني تصعيد المقاومة المسلحة، أثرت في الشارع الفلسطيني في الضفة الغربية وزادت من أعمال المقاومة.
وفي غضون ذلك، تستعد حركة فتح للاحتفال بمهرجان انطلاقتها الـ(48)المقرر عقده يوم غد الجمعة في قطاع غزة، بعد أن وافقت حركة حماس، المسيطرة على القطاع منذ عام 2007، على عقد المهرجان في ساحة السرايا في مدينة غزة. وتندرج هذه المبادرات ضمن جهود المصالحة بين الشقين الفلسطينيين.
وكانت حركة حماس قد أقامت مسيرات استعراضية للحركة في منتصف الشهر الماضي في مدن الضفة الغربية، وقد وصف محللون في إسرائيل الميرات بأنها محاولة لزيادة نفوذ حماس في الضفة للسيطرة عليها بعد القطاع.