فلو فرضنا إن التسائل ناتج عن جهل سياسي ومن الطبيعي أن لا يكون كل الكتاب والمتسائلين خبراء سياسيين فلنوضح النقاط التالية:
قادة الثورة الفلسطينية عندما عادوا إلى ارض وطنهم لم يعودوا على أنقاض إسرائيل بل عادوا بناءا على اتفاق أوسلو، ولم يخدعوا احد في ذلك أو يدّعوا غير ذلك، ذلك الاتفاق المعلن الواضح المنشورة نصوصه حرفيا لكل مواطن فلسطيني، والذي ينص بوضوح بخصوص التنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة على مايلي:
المادة العاشرة من الملحق الأول لاتفاقية أوسلو قد أكدت على انه "سوف تضمن إسرائيل مرورا آمنا للأشخاص ووسائل النقل خلال ساعات النهار(في أي حال من الأحوال ليس أقل من 10 ساعات يوميا)". وقد أكدت الاتفاقية على حق جميع المواطنين الفلسطينيين بالتنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة على اعتبار بأنهما وحدة إقليمية واحدة، فحتى المواطنين الذين ترفض إسرائيل دخولهم أراضيها لاعتبارات أمنية، أو مخالفات قانونية، أو غير ذلك فقد كفلت لهم الاتفاقية حقهم بالتنقل وذلك كما ورد بالبند (ح) من النقطة الثانية من المادة العاشرة للملحق الأول كالتالي: "الأشخاص الذين لا يوافق على دخولهم إلى إسرائيل سوف يستخدمون الممر الأمن بالباصات المسافرة ذهابا وإيابا التي ستكون مصحوبة بشرطة إسرائيل، والتي سوف تعمل من السابعة صباحا حتى الثانية يومين في الأسبوع"
والمدقق في الاتفاقية يرى ان عبارة "الضفة الغربية وقطاع غزة وحدة اقليمية واحدة" قد تكررت عشرات المرات لتبين حرص القيادة الفلسطينية على الوحدة ولعلمهم بالنوايا والامنيات الاسرائيلية بفصل الضفة عن القطاع.
وطبعا بعد (هروب)، كما وصف المتسائل، قادة الثورة الفلسطينية من قطاع غزة عقب انقلاب 2007، استغلت إسرائيل فرصة الانقسام لتكريس فصل الضفة عن غزة كما كانت تتمنى وتخطط وتعمل، فهؤلاء الهاربين لقد هربوا من الغرق في الدم الفلسطيني، فها هو بشار الأسد لم يهرب من خصومه فما النتيجة؟ فالهروب من امام الدم الفلسطيني هو فخرا لقادة الثورة، فنعم هم جبناء أمام الدم الفلسطيني، وشجعان في وجه الاحتلال الاسرائيلي واستشهاد زعيم الثورة الفلسطينية خير دليل على ذلك.
وعندما وجدت إسرائيل من يرفضون أوسلو واستحقاقاتها، حققت رغباتها وحرمت أهلنا في غزة من باقي وطنه ومن قدسه ليبقى سجينا في غزة وليبني قدسه من كرتون يتغنى بالانتصارات من حولها.
أما قضية تحدي الولايات المتحدة والاحتلال الاسرائيلي في الأمم المتحدة وانتزاع الاعتراف الدولي، فهو انتصار ذكي لمن لا يوجد لديه شيء ليخسره، فلو أرادت إسرائيل أن تعاقبنا وتنهي أوسلو المنتهية مدتها، فهو جيدا لنا فليعودوا ويتحملوا تكاليف الاحتلال، ولو أرادوا أن يستمروا في أوسلو فلنعبر إلى غزة من ايرز ورؤوسنا مرفوعه لأنها اتفاقية نديه كما علينا لنا، اتفاقية يجب أن تنتهي باستقلال الدولة بالتوافق مع الاحتلال أو بالانتزاع، نعم، قادتنا يدخلون غزة من بوابتها مع فلسطين معبر بيت حانون الخاضع مثله مثل رام الله وغزة وكل فلسطين للاحتلال، ليس من بوابة إمارة غزة المستقلة كما يتوهم البعض، ويدخلونها متحَدين الاحتلال المجبور أصلا على التقيد بحق التنقل الإنساني الوارد بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان قبل أن يرد في اتفاقية أوسلو التي يشتمها البعض ليل نهار مضيعيين حقوقنا في غزة من الاستفادة منها.
وهاهو الشعب الفلسطيني عايش كل حلقات النضال الفلسطيني بكل أشكاله وراقب جميع تياراته السياسية وهي تفاوض وانكشف الجميع أمامه، وهاهو اليوم يبايع قادة ثورته.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت