رسالتي قبل المهرجان لحركة فتح

بقلم: سامي الأخرس


مخطئ من يعتقد أن هذه الجماهير هي جماهير فتح، ومخطئ من يعتقد أنها كذلك ليس جماهير فتح، فهي بكلا الحالتين تقدم رسالة كبيرة وقوية ولم يتبق على الطاووس سوى أن يفهم ويعي الحقيقة.
فالجماهير التي خرجت منذ أسبوع وستخرج غدًا هي ليست جماهير منافقة أو معهم معهم عليهم عليهم، بل هي جماهير شعبنا الفلسطيني الحقيقية التي سبق وأن خرجت ولكن بصورة أخرى أثناء انتخابات المجلس التشريعي وعاقبت فتح على ما ارتكبته بحق شبعنا الفلسطيني من فساد وإفساد في السلطة واالأجهزة الأمنية والمدنية، وهي التي عاقبت فتح لفساد بعض قياداتها الذين اليوم يعاد استنساخهم وتقديمهم للجماهير كأبطال وفرسان ومناضلين، وها هي نفس الجماهير اليوم تخرج لمعاقبة حماس على ما ارتكبته بحق قضيتنا من انقسام، وبحق أبناء شعبنا من قتل واعتقال وظلم وقهر خلال سنوات سلطتها، وهي تقدم رسالة قوية وشديدة اللهجة للحركتين بأن ذاكرة الجماهير لا تغفر لظلامها، وأنها هي من تملك العقاب والحساب في الوقت والزمان المناسب.
فعليه؛ على قيادتي حركتي فتح وحماس أن تفهم الرسالة وتعيد قراءتها ألف مرة قبل أن تعود لاختيال الطاووس وغروره، وتأخذها فرحة النصر وتعيدها للمربع الأول.
فعلي حركة فتح أن تعي الدرس وتتعلمه، وتقرأ رسالة جماهير شعبنا أن هي من تمتلك الحساب والعقاب، ولا تغفر، وهي من تمتلك زمام رفعة شأن اي قوة أو حزب أو تنظيم، فنصيحتي للأخوة في فتح عدم استنساخ رموز الفساد وتصويرهم بالأبطال والمقاتلين وهم أساس سقوط فتح، وعدم تصوير عودة بعضهم كعودة عام 1994 كأبطال فاتحين وهم أرباب الفساد وأسباب سقوط فتح في عام 2006، واتقان الدرس جيدًا.
أما الأخوة في حماس فعليهم كذلك استرجاع ذاكرتهم وقراءة الرسالةبأن من رفعهم في انتخابات 2006 هذه الجماهير التي تملأ شوارع غزة اليوم وتفترش الأرض بموقع السرايا، وهي التي تستطيع اسقاطهم لأنها ظلمتهم واختالت بالنصر الذي حققته في الانتخابات، ومارست الظلم والاضطهاد والقمع لهذه الجماهير، وعليه قد حان الميعاد لقول الجماهير كلمتها.
إياكم وأن تأخذكم العزة بالإثم، وأن تلتفوا لتقارير كاذبة لا تستهوي سوى التنفع من حسابات الجماهير.
سامي الأخرس
الرابع من كانون ثان 2012

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت