مركز الميزان يستنكر استهداف طاقم من بلدية بيت حانون، ويطالب المجتمع الدولي بحماية العمال وضمان استخدام وتطوير مكبات النفايات في القطاع

غزة -وكالة قدس نت للأنباء

فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في أبراج المراقبة الكائنة على الجدار الإسمنتي من حدود الفصل الشمالية، نيران أسحتها، عند حوالي الساعة 10:15 من صباح يوم السبت الموافق 5/1/2013، تجاه شاحنة جمع وإفراغ القمامة التابعة لبلدية بيت حانون، أثناء تواجدها بالقرب من مكب النفايات، الذي يبعد حوالي ـ200 متر من حدود الفصل. وذلك أثناء إفراغها حمولتها من القمامة، ما تسبب في إصابة العامل: عوض عبد الله علي الزعانين، (36 عاماً)، بشظايا عيار ناري في الرأس، كما تضررت الشاحنة بشكل طفيف.

وتفيد التحقيقات الميدانية أن مكب النفايات يقع في منطقة حدودية من أرض دمرة كانت تستخدم كمكب للنفايات حتى العام 2007، وبعد منع قوات الاحتلال البلدية من إلقاء القمامة استعاضت عنه بإلقائها في مكب النفايات الكائن شرق منطقة جحر الديك في مدينة غزة. وأفاد الجريح الزعانين: "أنه ذهب إلى المكب لإفراغ الشاحنة عند حوالي الساعة 6:30 من صباح اليوم نفسه، وبعد إلقاء القمامة عادوا للبلدة بهدف جمع المزيد منها، وفي المرة الثانية وأثناء عملية الإفراغ فوجئ بشيء ما يضرب مرآة الشاحنة اليسرى الكائنة جوار كرسي السائق، ثم شعر بشيء ما يضرب الجهة اليمنى العليا من رأسه، وعند تحسسه المكان شاهد دماء تسيل من رأسه، فأسرع وركب الشاحنة التي حاول سائقها: محمد نصير الإسراع والابتعاد عن المكان غير أن عجلاتها انغرست في الرمال ولم تستطع التحرك. وبعد قيام السائق بالاتصال بالبلدية أرسلت لهم سيارة إسعاف تابعة لوزارة الصحة نقلتهم لمستشفى بيت حانون، وبعد الاطمئنان على حالته قال له الأطباء أنه أصيب بشظايا عيار ناري، وأن إحدى الشظايا استقرت في عظم الجمجمة، وعلم أن قوات الاحتلال أطلقت عيارين ناريين أصابا مرآة الشاحنة- جوار السائق- وصندوقها- حيث كان يتوقف". وأفاد السيد سفيان حمد (مدير بلدية بيت حانون) أن البلدية عادت لإلقاء القمامة في منطقة المكب بشكل رسمي بعد اتفاق مسبق مع قوات الاحتلال تم بواسطة مكتب التنسيق التابع لهيئة الشئون المدنية في معبر بيت حانون (إيرز) بتاريخ 17/12/2012، وأنهم فوجئوا باستهداف طاقم البلدية التابع لقسم الصحة.

مركز الميزان يعبر عن استنكاره الشديد لاستهداف طاقم من عمال بلدية بيت حانون، ويرى فيه محاولة من قوات الاحتلال لتكريس واقع حرمان المنطقة الشمالية في قطاع غزة من مكب النفايات الوحيد الذي يخدم منطقة الشمال التي تضم بلدية بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا والقرية البدوية والتجمعات التي تحويها وما تمثل من كثافة سكانية عالية، وهي بأمس الحاجة إلى مكب نفايات.
والجدير ذكره أن بلدية بيت لاهيا اضطرت بعد عام 2007 - وهو العام الذي حظرت فيه قوات الاحتلال الوصول لمكب نفايات الشمال - إلى استحداث مكب صغير. وبعد العدوان الأخير على غزة عادت بلدية بيت حانون إلى استخدام المكب وبموافقة قوات الاحتلال بعد تواصل مع مسئولي مكتب تنسيق الشئون المدنية في غزة
ويشير مركز الميزان لحقوق الإنسان إلى أن استهداف طواقم البلديات وطواقم العمل في مكبات النفايات، هو سلوك منظم تواصله قوات الاحتلال الإسرائيلي وتسبب في قتل وإصابة العديد من عمال مكبات النفايات ولاسيما الذين يعملون المكب المركزي الذي يقع جنوب مدينة غزة في قرية وادي.
عليه فإن مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يحذر من خطورة استمرار حرمان بلديات الشمال من استخدام المكب الوحيد والأضرار البيئية الخطيرة الناشئة عنه ولاسيما تلويث الهواء والخزان الجوفي، بالإضافة إلى الكلفة المادية الكبيرة لنقل النفايات إلى جنوب مدينة غزة، فإنه يطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والفاعل لتأمين الحماية لعمال البلديات وتمكين الأخيرة من استخدام مكبات النفايات المركزية القائمة، بل والعمل على تسهيل مرور المعدات اللازمة لتطوير مكبات النفايات واستحداث مكبات جديدة للحفاظ على البيئة والتقليل من نسب تلوثها وتلويث المياه والهواء في قطاع غزة.