لله دركم يا أبناء الفتح!!!

بقلم: رامي الغف


حين تُجبل الجماهير على حب النضال والحرية والاستقلال، فمعنى ذلك أنهم يعشقون النور والحياة والأمل, وحين يستعيدون ذكرى ًما، فمعنى ذلك أن لهذه الذكرى رمزية كبيرة وعطرة عظيمة تحتل مساحة ً واسعة من أفئدتهم ووجدانهم وعقولهم, وحين يخلدون ويحتفلون بتأسيس إنطلاقة حركة كحركة فتح، فأنهم يجسدون معاني الانتماء والحب والفداء, وليس احتفائهم بفتح هو تخليد لحركة نُصبت في يوم حاكما يوما ما، ولكنهم أحبوها لأنهم يعلمون إنهم شربوا منها حليب التضحية والنضال وحب الوطن.

هل رأيتم الجموع الفتحاوية الزاحفة بزحفها الديمومي الفتحاوي، تترى على ارض غزة هاشم، جموعا تتبعها جموع , ألوف تتبعها ألوف ومن ثم ملايين وحدها جاءوا من كل حدب وصوب حباً وعشقاً لفتح وللياسر عرفات وأبو جهاد وخلف وثابت ثابت وجهاد العمارين، تهتف وتنادي لبيك يا فتح لبيك يا عظيمة، مجددة لعهد البيعة والولاء والفداء مع سيد الشهادة والشهداء أبو عمار , تنادي أبداً والله ما ننسى الفتح أبداً والله ما ننسى الفتح.

جموع فتحاوية هادرة كموج عاتي تموج بها ارض غزة ورفح وبيت حانون وجباليا والشاطئ والشيخ رضوان والزهراء والنصيرات ودير البلح وخانيونس والشرقية والزوايدة وبيت لاهيا والزيتون والصبرة وعسقولة والشيخ عجلين والمصدر والبريج والمغازي والمغراقة وجحر الديك والقرارة وتل الهوا والرمال والنصر وكل مناطق القطاع الحبيب، فيضها دمع هطول وصوتها لبيك يا فتح، وعهدها نفديك يا سيد الشهداء ياسر عرفات، بالأرواح وبالبنين وبالمال وبالشيوخ وبالنساء وبالأطفال وبالنفس وبالعمر وبالدماء.
جموع تناديكم وترسل لكم أيها القادة الأشاوس، يا من تترقب العيون حراككم وعنفوانكم للفتح والفتحاويون, جموع يرسلون لكم رسالة مفادها إننا حركة لا تموت ولن تفنى أو تنقرض.

زحف فتحاوي مليوني كبير، بقدسية الساعين الى الحجيج، تلكم هم أسياد الأرض والسماء، أمناء المجد والخلود، وأصحاب الشهادة والعز الأبدي الأزلي، مشهد مقتطع من ملايين المشاهد التي ما برحت تعرض البطولة والإباء والعزة والشمم، تلك المشاهد التي ما زالت تترى وتتجدد وأخرها المشهد المليوني الكبير للفتحاويون في قطاع غزة على ساحة الشهيد ياسر عرفات" السرايا سابقاً"، زحف يصل من جميع أطراف قطاع غزة العزة، مجبول بعرس الفرح مع زغاريد الماجدات الفتحاويات وتهليل الأطفال والأشبال والزهرات الخالدات، فلله درك يا فتح ما أجمل عشقك وما أروع الوفاء لك، حيث إنك والله عزيزة القلوب، وما أجمل وأروع الرجال حيث عز الرجال وما أجمل البطولة حيث عز العز، وما أجمل الفداء لك ولفلسطين حبيبتك التي عشقتيها وفديتيها بأعز رجالك وأبطالك، لله درك يا فتح ما أعظمك، فمع إطلالة هذا الغبش، واشراقة الفجر الندي، وانبلاج الصبح صبح الفاتحين الجديد، لا يسع القلوب كل القلوب، إلاّ الهتاف قبل الحناجر والشفاه بوجيب الشغاف لمهج الفاتحين العاشقين النقية كقطر الندى، والعفيفة كخدود الورد، والطاهرة كخفر الباكرات..وهي تلثغ حروفها البكر.

صباح ندى الفتح.. بطهر الأمنيات، ونقاء حبات المطر، صباح عفاف الفتح، النقيّ كنديف الثلج، والناصع كبياض خيوط الحرير، صباح خضرة الأمنيات ، وزرقة الأمل ، ووردية الأحلام، صباح الفتح المجبول بالأزهار والورد والقداح، صباح الفتح الممزوج بالمسك والعنبر وعبق الياسمين، صباح الفتح مع تغريد البلابل وهديل الحمام وزقزقة العصافير، صباح فتح الاشتياق والحنين والغيث بتجاوز المحذور شتاءً، والعبث الطفولي بالطين حيث البرد القارص والضباب، صباح الجماهير الفتحاوية الطيبة، وتمتمات دعواتهم المجروحة مع أذان الفجر، وبعد كل صلاة لغد فتح الكرامة، مع حرقة الأشواق لها في الأفئدة الوالهة، صباح فتح الحب والعشق السرمدي، صباح القبلات الطاهرات على جبينك الوضاء يا فتح، صباح كل هذي الصباحات، عليك حبيبتي ومعشوقتي يا فتح يا مهجة القلوب وبقبق العيون، يا غرة مشرقة في جبين الكبرياء، وراية ستظل أبداً خفاقة للإباء، يا مهوى أفئدة الشهداء ، ومضجع الأوفياء الشرفاء، فأنت يا فتح يا حبيبة القلوب الصادقة وبلسم جراحها النائحة، يا ظل نخلة شامخة تحنو على جموع المحرومين، يا فتح يا شمس الحضارة الساطعة منذ بدء الخليقة حتى قيام يوم الدين، يا أول حرف خطه الخلود بألواح كنعانية، يا غديرا ينهل من عذبه العلم والنضال وحب الأوطان، يا فتح فأنت الطيب والسحر والعنبر، وأنت الجمال والخيال وألف ألف ليلة وحكايات عشق أسطورية، سنا نورك شق دياجي الظلمات، وفي مداك ترفرف أسراب حمائم السلام الصافات، وتسبح كل ألوان الطيف الزاهية البديعة، يا فتح يا بحراً فلسطينياً لا يجف عطاؤه أبدا، يا أرضا لا تقبل العوسج بديلا عن أزهار البنفسج والياسمين والحنون، إسأل ضمير العاشقين عن سر الوجد المخلد فيك.. عن حنايا الروح المشبعة بالحزن المتجدد ثم هات مداد الدهر ينضّد وهات السيف والقرطاس والقلم.
منصورة يا فتح دائماً وأبداً، ومعاً وسوياً حتى النصر حتى النصر حتى النصر
إعلامي ومفوض سياسي

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت