فلسطين تحاصر محاصريها ، تصمد ، وتواجه الحلف الامريكيّ الصهيونيّ بمحاصرة الضفة وغزَّة وبتفريق المدن والقرى الفلسطينية عن بعضها البعض وبزرع الأرض الفلسطينيّة بالمستوطنات ، الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الفلسطينية يتصدى للاستيطان و الإرهاب الاسرائيلي بكافة أنواعه.
الصمود والثبات سينتصران بعدما حقق الشعب الفلسطيني وقيادته ومقاومته انتصار الاعتراف بالدولة الفلسطينية دولة غير عضو وجسد بالصمود والتضحية في غزة رغم الحصار المالي والاحتلالي ، يتعرض الشعب العربي الفلسطيني لأشرس حملة صهيونية استعمارية استيطانية توسعية تستهدف وجوده وأرضه وفق الايديولوجية الصهيونية العنصرية القائمة على الاستيطان والاحتلال والعدوان من خلال السعي لتهويد كامل فلسطين وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه .
ان تكثيف الاستيطان الصهيوني في محاولة خبيثة لتهويد كامل تراب فلسطين بما فيها القدس يعد عدوانا اجراميا على الشعب الفلسطيني، حيث يسعى الصهاينة خلال سياستهم طرد الشعب لتنفيذ خططه الاستيطانية وسط صمت عربي ودولي مريب، إن عملية تهويد كامل فلسطين جارية على قدم وساق، لكن الشعب العربي الفلسطيني يقاوم بشتى الوسائل ، كما يقاوم الحصار ولن يستسلم له أو يتنازل عن ثوابته ولن يتراجع عن خياراته الوطنية ولن يسكت على من يحاصره سياسيا وماليا واقتصاديا.
وما يجري من سكوت عربي وصمت المجتمع الدولي أمام الحصار المطبق على فلسطين وما يترك من حسرات عميقة في قلوب أهلها الا ان الشعب الفلسطيني سيواجه الجريمة ضد الإنسانية وسيستمر في نضاله ضد الاحتلال الذي ينهب الارض فهم لا يعرفون ان شعب الجبارين وارداته ستثبت للعالم أنه قادرٌ على الاستمرار في حركته النضالية وتجاوز كل هذه الظروف، وهو قادر على أن يستكمل ذلك وسيصنع أفاقاً جديدة للقضية تطل بها على المستقبل، إذا حاصرتها ظروف الحاضر وضغوطه.
لقد ساهمت الإدارة الأمريكية بشكل سافر في حصار الشعب الفلسطيني ومعها بعض الدول العربية التي تقف متفرجه على تجويع الشعب الفلسطيني، دون أن يقرؤوا جيداً المشهد ، في حين يجب ان تكون ردة فعلهم مباشرة الضغط على الإدارة الأمريكية ، وإعادة النظر في سياسة العمل العربي المشترك بشكل عام، ومواجهة إسرائيل دبلوماسياً في جميع المحافل الإقليمية والدولية لفك الحصار الجائر عن فلسطين، إضافة إلى دعم الشعب الفلسطيني وتخفيف حجم الأضرار والخسائر التي تقع في صفوفه، بسبب الحصار القاسي.
في ظل الوضع المأسوي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، ينفتح أفق البحث في خيارات تقوم على التوافق والاتفاق لبناء موقف كفاحي وسياسي موحد، وتبرز في هذا السياق، الصحوة التلقائية من أجل إنهاء حالة الانقسام، وإنجاز المصالحة الوطنية، وبشكل يزيل كل ظلال الحسابات الفئوية والفصائلية الضيقة، وتغليب المصلحة الوطنية ، ومن هنا نتطلع الى ما يجري في القاهرة للوصول إلى تطبيق اتفاق المصالحة و استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية في المدى المنظور.
ربما تغلب هذه القراءة السريعة للواقع الذي نعيشه اذ احسنت القيادة الفلسطينية والفصائل العمل لمواجهة المخاطر ، فحينها ستقلب التشاؤم إلى تفاؤل باستعادة الطابع التحرري للنضال الوطني الفلسطيني. واستعادة الوحدة الوطنية بما يمكّن من بناء موقف سياسي فلسطيني موحد قادر على مجابهة التحديات الناجمة عن استمرار دولة الاحتلال في فرض الأمر الواقع على الأرض الفلسطينية بقوة العدوان والسلاح والتدمير والاستيطان والتهويد من جهة، وعلى مواجهة التحديات التي نجمت عن انهيار المفاوضات، ومحاولات فرض حل يهدف إلى تصفية عناصر القضية الفلسطينية من جهة أخرى. وفي سياق الخيارات ثمة عناصر ابرزها رسم استراتيجيه وطنية لتطوير أشكال النضال، والانتقال بها إلى مقاومة شعبية يومية شاملة في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولاسيما داخل مدينة القدس، إضافة إلى تفعيل سلاح الملاحقة القانونية لدولة الاحتلال وقادتها السياسيين والعسكريين في شتى المحافل الدولية، وتفعيل حركة التضامن العالمية مع كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، وذلك من أجل وقف العدوان والاستيطان وكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.
ان تباين ردود الفعل العربية والدولية على االحصار المالي المفروض على الشعب الفلسطيني تواطؤ على القضية الفلسطينية، وعلى نضال الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوانية التوسعية الاسرائيلية، وأن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية التداعيات الخطيرة التي قد تنجم عن استمرار هذا الحصار وهذه الأزمة المالية ، وهذا يتطلب من الدول العربية تنفيذ ما اتفق عليه بدعم السلطة الوطنية بشبكة امان تجاه الشعب الفلسطيني الصامد على أرضه ليقاوم الإحتلال والاستيطان والتهويد ويواجه وحيدا هذا الحصار السياسي والمالي والاقتصادي الظالم .
ختاما : لا بد من القول انه بات واضحاً لجميع أبناء شعبنا اهمية استعادة الوحدة الوطنية ووحدة المجتمع بجناحيه في الضفة وغزة وتوحدهما السياسي مع الأهل في الشتات وأن نتحلي بالشجاعة والحكمة والمسؤولية والتمسك بخيارات النضال والكفاح حتى تتحقق اهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال والعودة .
كاتب سياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت