غزة - وكالة قدس نت للأنباء
عقدت رابطة علماء فلسطين يوم الخميس ندوة بعنوان ( زيارة القدس تحت الاحتلال.. الحكم الشرعي والأبعاد القانونية والآثار السياسية)، بمشاركة النائب سالم سلامة رئيس رابطة علماء فلسطين، والنائب مروان أبو راس نائب رئيس الرابطة، و د. ماهر الحولي رئيس دائرة الإفتاء بالرابطة، و د. نافذ المدهون مدير عام المجلس التشريعي الفلسطيني، ومصطفى الصواف الكاتب والمحلل السياسي، والشيخ علي اليوسف عضو مؤسس برابطة علماء فلسطين في لبنان، وذلك بحضور عدد من العلماء والدعاة ورجال الإصلاح والمخاتير في قاعة نادي الجمعية الإسلامية بمحافظة غزة.
ورحب النائب سالم سلامة بالحضور، وشكر القائمين على هذه الندوة، وتمنى على وسائل الإعلام إعطاء هذا الموضوع حقه، وأكد على أهمية المسجد الأقصى ومكانته مستشهداً بالعديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وقال: " بمجرد أن يقبل الزائر أن يزور القدس وهي تحت حكم الصهاينة، بدلاً من أن يسعى لتحريرها، هذا يعتبر إعطاء الدنية في الدين"، وتساءل قائلاً": ماذا قدمت أيها الزائر من أجل تحرير القدس والأرض المقدسة، حتى تعود إليك الأرض المقدسة كلها، ولا تحتاج إلى تصريح أو إذن من الصهاينة؟ ألم تعلم أيها الزائر أنك تغري غيرك بالوفود إلى هذا الكيان الصهيوني المحتل الغاصب؟ الأمر الذي يعتبر تطبيعاً مع هذا المحتل شئت أم أبيت، وقد أفتى البابا شنوده بتحريم زيارة القدس وهي تحت الاحتلال الصهيوني… "وأضاف: " إن علماء المسلمين أجمعوا على أن فتوى أهل الثغور مقدمة على غيرهم من المسلمين".
وفي ذات السياق تحدث مصطفى الصواف بورقة عمل بعنوان (الآثار السياسية لزيارة القدس تحت الاحتلال) قال فيها: "إن التشجيع على زيارة القدس تحت الاحتلال فيه أضرار سياسية كثيرة، من أهمها: أن هذه الزيارات تأتي اعترافاً من الزائر بسلطة الاحتلال الصهيوني الغاصب على أرض فلسطين، فهذه الزيارات ستخدم فقط الاحتلال، وستضفي شرعية على اغتصابه للقدس وفلسطين، وستشجع الآخرين على التطبيع معه، وستشجع الاحتلال للمزيد من عمليات التهويد في مدينة القدس طالما توافد المسلمون من غير الفلسطينيين، وهذا سيؤدي إلى تثبيت هذا الاحتلال من وجهة نظر المجتمع الدولي الذي يعتقد بأن إسرائيل تتمتع بالديمقراطية, وهي تسمح للمسلمين بالصلاة في المسجد الأقصى"، وأكد أن القدس بحاجة إلى دعم سياسي واقتصادي ومعنوي في كافة المحافل الإسلامية والعربية والدولية، وقال: "إن المطلوب هو العمل على تحرير فلسطين، وليس ترسيخ أقدام الاحتلال على أرضها".
من ناحيته قدم د. نافذ المدهون ورقة عمل بعنوان (الأبعاد القانونية لزيارة القدس تحت الاحتلال) قال فيها: "إن الكيان الصهيوني جاء إلى أرض عاش فيها الفلسطينيون فترة طويلة من الزمن، ولهم حضارة ممتدة فيها، فوفق قواعد وأحكام القانون الدولي هو كيان باطل ومخالف لأحكام وأعراف القانون الدولي... والاتفاقيات معه باطلة، وهذه حقيقة قانونية يجب التأكيد عليها، والكيان الصهيوني قام خلافاً لأحكام وقواعد القانون الدولي، وهذا الاحتلال مؤقت, ويجب أن يزول ولا يتمتع بسيادة، والأمم المتحدة تعرف جيداً أن الصك القانوني الذي أصدره بإنشاء هذا الكيان هو صك خطأ، وجاء بعد الانتداب البريطاني التي تتحمل مسؤولية احتلال فلسطين، وأن أي وفد عربي أو إسلامي يزور القدس من خلال المعابر التي تتمتع بسيادة الكيان الصهيوني عليها، هو اعتراف ضمني بالاحتلال، ويعتبر تبرئة للاحتلال من جرائمه التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني".
من ناحيته قال الشيخ علي اليوسف: " اسمحوا لي يا أهل غزة أن أنقل لكم في البداية تحيات إخوانكم في لبنان، وأشواقهم إلى أرضهم..." وأضاف قائلاً:" طريق القدس والصلاة فيهما مستحيل أبداً أن يكون تحت الحراب الصهيونية، والمحتل جاثم على أرضنا فلسطين المحتلة، ولا يمكن أن يكون هناك تطبيع مع هذا الاحتلال، فهذا المحتل بيننا وبينه الحراب والسيف، والصراع بيننا وبينه قائم، وسننتصر كما انتصر أهل غزة, وما ذلك على الله عزيز، أما بخصوص موضوع الندوة فزيارة القدس تعتبر خدمات مجانية للعدو، وإن علماء الأصول بينوا لنا أن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح، وإن كان هناك مصلحة فأين المصلحة في زيارة القدس؟ إنها مصلحة للمحتل الذي فرح بزيارتهم، فكل وسائل الإعلام الصهيونية تحدثت عن أهمية ومكانة وضرورة هذه الزيارة..."
بدوره قدم النائب مروان أبو راس ورقة عمل بعنوان (شبهات حول زيارة القدس تحت الاحتلال) قال فيها:" في الحقيقة نحن لسنا بحاجة لأن نناقش هذا الموضوع، أو نجمع الأدلة والشواهد التاريخية ونؤصلها، ونجمع العلماء، وننظم ندوات علمية من أجل ذلك، فنحن لسنا بحاجة إلى هذا على الإطلاق، لكن العجيب أننا وجدنا من يطوف بالبلدان ويقابل هذا ويقنع ذاك ويأتي بأدلة يزعم أنها شرعية، ليقنع الناس بزيارة القدس والأقصى تحت الاحتلال، ما كنا نتخيل أن يحدث ذلك في يوم من الأيام..." واستعرض بعض الشبهات التي عرضت في هذا المقام وقام بتفنيدها ودحضها في ضوء الشريعة الغراء.
وفي ختام الندوة قدم د. ماهر الحولي ورقة عمل بعنوان (الحكم الشرعي لزيارة القدس تحت الاحتلال) قال فيها: " إن السفر أو السياحة إلى الكيان الصهيوني الغاصب لغير أبناء فلسطين حرام شرعاً, ولو كان ذلك بقصد ما يسمونه (السياحة الدينية) أو زيارة المسجد الأقصى, فما كلف الله المسلم أن يزور هذا المسجد وهو أسير تحت نير دولة يهود، بل الذي كُلف المسلمون به هو تحريره وإنقاذه من أيدي يهود الغاصبين، وإعادته إلى عزة الإسلام"، وأوصى في نهاية كلمته بتربية أبناء المسلمين على أن القدس أرض إسلامية, ولا يجوز التفريط بها، وتقديم الدعم المادي والمعنوي للمجاهدين من أهل فلسطين حتى يستطيعوا الصمود في وجه أعدائهم، وأوصى القائمين على وسائل الإعلام في الدول العربية والإسلامية بفضح الممارسات الصهيونية بحق المقدسات الإسلامية في القدس الشريف التي تحدث بشكل مستمر".