ثعلب في شركة الكهرباء بغزة

بقلم: سمير محمود قديح


يعاني المواطنون في قطاع غزة، الأمرين نتيجة انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، وعدم انتظامه في الفترات القليلة التي يتوفر فيها، ما أدى إلى سخط وتذمر المواطنين ويأتي انقطاع التيار الكهربائي وطلاب المدارس والجامعات يؤدون امتحاناتهم الفصلية ويجدون صعوبة في المذاكرة على ضوء الشموع إضافة للبرد القارس وانعدام التدفئة ، مما سبب لهم مشاكل عديدة، علاوة على تضرر أجهزة المواطنين الكهربائية.حيث يشتكي الكثير من المواطنين بسبب تعطل ثلاجاتهم و غسالاتهم وجهاز التلفاز وفلاتر تحلية مياه الشرب والكمبيوتر ولمبات الإنارة من جراء قطع الكهرباء . وعند الاتصال بالشركة يلقون باللوم والمسؤولية على الجانب الإسرائيلي . والاخطر من ذلك ان العديد من سكان قطاع غزة فقد العديد من ابنائهم بفعل مولدات الكهرباء او اضاءة الشمع وامور اخرى من جراء انقطاع التيار الكهريائي .

وتتميز مشكلة الكهرباء بأنها المشكلة التي تفرض نفسها على تفكير الناس وتتحدى النسيان، ليس لأنها مشكلة يومية فقط بل لأنها ذات تأثير على كل شيء المنازل، المستشفيات, المراكز الصحية، المياه، الصرف الصحي و... وكل المصالح الحيوية، و ذات تأثير على أغلب شرائح المجتمع من المهندس إلى الإعلامي إلى الطالب إلى صاحب الحرفة إلى ربة البيت ..

يذهب المواطن الى شركة الكهرباء في قطاع غزة متوترا وقبضة يده مشدودة وينوي المشاجرة مع اصغر موظف الى مدير الشركة وعند عودته يسأله الاصدقاء والجيران ماذا فعلت ؟ فيرد بابتسامة ، انحلت المشكلة ، فهى في الاصل لم تحل ولكنه جلس كباقي المشتكين مع مدير عام العلاقات العامة والإعلام بالشركة الاخ جمال الدردساوي " ابو ادهم " الذي ان جاز لي التعبير ان اطلق عليه " ثعلب شركة الكهرباء " فهذا الرجل يتمتع بحنكة سياسية واسعة وذكاء حاد فمجرد جلوسك امامة في مكتبة يبدأ بالترحاب بك وكأنه يعرفك منذ سنوات ويصافحك بحرارة . يستمع لمشكلتك بالكامل واحيانا ينزعج متعاطفا معك . وبعدها يتبع اسلوب اشهر علماء النفس في العالم وصاحب النظريات التي تدرس في ارقى الجامعات حتى يومنا هذا ، العالم الامريكي الشهير " دايل كارنيجي وهو" ان يطرح على المواطن مجموعة من الحلول الايجابية ، ولا يخرج المواطن من مكتبه الا بالموافقة على احداها .

فذكاء هذا الرجل واسلوبه في الحوار وترحابه واحترامة للمواطنين وفتح مكتبة للجميع دون استثناء جعل له مكانة في قلب وعقل المواطن الفلسطيني ، فكانت مواقفه مع جميع المواطنين مشرفة في جميع المجالات فهو إنسان كريم عظيم الجود والعطاء ، غيور على وطنه ، شجاع ، مؤمن بقضيته ، متواضع ، مخلص في قربه ، سريع في نجدته .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت