هل تخصب فلسطين اليورانيوم ..؟

بقلم: هاني العقاد


يبدوا أن فلسطين اتسعت مساحتها لتمتد من المحيط الاطلسي غربا إلى الخليج العربي و بحر العرب شرقا , و يبدوا أن داخل هذه المساحة دولة مركزية واحدة قوية قادرة على منازلة أمريكا وقتما حدثت المواجهة و بالتالي فأن أمريكا تخشي من امتداد نفوز هذا الوطن ليؤثر على كافة مصالحها بالعالم , و بالتالي تتهدد قواعدها العسكرية بين البحر المتوسط وخليج العرب و البحر الأحمر وهذا يعنى أن فلسطين ستصبح زعيمة هذا العالم و ليس أمريكا ...! , و لهذه الزعامة معطيات عسكرية فأن فلسطين أصبحت تملك الآلاف الدبابات و الطائرات والمصفحات و تكنولوجيا الصواريخ التي تحمل رؤؤسا غير تقليدية والتي تنطلق لوحدها باحثة عن أهداف إستراتيجية أمريكية وإسرائيلية لتدميرها , وهذا يعنى أن فلسطين أصبحت المشتري الرئيس لبترول الولايات المتحدة الأمريكية و أصبحت تحتفظ بخاماتها من البترول كاحتياطي داخل باطن الأرض , ليس هذا فحسب بل يبدو أن فلسطين تمتلك اليوم اكبر مفاعل نووي بالعالم و تستطيع أن تستخدم هذا المفاعل في الأغراض السلمية و الغير سلمية , و يبدو أن فلسطين ترفض حتى اللحظة أن توقع على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية والغير تقليدية و أن تكون طرفا فيها ,لهذه الأسباب تحارب إدارة البيت الأبيض فلسطين وتحاصرها منذ أكثر من شهرين وتمنع عنها الأموال و تفرض عليها عقوبات مخيفة على أثارها لم يتسلم موظفيها رواتبهم حتى اللحظة .
ما أن صوتت الأمم المتحدة بأغلبية لصالح المسعى الفلسطيني لدولة مراقب بالهيئة الدولة حتى جن جنون أمريكا زعيمة العالم وابنتها المدللة إسرائيل و بريطانيا الإمعة و الأذناب الأخرى التي تعيش على فتات الخبز الأمريكي, وما جعل الجنون مركبا أن أمريكا تعتبر نفسها قاطرة العالم كما يقولون و من تقود القطيع و يبدوا أن القطيع قد سار في اتجاه و من يقود القطيع قد ضل الطريق و هنا تأكدت أمريكا أن فلسطين اليوم خرجت عن القاعدة الدولية وخرجت عن القطيع الذي تسوقه أمريكا وإسرائيل وأرادت أن تحقق انجازا سياسيا لشعبها طال انتظاره و هذا التقدم اقل ما يمكن قبوله لمواجهة مرحلة التهويد و التدمير الممنهج عبر البرنامج الاستيطاني الخطير الذي يجعل من الضفة الغربية مجرد مناطق متباعدة وغير قابلة للترابط الجغرافي او حتى السياسي و هذا سيجعل من المستحيل أقامة الدولة الفلسطينية حسب التصور الإسرائيلي , لكنى أؤكد أن مشروع الدولة بالأمم المتحدة هي قرار دولى اعتبر كافة الأراضي التي احتلت عام 1967 أراض محتلة و أراضي الدولة الفلسطينية و هذا ما أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة ,و حدد حقوق الفلسطينيين أمام العالم وعرف الشعب الفلسطينيين من شعب محتل إلى شعب دولة تحت الاحتلال ومن احتلال يحتل أراض متنازع عليها إلى دولة محتلة لشعبها الحق في تقرير المصير وإقامة دولته الحرة المستقلة و بالتالي فان كل ما أقيم من استيطان على هذه الأرض قبل هذا التاريخ و بعدة باطل و غير قانوني .
هذا الأسبوع سيجتمع وزراء الخارجية العرب بناء على طلب لبنان لبحث الأزمة المالية التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية والحصار المالي الذي تفرضه أمريكا و إسرائيل ,وفي النصف الأخير من يناير الحالي ستعقد القمة الاجتماعية الاقتصادية في الرياض بالمملكة العربية السعودية وأتمنى أن تسارع الدول المجتمعة لتصور ما سيحدث للفلسطينيين إن لم يتم تقديم المعونة لهم و يسارعوا في إيجاد الحلول لهذه الأزمة قبل أن يصل الفلسطينيين إلى مرحلة يصعب معها إنقاذ الموقف كليا , أو أن تبادر هذه الدول بدعوة الأمم المتحدة للاجتماع وإرسال مفتشين دوليين لفلسطين لمعرفة إذا ما كانت فلسطين تخصب اليورانيوم ؟؟؟ لهذا تطلب حصارها ماليا و اقتصاديا....! , و أتمنى من هؤلاء المفتشين الوصول إلى فلسطين حقا لكن ليس للتفتيش عن معامل أو مفاعل نووية لأنها لا يمكن أن تجد أكثر من أسلحة تاريخها ينطق بتاريخ الحرب العالمية وهي أسلحة بيد الشرطة الفلسطينية, و إنما للبحث في بيوت الفلسطينيين عن ما تبقي من زاد يكفيهم لأسبوع قادم بسبب انقطاع الرواتب و شح الإمكانيات و عدم قدرة الموظفين تلبية احتياجات عائلاتهم , كما و أتمنى على المفتشين الدوليين أن تتأكد من عدم قدرة موظفين الدولة على الوصول لاماكن عملهم بسبب عدم قدرتهم على دفع أجرة التاكسي أو حتى الأتوبيس .
الجميع يعرف كانوا عربا أو عجما أن الفلسطينيين ليس لديهم موارد طبيعية أو بترول يمكن من خلالها ستر أنفسهم وتغطية التزامات دولتهم الجديدة ,والجميع يعرف أن المورد المالي الوحيد هو الضرائب التي تحتجزها إسرائيل كعقاب للفلسطينيين على ما قاموا به وما حققوه بالأمم المتحدة , و إن كان العرب يعرفوا أن إسرائيل حقيقة تعاقب الفلسطينيين وفي نفس الوقت استجابوا للإيعاز الأمريكي بالحجب المالي وحتى الإنساني فأنهم بالتالي يتفقوا مع إسرائيل التي تقول أن الفلسطينيين عليهم الوصول إلى الدولة عبر المفاوضات و ليس عبر الأمم المتحدة , وهذا الاتفاق يعني أن العرب اتفقوا سرا مع إسرائيل أن تستوطن ما تبقي من الضفة الغربية وتهود ما تبقي من القدس و تطرد سكانها الفلسطينيين, كما و تطرد السكان الفلسطينيين من الضفة خارج الضفة وتدفع لهم الأموال العربية التي و ضعها العرب تحت إمرة إسرائيل لتنفيذ مشروع الدولة اليهودية الواحدة وهنا ينكشف ما كنا نخشاه من مشاريع تصفية القضية وحلها على حساب إقليمي ضمن مشروع عربي أمريكي إسرائيلي مشترك يستوعب إقامة دولة فلسطينييه بعيدا عن القدس والضفة الغربية ...؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت