إن خطوة إقامة قرية فلسطينية " باب الشمس " بالقرب من مدينة القدس المحتلة نصبت فيها الخيام ليزرع فيها من جديد الوجود الفلسطيني على هذه الأرض التي يحاول الكيان الصهيوني السيطرة على كل شبر منها للقضاء على تاريخ الوجود والتحايل على زرع كيان صهيوني ممتد على أرض فلسطين التاريخية تعتبر خطوة جريئة وتعبر عن الإرادة القوية للثبات على الأرض ووضع العقبات أمام الكيان الصهيوني في إستمرار عنجهيته بالسيطرة على ممتلكات الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيرة وبناء دولته ووجودة .
فمجرد أن أعلن النشطاء الفلسطينين عن خطوة المقاومة الجديدة وبدء تثبيت خياهم على أرض التحدي والصمود إلا وسارع صوت العدو الصهيوني بالتهديد والوعيد بعدم السماح للفلسطيني أن يزرع الجديد على أرضه، بل ما عليه إلا أن يحمل خيامه ويرحل عن الأرض التي يدّعي ظلماً وجوراً أنها تحت سيطرته وملكيته وإدارته، ولا يحق للمواطن الفلسطيني أن يتواجد فوقها أو ينتمي إليها .
ورغم أن الأمم المتحدة قد إعترفت بدولة فلسطين وحق وجودها على أراضي 1967 إلا أن هذا الكيان الصهيوني يتحدى كل القوانين والقرارات الأممية والدولية ولا يسعى إلا نحو توسيع وجوده وامتداده على كل الأرض الفلسطينية ليمنع الفلسطيني من إقامة دولته وإمتداد تواصله بين المدن والقرى الفلسطينية ، فلم يكتفي بالجدار الظالم الذي زُرع حول الخاصرة الفلسطينية ليقطع ويشرد الكثير من الأرض والإنسان بل ستبقى المنهجية والعقلية الصهيونية قائمة على سياسة السيطرة على الأرض أينما وجدت وترحيل الفلسطيني أينما سكن في أرضه وبيته .
أقام الفلسطينيين قريتهم الجديدة ولو لساعات قليلية تحدَوا فيها الإحتلال وأدخلوا إسم تلك القرية لتاريخ القضية الفلسطينية لتكون رمزاً جديداً في النضال والكفاح وليُعلن العودة إليها قريباً، وأعادوا للذاكرة خيام التهجير القصري للوجود الفلسطيني عن أرضه منذ ستين عاما ، وكيف أجبر الفلسطيني على أن يرحل دون مطالبة بحقه في جبال الزيتون وأراضي السهل والزعتر، وجددت في نفوس الكثيرين مدى الإصرار للوقوف في وجه العدو الغاصب، وفضحت سياسة الكيان الصهيوني وإحتلاله الظالم، وأعادت الأمل بقرب العودة وإسترداد ما سُلب من الحق وحماية القدس وقرب الدخول إليها كعاصمة لدولة فلسطين .
خُلعت خيام قرية " باب الشمس " الجديدة ودُمر ما نصب فيها واعتقل النشطاء والمقاومين وحوصرت الأرض من كل مكان ليُمنع الدخول والإختراق إليها، وانتصر العدو وهماً بالسيطرة عليها والإستعداد لبناء الوحدات الإستيطانية الجديدة مكان الخيام إلا أن أثرها سيشهد ويُصر على أن يلفظ ما سيُبنى عليها من دناسة الإحتلال وسيُعاد بناءها من جديد بأيدي أصحابها لتُنصب البيوت وتُشرق شمس القرية من جديد على جميع الأرض الفلسطينية.
إنها بداية جديدة وتنوع آخر للمقاومة الفلسطينية ضد الإحتلال الصهيوني التي نأمل أن تُعمم على كافة المناطق والأراضي المصاردة والمستوطنات المقامة وإلى جانب الجدار الظالم الذي قطَّع الكثير من الأراضي الفلسطينية ونهب خيراتها لأجل امتداد الإستيطان ولعل القادم أن يُسقط الجدار وتفتح الطرقات وتهدم الحواجز والبوابات وتقلع المستوطنات لتقام الدولة على الأرض الحقيقية الخالية من الوجود الصهيوني .
لعل قوة الجيش الصهيوني وحكومتة الأقوى بسلاحها وسياطها لتقلع وتعتدي على الفلسطيني وحقه بالوجود ولكنها ليست أقوى من إرادته وإصراره بالبقاء على أرضه والمحافظة على حضارة وتاريخ الأرض الفلسطينية وتجدد الأمل الدائم بالعودة .
آمال أبو خديجة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت