(من لم يفهم الرسالة الآن) ..سيفهما يوم لا ينفع الندم !

بقلم: منذر ارشيد

بسم الله الرحمن الرحيم

هي نعمة السماء وغيث الله تعالى الذي لا ينسى عباده من رحمته التي وسعت كل شيء قال.. أدعوني أستجب لكم , فمع كل صلاة نقول أللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين , و قال عزمن قائل
فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا .. صدق الله العظيم
فكانت الفرحة غامرة لكل خلق الله مع بداية هذا الغيث من المطر والثلج ففرح من فرح بالضيف الأبيض الذي غمر الأرض , ولكن كان هناك من حلت عليهم الكارثة بكل ما تعنيه الكلمة
وكانت نقمة عليهم.. اللهم كن في عونهم
أعتقد أن ما جرى هو رسالة ورسالة قوية ومباشرة لكل من يلقي السمع وهو بصير

مرت العاصفة الثلجية والأمطار الغزيرة التي أهدرت كثيراً من الزرع والحرث وبعضاً من النسل وها نحن نعيش تفاصيل ما جرى لكثير من خلق الله من إخواننا في مخيمات اللجوء والشتات بعد أن أجبرتهم شياطين الأنس من بنوا جلدتنا على الهروب من جحيم النيران القاتلة إلى جحيم الفيضانات المدمرة , وقد تركوا بيوتهم ومقتنايتهم وحملوا معهم أطفالهم وأمراضهم و هربوا من ظلم ذوي القربى لعل الطبيعة تحميهم من بطش الأقوياء المجرمين ..ولكنهم وقعوا في ما هو أشد وأقسى من الموت .. لأن في الموت رحمة للمؤمنين .

في فلسطين والأردن وسوريا مصر ولبنان وحتى في الجزيرة العربية ما عاد هناك منطقة آمنة ولا شعب مستثنى من مفاجئات السماء ولا متغيرات الأرض, فالأرض آيلة للسقوط مع ما نشهده من أرواح تُزهق عليها دون وجه حق , وهل يحسب الظالمون ان يُتركوا..
والله يمهل ولا يهمل .!
ومرت العاصفة وها نحن نستعيد وعينا ونرتب أفكارنا ونتفكر في حياتنا الماضية ومستقبلنا المجهول ..فهل إستوعبنا ما جرى وقد كان لطف الله أعظم من ظلمنا لأنفسنا وجبروت البعض منا وقد نسوا أن الله فوقهم وفوق كل جبروتهم ويمد لهم الحبل ليزدادوا ظلما حتى إذا جاء أمره أخذهم أخذ عزيز مقتدر ..!
هل راجع كل واحد منا نفسه وضميره وأعاد حساباته من جديد بعد أن قرع الجرس ..
نعم إنه الجرس لا بل الإنذار الذي يجب أن نعتبره كذلك , وإلا نكون كمن يحمل أصفاراً
وهذه دعوة لكل من يحمل أرقاماً كبيرة من ميزان العقل والعلم والفكر والثقافة والإيمان
أقول .. آن الأوان أن نقف ونفكر ..ونتدبرالأمر ونتوكل .. والله ولي التدبير
مرت العاصفة وكما ذكرت عم الفرح على الكثيريين ولكن الحزن والألم كان من نصيب الكثيرين أيضاً ...فأي فرح وأي سعادة مع هؤلاء المظلومين الذين وقعوا بين السيماء والأرض لا غطاء ولا فراش يأويهم وقد غرق كل شيء حتى مستقبل أبنائهم الذي صار مجهولاً ..!
أي سعادة وهم يرون أطفالهم يصرخون من شدة البرد وزمهرير الرياح وقسوة الطبيعة التي عرتهم بعد أن فقدوا البيت الدافيء في بيوتهم التي كانت عامرة ..!
وهنا أتوجه إلى الميسورين والأغنياء أو حتى متوسطي الحال لا بل من عنده سقف بيت ومستلزمات العيش وقد من الله عليهم بالدفء وراحة البال
إلى من كان الثلج فرحهم وتسليتهم وخرجوا من بيوتهم ليلتقطوا الصور الجميلة مع هذا الضيف الأبيض الذي حل عليهم ليكسبهم أجواء اللهو اوالمرح والسعادة
أقول لكل هؤلاء مبارك عليكم ما أنعم الله عليكم من سعادة مع أمنياتنا بدوامها

ولكن السؤال يا ناس ...هل هناك دوام للحال والله يغير الحال من حال إلى حال ..!
هل فكرتم يا من أنعم الله عليكم وقد رأيتم كيف جرفت الفيضانان أشخاصا ً بسياراتهم وبيوتهم
هل تفكرتم في ما جرى للالاف الأسر الذين دخلت عليهم المياه وخرجوا مذعورين إلى العراء .!
هل فكرت أخي الغني كيف يمكن أن يتحول حالك وبلحظة من نعمة إلى نقمة بفقدان عزيز عليك وهو قادم إلى البيت ..! هل فكرت أخي الكريم وأنت في بيت كامل الأوصاف ,
أليس من الممكن أن يضرب في بيتك تماس كهرباء فيحترق منزلك أو أن تتحول المدفأة إلى آداة موت من خلال نقص الأكسجين وتنام ليلتك فلا تستيقظ أنت وأبنائك فيحملونكم إلى إلى القبر ..!

هل تفكرنا بما يجري في منطقتنا من ظلم وفساد وسفك دماء طال الأبرياء و الظالمين والله يأخذ كل إنسان بعمله إن كان محسناً فالله أكثر إحسانا وإن كان مسيئا فالله أكثر عدلاً
أمام كل هذا وذاك هي دعوة خالصة لوجه الله تعالى مفادها ..واعتبروا يا إولي الألباب
مرت العاصفة بأضرار طالت بعض أصحاب الحظ السيء وسلم الكثيرون من أصحاب الحظ الجيد ولكن هل كل مرة تسلم الجرة ..!
وهل تفكرنا واستيقظت ضمائرنا بالحد الأدنى فشكرنا الله على نعمة السلامة وفكرنا بمساعدة من أصابهم الضررمن إخواننا في بلادنا ..! وهل يأمن الواحد منا أن يصيبه ما أصابهم
فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون
بالله عليكم ألا تشعرون بغضب الله الذي أمرنا بالعدل وعدم الظلم وقد عم الظلم والفساد في الأرض
فمع إنتشار الظلم وسفك الدماء الذي حل بمنطقتنا وقد مد الله الحبل للظالمين من حكام وقادة متفرعنين علينا أن نكون حذرين ولا نكون مثلهم ظلمة فاسدين ,وإذا كنا نرفض الظلم ولا نستطيع رفعه لقصر اليد وعدم القدرة المادية علينا أن نستنكر هذا لظلم وهو أضعف الإيمان ومن كان قادراً على العون عليه مد يد العون للمظلومين , بقدر ما يستطيع, لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ولكن الله يأمرنا برفع الظلم حتى بأضعف الإيمان وأضعف الإيمان أن ندعوا على الظالمين وندعوا الله أن يكون مع المظلومين , وأن نشعر بالألم ونحزن
فحتى نكون في أمان وأمن مع الله علينا أن نعمل بما يرفع عنا الحجة والمسؤولية فنفوز برضا الله ولا نكون من الخاسرين ..ولا ندري ما تخبئه الأيام القادمة وعلينا أن نتنبه لما جرى في الأيام الماضية لعله إنذار نهائي , لأن ما يجري مقدمة لما هو آت.. والقادم أعظم ..والله أعلم
اللهم الطف بنا بما جرت به المقادير

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت