القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
اعتدت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي على مجموعة من المصورين الصحفيين الفلسطينيين أثناء تغطيتهم لمحاولة نشطاء المقاومة الشعبية العودة إلى قرية "باب الشمس" التي أقاموها في أراضي شرق القدس المحتلة مهددة بالاستيلاء عليها لإقامة مستوطنة جديدة بعد أيام من إخلائهم عنها بالقوة.
وأفادت مراسلة "وكالة قدس نت للأنباء" في القدس المحتلة بأن من بين المصورين الصحفيين المعتدى عليهم : ناصر شيوخي مصور وكالة ap، محمود عليان مصور صحيفة القدس، عصام الريماوي مصور صحيفة الحياة الجديدة، أحمد غرابلة مصور الوكالة الفرنسية، معمر عوض مصور الوكالة الصينية.
وقال المصور شيوخي لمراسلتنا:" خلال تغطيتنا للأحداث التي شهدتها قرية "باب الشمس" حيث حاول اصحاب القرية الوصول الى قريتهم بعد ان اخرجوا منها بالقوة امس الاول حاصرتهم قوات كبيرة من جيش الاحتلال بالقرب من القرية ، مساء الثلاثاء، وقد استخدمت العنف ضد عدد كبير من المصورين الصحفيين ومنعهم بالقوة من اداء مهامهم".
وأضاف شيوخي :" قام جيش الاحتلال بدفعنا بالقوة عن ارتفاع بمسافة متر ونصف المتر وأصبت بكسور بإصبع اليد وتحطمت كاميرتي الخاصة".
بدوره قال المصور عليان من صحيفة القدس لمراسلتنا :" أنه يعاني من تمزق وآلام في القدم واليد بعد سقوطه عن مسافة متر ونصف المتر ، مؤكد بان الجيش استخدم التهديد والوعيد بحق كافة الصحفيين كما تعاملوا بوحشية مفرطة بحقهم" .
كما قال عصام الريماوي مصور الحياة الجديدة لمراسلتنا:" إنه أصيب في معصم يده اليسرى بعد أن وقع اثناء دفعه بقوة من قبل جيش الاحتلال، وتم معالجته من قبل طاقم الاسعاف في المكان، ومازال يعاني من اوجاع بيده".
هذا وحررت شرطة الاحتلال عدد من السيارات للمواطنين المقدسيين وسيارات تابعة لوكالات انباء، بسبب تواجدههم في محيط قرية "باب الشمس".
واستنكر إتحاد المصورين العرب ( فرع فلسطين) الاعتداء بحق المصورين الصحفيين الفلسطينيين امام قرية "باب الشمس"، بالاضافة لتحرير مخالفات مرورية بحقهم، وذلك بأمر من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو .
وحمل اتحاد المصورين في بيان صحفي له المسؤولية الكاملة للمؤسسة الاسرائيلية لمواصلة اعتدائها المباشر بحق المصورين والصحفيين الفلسطينيين ومنعهم من أداء مهامهم الاعلامي ونقل الحقيقة لما يدور على ارض الواقع ، كما تم تحرير مخالفات للصحفيين بقيمة 250 شيقل، بالاضافة للمواطنين المتواجدين في المكان .
وقال اتحاد المصورين:" بان الشرطة الاسرائيلية استخدمت التهديد والوعيد للمصور المقدسي معمر عوض والذي يعمل للوكالة الصينية بعد أداء مهامه الصحفي حسب افادة المصور :" بأن الشرطة الاسرائيلية نصبت حاجزاً عسكريا له حيث قاموا بمطالبته من الترجل من سيارته الخاصة وانهالوا عليه بالاعتداء المباشر ورشه للغاز الفلفل باتجاه الوجه، وتحطيم الكاميرة ومصادرة سيارته.
وأكد اتحاد المصورين بان القرارات الوحشية التي اتخذت من قبل الحكومة الاسرائيلية بمحاربة الصحفيين الفلسطينيين بعد ان اثبتت الصورة حضورها بالعالم والانتصارات التي تحققها الصورة الفلسطينية بالعالم وبالأخص الانتصار الذي تحقق بمعركة "باب شمس".
وحذر رئيس اتحاد المصورين العرب( فرع فلسطين) عوض عوض:" من استمرارية الاعتداء على المصورين الصحفيين الفلسطينيين ومنعهم من أداء مهامهم المهني على أكمل وجه، وطالب الاتحاد الدولي للصحفيين باتخاذ قرار بفصل اسرائيل من الاتحاد باعتبارها لا تحترم حرية التعبير ولا الالتزام بها كما نطالبها فورا باتخاذ قرار ضدهم وعزلهم .
وكان قد عاد أكثر من 200 ناشط فلسطيني إلى قرية "باب الشمس" بعد أيام من إخلائهم عنها بالقوة. وللتمويه على جنود الاحتلال الذين يغلقون مداخل القرية، سار النشطاء في موكب زفاف كبير، تقدمته سيارة تقل فتاة فلسطينية ترتدي ثوب الزفاف الأبيض، فيما أطلقت السيارات خلفها الأبواق، وصدحت الحناجر بالأهازيج.
وما إن وصل الموكب إلى القرية حتى استدعى جيش الاحتلال تعزيزات عسكرية قدرت بحوالى 400 جندي لإخراج النشطاء من القرية.
ورفض النشطاء الانصياع لأوامر الجنود بإخلاء المنطقة، فأطلق الجنود القنابل الصوتية ورشوا الناشطين بالفلفل الحار، واعتقلوا 21 ناشطا بينهم الفتاة التي تخفّت على هيئة عروس، لكنهم عادوا واطلقوا سراح معظم المعتقلين.
وأعلنت الحكومة الفلسطينية اعترافها بباب الشمس قرية قائمة، وأعلنت أنها ستقدم لها كل مقومات البقاء.
وأعلن النشطاء انهم مصممون على العودة إلى القرية، وإقامة المزيد من القرى المماثلة في الأراضي التي تعتزم السلطات الإسرائيلية اقامة مستوطنات عليها.
يذكر أن فكرة "باب الشمس" ولدت نتيجة عمل اللجنة التنسيقية للمقاومة الشعبية واللجنة الشعبية لمقاومة الجدار بالتشاور والتنسيق مع ناشطين والفصائل الفلسطينية لإقامة تلك القرية التي رأت النور الجمعة على أراض مهددة بالبناء الاستيطاني شرق القدس المحتلة.