مدريد – وكالة قدس نت للأنباء
نشبت مشادة كلامية ساخنة بين المدير الفني لنادي ريال مدريد الإسباني، البرتغالي جوزيه مورينيو، ومواطنه هداف الفريق كريستيانو رونالدو، على هامش لقاء الفريق الملكي أمام نظيره فالنسيا مساء أمس الثلاثاء ضمن ذهاب ثمن نهائي كأس ملك إسبانيا، والذي انتهى لمصلحة الأول بنتيجة هدفين دون مقابل.
وبحسب صحيفة "الموندو ديبورتيفو" الإسبانية نقلاً عن برنامج "سبورت يو" التلفزيوني، فإن مشادة كلامية ساخنة قد وقعت بين مدرب الفريق البرتغالي جوزيه مورينيو ومواطنه نجم الفريق كريستيانو رونالدو مما استدعى تدخل رئيس النادي فلورنتينو بيريز لفض الخلاف بينهما."حسب رويترز"
وطبقاً لما ذكره الصحافي الإسباني "جوليان أبيلا"، فإن أصوات الشجار بين مورينيو ورونالدو في غرف تغيير الملابس قد سمعها جميع من كان بالممر، مؤكداً بأن الخلاف قد نشب على خلفية اتهام مورينيو لرونالدو في الرعونة بتضييع الفرص، وفقدان العديد من الكرات واللعب بشكل فردي وعدم مساعدة زملائه بالشكل المطلوب.
ولم يشأ رونالدو أن يمر هذا الموقف مرور الكرام، إذ اعتبر أن ما قام به مورينيو وكثرة توبيخه له غير محتمل وقد تعدى حدوده. وتأتي هذه المشادة الكلامية بعد يومين فقط من التصريح الناري الذي أطلقه النجم البرتغالي دفاعاً عن مواطنه مورينيو الذي يتلقى انتقادات كبيرة من طرف جماهير الريال والإعلام.
وذكر رونالدو بأنه سيدافع عن مواطنه حتى الموت، مؤكداً دعمه الكامل وزملاءه لمورينيو، مطالباً الجمهور بالتحلي بمزيد من الصبر؛ وذلك لأن المدرب يبحث عن مصلحة الفريق دون أدنى شك، ويبذل في سبيله الغالي والنفيس، وهذا ما يدركه المتواجدون إلى جواره.
ويواجه مورينيو سيلاً من الانتقادات في الآونة الأخيرة، حيث صبت جماهير نادي ريال مدريد جام غضبها على المدرب البرتغالي إزاء نزيف النقاط الذي يتعرض له الفريق في الليغا واتساع الفارق مع برشلونة صاحب الصدارة إلى 18 نقطة.
واحتفل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو في مباراة فالنسيا بمباراته رقم 600 في مسيرته التدريبية التي بدأها مع بنفيكا البرتغالي عام 2000.
ويرتبط المدرب البرتغالي بعقد مع النادي الملكي لغاية شهر حزيران من عام 2016، حيث كان مورينيو قد جدد العقد الأولي الذي وقعه لدى انتقاله إلى ريال مدريد صيف عام 2010 قادماً من انتر ميلان الإيطالي، والذي كان يستمر حتى عام 2014؛ لسنتين إضافيتين.
ولم تكن مسيرة مورينيو مع ريال مدريد ناجحة حتى الآن مقارنة بالإنجازات التي حققها مع الأندية التي أشرف عليها، إذ توج المدرب البرتغالي خلال 13 عاماً في مسيرته بـ20 لقباً كان آخرها كأس السوبر الإسبانية أمام نادي برشلونة مطلع الموسم الحالي، وكذلك ألقاب أربع دوريات أوروبية مختلفة هي البرتغالي، الإنجليزي، والإيطالي والإسباني.
وحمل المدير الفني لنادي ريال مدريد على عاتقه منذ اليوم الأول مسؤولية إعادة الألقاب الغائبة – خاصة دوري أبطال أوروبا - والاحتفاظ بهيبته المحلية والقارية التي اهتزت في السنوات الأخيرة متأثرة باحتكار غريمه برشلونة الكؤوس بكلتا الساحتين؛ إلا أنه لم ينجح في التتويج سوى في ثلاث بطولات كانت الأولى في أولى مواسمه عندما تُوج بكأس ملك إسبانيا متفوقاً على غريمه برشلونة، بينما كانت الثانية عندما تربع على عرش الأندية الإسبانية بإحرازه لقب الدوري في موسمه الثاني، في حين جاءت الثالثة في بداية هذا الموسم بعدما تُوج الفريق بلقب كأس السوبر الإسبانية.
ولكن ذلك لا يقلل من شأن مسيرة المدرب البرتغالي مع النادي الإسباني حيث أصبح مؤخراً أفضل رابع مدرب في تاريخ ريال مدريد من حيث الانتصارات الرسمية مع الفريق الأبيض بعد تحقيقه الفوز الثامن بعد المائة على حساب سيلتا فيغو في كأس إسبانيا.
وطبقاً لما أورده الموقع الرسمي للنادي الإسباني فقد تجاوز مورينيو لويس مولوني مدرب الفريق الأسبق والذي كان قد وصل مع ريال مدريد إلى 107 انتصارات رسمية؛ ليصبح رابع أفضل مدرب في تاريخ الريال.
ويتفوق على مورينيو حالياً كل من ليو بينهاكر وفسينتي ديل بوسكي وميغيل مونوز، بيد أن المدرب البرتغالي قد تفوق عليهم باعتباره أسرع مدرب يصل إلى ذلك الرقم القياسي.
ويملك بينهاكر 121 انتصارا رسميا مع ريال مدريد، في حين فاز فيثنتي ديل بوسكي في 133 مباراة رفقة الفريق الإسباني، بينما يبقى رقم الاسطورة الكبيرة ميغيل مونوز بعيد المنال عن المدرب البرتغالي مورينيو حيث يمتلك في حوزته 357 انتصاراً مع النادي الملكي، إذ أحرز مع ريال مدريد كل شيء خلال الفترة التي تولى فيها تدريب النادي، قبل أن يتقدم في الرابع عشر من يناير لعام 1974 تقدم إلى الرئيس سانتياغو برنابيو بطلب إعفاء من تدريب الفريق، وبعد مشاورات مع المدرب وافق رئيس ريال مدريد آنذاك على مضض.