سلاماً لك جورج إبراهيم عبد الله، من كل مناضل وحر، وسلاما من ألاسرى المناضلين في سجون الاحتلال الصهيوني يقاربون اليوم السنين التي أمضيتها، يوحد بينكم أنت العربي اللبناني الاممي وهم، أنكم تنتمون إلى عائلة واحدة، تحملون الجينات المشتركة نفسها في المعتقد، والإيمان بما تقولون والموقف، وأنكم على استعداد للذهاب إلى النهاية في سبيل ما تؤمنون به، وقد قلت للقاضي الفرنسي عبارتك الشهيرة "أنا مناضل ولست مجرماً."
نعم انت مناضل ثوري قومي وأممي، لعله من بين آخر من تبقى من كوكبة المناضلين الثوريين الحالمين، الذين جسّدوا في وقت من زماننا المعاصر ما يمكن أن نطلق عليه اليوم "الحقبة الرومانسية والبطولية للثورة الفلسطينية"، التي امتد شعاعها، من أغوار الأردن وجنوب لبنان إلى اليابان شرقاً، وحتى أوروبا وصولاً إلى أميركا اللاتينية. وأن جورج عبد الله سيكون حرا بوقفة كا الاحرار والشرفاء معه وسيعود مرفوع الرأس إلى وطنه لبنان هو التعبير الرمزي عن رد الاعتبار لهذه الحقبة من الزمن التي يمثل فيها هذا المناضل بصورة رمزية أيقونتها.
ان اليوم تجسد العلاقة اللبنانية والفلسطينية التي رسمتها دماء الشهداء ، الفرحة بالحرية، لك ايها المناضل الكبير الشامخ شموخ الجبال بعد ثلاثين عاماً، نرسم ملامح جيل وزمن وفكرة أممية وحقبة، لم تكن بعيدة في روحها ورؤاها عن المناضلين الأوائل.
للاسف لقد تحول الثوريين الى رهائن سياسيين يراد القصاص منهم وتحويلهم الى عبرة لكل من يحاول مقاومة المشروع الصهيوامريكي كما حدث مع المناضل الشهيد القائد ابو العباس امين عام جبهة التحرير الفلسطينية اثناء اعتقاله واسنشهاده في معتقلات الاحتلال الامريكي في العراق هذا القائد الذي قال لم أخشَ الاستشهاد فكيف أخشى الاعتقال، والحالة التي أعيشها هي جزء بسيط من حالة شعبي في فلسطين، وأرى أن ما يعانيه مناضلونا أشد مما أنا فيه الآن وكل ما أتعرض له الآن لا يساوي دم طفل فلسطيني شهيد ، نحن نتوقع كل شيء ونعدّ حساباتنا لكل طارئ وهذا لن يعيق نضالاتنا أو يؤثر سلباً في قرارنا السياسي.
واليوم انت ايها المناضل الذي نغتخر بك يا من قدمت زهرة شبابك دفاعا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ستبقى نجما ساطعا في سماء الحرية والاسقلال ورمزا امميا لكل حركات التحرر في العالم وشمعة تضئ زنازين وباستيلات الجلادين ووسام شرف وعز وكبرياء على صدر كل فلسطيني ولبناني وعربي ومقاوم وسيحفر التاريخ اسمك الى جانب كافةالمناضلين بماء الذهب ليكونوا مدرسة تخرج الالاف من المناهضين والمقاوميين للاحتلال وللظلم والاضطهاد في العالم ,ان جورج عبدالله يستحق الحرية التى ناضل من اجلها وهو لم يرتكب اى جرم ليحاكم بل قام بواجب وطني وانساني وقومي اتجاه شعبة وامتة ووطنة وهذا حق مكفول تكفلة كل الشرئع السماوية والمعاهدات الدولية.
ان من يقف اليوم متضامنا مع المناضل جورج عبدالله الذي أمضى زهرة عمره في السجون الفرنسية خدمةً لقضية العرب الاولى قضية فلسطين انما بوقفته يشكل رسالة وفاء لهذا المناضل الذي يستجق منا اوسمة الشرف والبطولة ، ولا بد ان نثمن دور الحملة الدولية لإطلاق سراح الأسير جورج عبدالله" والتي بوقفتها تشكل محطة هامة على طريق الحريّة لكل الآسرى والمعتقلين العرب والفلسطينيّين .
ختاما: التحية الى جورج عبد الله الذي قدم شبابه من أجل القضية الفلسطينية .
كاتب سياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت