قال الشهداء العظماء الذين ما زالت كلماتهم الخالدة تتردد في الشرايين وعلى كل لسان وطني وأبي وحر وأبدأ بكلمة القائد الرمز الشهيد الخالد ياسر عرفات عندما استصرخ هبات الأرض وشذى العوسج والبرتقال والليمون والتين والزينون وزهر الرمان : " يريدوني إما أسيرا أو طريدا أو قتيلا وكان له ما تمناه ... شهيدا .. شهيدا .. شهيدا ... وتلك الكلمات الخالدة فينا وفي الأرض ما حيينا فإما فلسطين أو النار جيلا بعد جيل وإما أن نكون عظماء فوق الأرض أو عظماء تحت الأرض ، ولن تمروا ، وسنرحل ولكن الصورة والجذور باقيات ، وإن دمائنا ستلاحق الإحتلال دائما ، ويا جبل ما يهزك ريح ، وعلى القدس رايحين شهداء بالملايين ، ولا سلام ولا استقرار دون الإفراج عن الأسرى والمعتقلين من سجون الإحتلال الإسرائيلي ودع كل الزهور تتفتح في بستان الثورة وإن لغة الأرض تحافظ دائما على لهجاتها الفلسطينية ، وإن الشعب الفلسطيني يوظف دائما الخلاف والإختلاف لصنع قنبلة تهز الأرض تحت أقدام الإحتلال وإن الكبار يموتون ولكن الصغار لا ينسون وإن شبل أو زهرة سيرفع علم فلسطين فوق مآذن وكنائس وأسوار القدس الشريف عاصمة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى ونموت واقفين ولن نركع ، والجوع لا الركوع وإن الحرية والكرامة أغلى من الطعام ، وثورة .. ثورة حتى النصر .. ووحدة .. وحدة حتى النصر وإنها لثورة حتى النصر .. وبدنا اولادنا ايروحوا غصبا عنهم وعالرباعية عالرباعية واحنا ما بنام عالى غلوبية ، ويا ثوار الأرض ، وكل الكلمات الخالدة التي أحيت الدماء دائما في الشرايين ....
لم أجد خيرا من تلك الكلمات لأبدأ بها هذه الوقفة والصورة القلمية وفاءا لروح الشهيد البطل إيهاب جمال الوحيدي ولكل شهداء يناير الأبرار الذين ولدوا قبل الولادة وكبروا قبل الكبار وكانت لهم بصمة وطنية وتاريخية في الصراع مع العدو الإسرائيلي فإما بالكلمة أو بالصورة أو بالبندقية أو بغصن من شجر الزيتون حيث ما زالت أرواحهم الطاهرة تحلق فوق ربوع الوطن وما زالت دمائهم الطاهرة ترسم الطريق نحو الوطن والهوية .
في الأول من يناير 1965 كانت الرصاصة الأولى وكان البلاغ العسكري الأول وكانت إنطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والثورة الفلسطينية وكان الإعلان عن الشهيد الأول والإعلان عن الأسير الأول لحركة فتح وفي مثل هذا اليوم وفي 14 / يناير 1991 استشهد العظماء من القادة الفلسطينيين في تونس " صلاح خلف – أبو إياد وهايل عبد الحميد – أبو الهول وفخري العمري – أبو محمد " وفي الثاني من يناير للعام 1848 كانت معركة بلد الشيخ بالقرب من حيفا وفي الثالث من هذا الشهر للعام 1948 كانت معركة الصبيح قرب الناصرة وفي 4 / 1 / 1978 كانت عملية إغتيال سعيد حمامي ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لندن وفي الخامس من يناير للعام 1948 قامت العصابات الصهيونية بنسف فندق سمير أميس ما أدى لاستشهاد 17 فلسطينيا وفي 6 / 1 / 1952 كانت مذبحة بيت لحم الأولى وفي يوم الثلاثاء السادس من يناير للعام 2009 قام الإحتلال الإسرائيلي بارتكاب مجزرة مروعة بقصف مدرسة الفاخورة للاجئين الفلسطينيين بواسطة الطائرات الحربية " الإف 16 والأباتشي وطائرات الإستطلاع " ما أدى لاستشهاد عدد 45 من أبناء الشعب الفلسطيني ما بين إمرأة وطفل وشيخ وفي 7 / 1 / 1948 منظمة الأرغون الصهيونية تزرع متفجرات بباب الخليل في القدس وتقتل 25 مدنيا وفي التاسع من يناير للعام 1937 كان إستشهاد المجاهد العربي المغربي أحمد بن عزاوزي في فلسطين وفي الثامن من يناير 2009 استشهد مصور الرئيس إيهاب جمال الوحيدي في قصف إسرائيلي عدواني على برج الأطباء بغزة وفي يوم الأحد الذي وافق في حينها 18 / 1 / 2009 قام الجيش الإسرائيلي بالإنسحاب من قطاع غزة بعد ارتكابه لمجازر وجرائم حرب بدأت ظهر السبت الدامي في 27 / 12 / 2008 والتي خلفت 1315 شهيدا وأكثر من 5000 آلاف جريح فلسطيني ودمار أكثر من 4000 منزل تدميرا كليا ودمار 20000 ألف منزل تدميرا جزئيا إلى جانب المدارس والمستشفيات والمؤسسات والمصانع والمزارع وفي 22 / 1 / 1978 كانت عملية إغتيال المناضل علي حسن سلامة بانفجار سيارة في بيروت .
إنها القضية والهم الوطني الفلسطيني الذي قضى من أجله الشهداء العظماء الذين " صدقوا ما عاهدوا الله عليه " وهم الذين حافظوا على لون الأرض وعلى لغة الأرض ولهجاتها وهم الذين أشعلوا قناديلا من أجل الأجيال القادمة .
لقد اهتممت بأن أكتب شيئا لروح الشهيد إيهاب الوحيدي مدير مصوري الرئيس ياسر عرفات ولكني وجدت نفسي أمام قائمة كبيرة من أسماء الشهداء العظماء يطول ذكرها وتنحني الهامات والقامات أمام عطرها ومسكها فاختلطت الحروف لتجعل القلم يكتب عن أجمل البشر الذين قضوا نحبهم من أجل الوطن والهوية والحرية والقضية والحقيقة واللغة العربية وشجر الزيتون .
أيها الشهيد الذي قال الإسرائيليون بعد استشهاده ( لقد استطعنا النيل من مصور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ) : إننا في هذا اليوم وفي كل يوم ننحني أمام سيرتك ومسيرة الخالدين من الشهداء على أمل من الله عز وجل بأن نحظى بشيء مما ملكتم من الحقيقة بعيدا عن مسارح التمثيل التي لم تتقنوا الوقوف على خشباتها لأنكم الأبطال الحقيقيون وبعيدا عن أدوات التجميل التي لا تصمد أمام حقيقتكم .
فيا قوافل الشهداء .. أنتم الإنسان في قوافل الأسماء وأنتم البندقية التي لم تسقط بفعل الخريف والهزات الأرضية وأنتم البوصلة التي تقودنا في خارطة الطريق وفي المساحات الزمنية نحو الشرق العربي الأصيل والحلم الأبدي .
إننا عاجزون أن نكتب لكم وأن نوفيكم الحق بالكلمات فلقد شل القلم واللسان أمام تقدمكم ولقد احترق عود الرصاص فما عاد يستطيع الرسم على الأوراق الإبتدائية أو الثانوية .
إن تضحياتكم أيها الكرماء تجعلنا نقف أمام الصورة التي رسمتموها من أجل الوطن والقدس والهوية حيث تتعدد الأسماء وتختلف ولكن الهدف الأسمى لديكم هو واحد في الإيمان بالله أولا ثم بعدالة قضيتكم وقدسيتها .
وإن ذكراكم الخالدة تتزامن مع معركة الحرية والكرامة التي يخوضها الأسير المقدسي سامر طارق العيساوي وأيمن الشراونة وكفاح الحطاب وجعفر عز الدين وطارق قعدان وكل الأسرى والمعتقلين في سجون الإحتلال الإسرائيلي وختاما أقول لروح الشهيد البطل إيهاب جمال الوحيدي في ذكرى استشهاده الخامسة ولأبناء العائلة الشهداء ولكل شهيد جبلت دماءه الطاهرة بثرى فلسطين وبزهر وحنون الأرض القدسية وإنا على العهد ماضون وباقون فلكم أبناء العم والعموم كل التحية والإجلال والإكبار وإن أسمائكم وحروفها خالدات فينا ما حيينا حتى الحرية والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .. شاء من شاء وأبى من أبى ولنا الفخر بأن بكتابة أول الحروف لأول الأسماء من الخالدين .
1- الشهيد القائد مدحت درويش عيسى الوحيدي ( 1948 ) .
2- الشهيد حاتم محمد جياب الوحيدي ( 1955 ) .
3- فايز فندي عويدات الوحيدي .
4- محمد فندي هزاع الوحيدي .
5- زامل سطام الوحيدي ( 14 / 5 / 1998 ) .
6- إيهاب جمال حسن الوحيدي ( 8 / 1 / 2009 ) .
7- سامح زامل الوحيدي ( 10 / 10 / 2004 ) .
8- نافذ مدحت درويش الوحيدي .
9- فرحان تركي جياب الوحيدي ( 1968 ) .
10- معين فاعور عبد الكريم الوحيدي .
11- إسماعيل عبد الله هزاع الوحيدي .
12- جلال فندي عويدات الوحيدي ( 1973 ) .
13- حسن عبد العظيم الوحيدي ( 1956 ) .
14- حسن فندي الوحيدي ( 1955 ) .
15- محمد ارميح حسن الوحيدي .
16- إسماعيل عبد الله هزاع الوحيدي
17- إبراهيم مشهور الوحيدي ( 2010 ) .
يذكر أن الصحفي والإعلامي إيهاب الوحيدي ولد في الثاني من حزيران الحزين من العام 1976م واستشهد فارسا وبطلا في الحرب العدوانية على قطاع غزة وكان قد التحق في صفوف حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في العام 1990م وأصيب في العام 1991م إبان الإنتفاضة المجيدة لشعبنا الفلسطيني على إثر اقتحام جيش الإحتلال الإسرائيلي لمدرسة فلسطين الثانوية .
وبعد عودة القائد العام والرئيس الشهيد أبو عمار لأرض الوطن أسس مع إخوانه هيئة الإذاعة والتليفزيون الفلسطيني وعمل مصورا خاصا للرئيس أبو عمار والتحق بنقابة الصحفيين الفلسطينيين في العام 2001م وحصل على عضوية نقابة المخرجين الفلسطينيين منذ تأسست في العام 2002م .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت