للكرامة باب

بقلم: أحمد إبراهيم الحاج



..............................
في عام سبعةٍ وستين
وتسعماية وألف
استلّ حزيران خنجراً من جعبته
غرزه في خاصرة الكرامة العربية
.......
ترنحت كالحبشي الذبيح
سقطت على الأرض مغشياً عليها
غابت عن الوعي
مضت في غيبوبة
حسبناها غيبوبة ما قبل المنيّة
.......
تغلّقت أبواب الكرامة
على هزائم استوطنت الذاكرة العربية
في حجرة مظلمة من العقل العربي المقفل
على تناقضات بين القومية والعصبية القبلية
الأيدلوجية والملكية والجمهورية
.................
هل علينا عامٌ جديد
عام ثمانية وستين وتسعماية وألف
كنا نستجديه ونتوسل إليه
ألاّ يحضر معه أيار وحزيران
لكي لا نغرق في أحزان الذكريات من جديد
ويعاودنا كابوس الهزائم والكرامة المسبية
......
حضر كانون ورحل
وعادنا شباط الخبّاط
والكرامة ما زالت تتخبط في غيبوبة
قالت لليأس نجل الإحباط والنكبة والنكسة
تراوده عن نفسه مغرمة به:
هيت لك
فهمَّ بها يدفعها عن نفسه بكلتا يديه
وهمّت به تجذبه الى أحضانها
مدّت شفتيها نحو شفتيه
عساهما تلتقيان
فتطفؤ نار العشق الخائن
في علاقة محرمة وقسريّة
...
أصابه الخوف والرعب
بحث عن باب للهرب
شدت قميصه تمنعه من الهرب
فتّش ببصره المغصوب عن طاقة
عن نافذة أو باب للهرب
لينجو بكرامته الإيمانية
....
في شدة الإشتباك
ومحنة الإمتحان
لمحت عيناه خيوطاً من النور
تنبعث من شقوق رفيعة
في جدار الغرفة المغلّقة المظلمة
اندفع نحو النور الباهت
هارباً من المعصية والإغتصاب
دفع الجدار بكتفيه بقوة إيمانية
فإذا الجدار يتفتح منه باب
وإطلالة على شمس الحرية
.....
حضر آذار
تفتحت معه الأزهار
إلاّ أزهار الكرامات العربية
ما زالت أوراقها منقبضة على زهورها
تقاومها وتمنعها من الإنطلاق
والخروج الى النور
لممارسة حقها الشرعي في الحياة
حقها باحتضان شمس الحرية
منذ عام خمسة وستين وتسعماية وألف
وهي مخنوقةٌ بغاز منبعث
من الحرائق العربية
.....
آذار انتقم لنا من أيار وحزيران
قبل أن غادرنا وودعنا راحلاً
تفتحت فيه الأزهار
كل الأزهار
أزهار نيسان وأزهار الكرامات العربية
فكّت الكرامة العربية ضفائرها
طفقت تتنزه في خلوة مع حليلها
على ضفاف نهر الأردن
منتشية بنصر بعد الهزائم القهرية
...............
انبلج نور الشمس يسطع في ناظريه
وجد نفسه في "الكرامة" شرقي النهر
اكتشف أن فيها للكرامة مداخل شتى وباب
كان اللقاء
بين العاشق والمعشوقة
كان القران بينهما
على سنة الله ورسوله
استعاد العربي جزءاً من كرامته
في بلدة "الكرامة" الأردنية العربيةِ
.....
عاد الخلاف ينشب بينهما
افترقا متنافرين بالفكر
متجاذبين بالقلب
قالا في نفسيهما
لماذا يضير الإختلاف بالفكر؟
مادام الهدف واحد
والمصاب واحد، والمصير واحد
والكل فينا مستهدف
هذه أفكارٌ خشبية ديماغوجية
......
لا بد من إعادة النظر
والعودة الى اللحمة الوطنية
.....
طفقا يبحثان عن بعضهما من جديد
بعد رحلة من الضياع
وهدر للوقت ونحرٍ للزمان
يبحثان عن باب جديد للكرامة
يعيد اليهما حبهما الضائع
وكرامتهما المنسية
........
ها هما اليوم يلتقيان من جديد
في بلدة تدعى "باب الكرامة"
تطل نوافذها وأبوابها على القدس
تقع غربي النهر
نهر الأردن
نهر الكرامات العربية
....
حقاً إنّ للكرامة أبواب وطاقات
إن أُغلق باب أو طاقة
فُتحت أبواب مع طاقات
وأن للشمس باب
يبعث فينا دفء شعورٍ بالحرية
….
طوبى لِ "الكرامة" العربية
طوبى لبلعين ونعلين
ولبيت أمر والنبي صالح
طوبى لِ "باب الشمس"
طوبى
لِ "باب الكرامة" الفلسطينية
على مشارف القدس المنسية
من الذاكرة العربية الإسلامية والمسيحية
….

20/1/2013 م

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت