شعرت العناكب بالغيرةِ، فحاولت اقتحام [تحته]؛ فنشبَ عراكٌ حامي الوطيس بين سربِ مدافعِ من النَملِ، وخلية عناكب مهاجمة بعد أن نسجت فخاً من خيوطِها لإصطيادِ النَمل الآمن في ملجأهِ المائل إلى الإعتدالِ صيفاً وشتاءً.
لم يَشعُرْ صاحبنا باشتعالِ النارِ تحته، ولم يَفطَنْ لاحتدامِها، فقد كان غارقاً في حديثِ العابرِ، ومشاهداتِ اليومي، ولم ينزعه من حالتهِ هذه، إلا إعلان محموله عن خبرِ سار، جاء تحت رنة [جيالك رسالة]، خطف محموله من جيبه كأن شيئاً جللاً حدث، فتش في علبة الوارد، قرأ .... ، ، وإذ به يقفز من مكانهِ مُسْرِعَاً، ليحتل مكاناً متقدماً في طابور الصراف الآلي.
تركَ ساحة المعركة بدون غطاءٍ جوي؛ مما جعلَ الأمور مكشوفة للعيانِ، ومعرضة لتدخلِ قواتٍ راجلةٍ معادية، على الفور اجتمعَ المجلسُ الأعلى للعناكبِ واتخذَ قراراً بالإنسحابِ الفوري وفض المعركة، نظراً لأن المكان فقد مزاياه السحرية، فيما النمل الذى آلفه منذ زمن لم يبرح المكان وأخذ ساتر ترابي بالقرب منه، لأنه يعلم أن صاحبنا، لن يغيب طويلاً، فهو مضطراً هذه المرة للمكوث فترة أطول على نفس حالته المعتادة، خاصة بعد أن تأكد حصول صاحبنا المواطن المبجل على [نصف راتب]!.
وبينما مجلس النمل مُنعقد يتدول المعلومات الطازجة التي وصلت لتوها عن الأحوال المالية لصاحبنا، بدأت السماء تتلبد بغيوم سوداء، دافئة، ورطبة، تماماً كما كانت عليه قبل حين، فقد عاد صاحبنا إلى مكانه ،وأخذ موقعه على قاعدة متينة.
أمرت ملكة النمل الجميع بإتخاذ مكانه المعلوم، لتسير عجلة الإنتاج، وقبل أن ينفضَ المشهد، ويعود النمل إلى دأبه، انبرت احداهن قائلة: مَنْ قتل الخيال في جسده المؤقت؟ وأيُ مدينة حمقاء تلك التي تقطع أشجار السنديان؟ وتمنع حبات الكرز، والعِناب، من الإكتمال؟ أيُ أعشاب حقيرة تلك التي تُصِرُ على تقويضِ شموخ السنديان ؟!
هذا ليس شأنك، قالت: ملكة النمل، وألتأم الجميع في دأب، افتقده صاحبنا، فبات ينمو إلى تحت !!.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت