فقد إعتاد الشعب الفلسطيني على طرق الكفاح والنضال منذ أن وقع عليه الظلم فنوع الكثير من طرق مقاومته سواء كان داخل السجون أو في ميدان القتال أو في العمل الشعبي والسياسي ولم يكن غريبا على الشعب الفلسطيني أن يخترع من الإبداع المقاومي ما يؤدي لإلهاء الجيش الصهيوني واللعب على أعصابه وأعصاب حكومته من خلال العمل على بناء قرى مختلفة والإصرار على حق البقاء فكلما قام الكيان الصهيوني بهدم قرية جديدة للفلسطينين سارعوا للإعلان عن أخرى لتقام بجانب المستوطنات المزروعة على أرض فلسطينية أو أراضي مصادرة للكيان الإستيطاني المستقبلي .
ومن طرق المقاومة الأخرى المقترحة هي أن يتم وضع لوحات بمسميات المدن والشوارع سواء كانت المدن الجديدة التي تقام أو المدن الفلسطينينة الحالية فهناك إنتشار كبير للوحات باللغة العبرية على الشوارع الفلسطينية لماذا لا توضع مكانها لوحات بمسميات فلسطينينة وأسماء مجاهدين والقرى المهجرة بدل من تلك المسميات العبرية، كما توصع أنصبة وطنية وتذكارية لشهداءنا وأبطالنا بدل ممن يضعونه على شوارعنا من تذكارات وأنصبة تعود لمستوطنين إرهابين قتلوا في تلك المناطق .
إنها حرب وجودية وإثبات لمسميات الوجود التاريخي الفلسطيني فكلما أثبتنا تاريخنا الوجودي على هذه الأرض كلما عززنا من ذاكرتنا التارخية وذاكرة أطفالنا وأجيالنا القادمة لتحفظ تلك المسميات وبقائها في ذاكرتها لتدافع عنها وتعيد كرامتها .
لعل المقاومة الشعبية لن تأتي بالتحرير السريع للأرض ولن تعمل على طرد الصهاينة من داخل فلسطين ولكنها ستثبت للعالم أولا أن هناك شعب لن يتخلى عن وجوده أبدا ما دام فيه طفل يرضع ويحلم بالعودة لأرضه وأن هذه الأرض هناك من يعتدي عليها ويسرق من أجزائها كل يوم جزءا لأجل قيام أوهامه المزعومة .
ويكفي أن يضطرب الكيان الصهيوني ويدخل الرعب في قيادته خوفا من تعميم وصمود الشعب الفلسطيني في وجه الإستطيان وتدمير حلمة بالإمتداد داخل حقوقه المشروعة ويكفي أن يرتعب المستوطنين ويعلمون أنهم ليسوا أقوياء بما يحملون بأسلحتهم أو يختبئون وراء جنودهم بل هم كهشيم متطاير سريع الذوبان أمام قوة وإرادة الشعب الفلسطيني الذي لن يسكت يوما على حقه وضياع أرضه حتى لو لم تعود الآن فسوف تعود غدا قريبا ولو على أيدي الأجيال القادمه ولكن اليوم نحن نزرع المباديء الوطنية ونعزز الصمود في الوجود وما نحققه اليوم سيكمله أطفالنا بالتحرير الكامل لأرض فلسطين .
لذا يجب تعزيز المقاومة الشعبية لكل أبناء الشعب الفلسطيني ليشترك الجميل ويخرج من دائرة اللامباة والإحباط وعدم الثقة بالنتائج فمهما كانت النتيجة صغيرة فسيكون لها الأثر الكبير في التاريخ القادم ، فالكل مسؤول عن وطنه وعن حق المشاركه في إستعادة أرضه والخروج من سطوة الإحتلال الغاشم على صدورنا منذ سنوات .
آمال أبو خديجة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت