منذ الحملة الإعلامية ضد النائب في المجلس التشريعي والقيادي بحركة فتح محمد دحلان ، وحالة الحراك مستمرة على أكثر من صعيد ، هذه الحملة التي تمت نتيجة استغلال البعض للخلاف بين الأخ الرئيس أبو مازن والأخ محمد دحلان ، وتم تغذيتها وتنفيذها عبر مجموعة من المتخصصين في استغلال الأحداث وسكب الزيت على النار ، من أجل تمرير مشاريع شخصية وتصفية حسابات شخصية معلومة للجميع .
منذ ذلك الحين والكادر الفتحاوي في الضفة والقطاع ، منقسم إلى نصفين ، فهناك من يحاول التعاطي مع الحملة مضطراً خوفاً على مصالحة الخاصة ، ويحاول قدر الإمكان إظهار مواقفه العدائية ضد محمد دحلان ، والنصف الآخر مؤمن تماماً بأن ما حصل ما هو إلا محاولة لتصفية محمد دحلان سياسياً وتنظيمياً كونه الشخصية الأكثر قبولاً لدى الكادر الشاب ، وقد أصبح يمثل حالة خاصة مرتبطة بالدفاع عن قطاع غزة وعن حقوق أبناءها التي تم التلاعب بها نتيجة حالة الإنقسام الداخلي .
لقد أثبتت التجربة التنظيمية أن وجود الأخ محمد دحلان في المشهد التنظيمي ضرورة لترتيب البيت الفتحاوي ، وإعادة تفعيل مؤسسات الحركة وأقاليمها خاصة في قطاع غزة ، لما يمثله دحلان من حالة تنظيمية عليها إجماع ولها حضور لدى الكوادر الشابة ، إضافة لحالة الحضور الميداني والجماهيري لهذا القيادي ، وقد ظهر ذلك جلياً في مهرجان انطلاقة الحركة بساحة الشهيد ياسر عرفات ، والعديد من الفعاليات الوطنية والتنظيمية على مستوى المحافظات الفلسطينية وخارج الوطن .
إن بقاء الحال على ما هو عليه سينعكس سلباً على مشروع إعادة تفعيل الحركة وترتيب البيت الفتحاوي بما يُلبي طموحات جيل كامل من الشباب والكوادر الذين يرغبون بوجود حركة فتح قوية متماسكة ، لكي تبقى هذه الحركة قائدة المشروع الوطني الفلسطيني نحو بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ، والتي بدأت تتشكل على أرض الواقع من خلال صمود شعبنا في الضفة الفلسطينية وقطاعنا الحبيب .
إن محاولات البعض إنكار الواقع ، خاصة بوجود حالة مهمة من التأييد للقيادي محمد دحلان ، لتأتي في إطار أحلامهم بإمكانية النهوض بالحركة تنظيمياً بنظام الكوتة الخاصة والشللية ، وعمليات الإقصاء والتهميش التي عانينا منها خلال الفترة السابقة ، وإن أي محاولة لتوسيع دائرة الخلاف الفتحاوي الداخلي ، سيكون لها عواقب فعلية ستؤثر على الحالة المعنوية التي بدأت ترتفع بعد مهرجان الانطلاقة الأخير ، والذي باعتقادي كان فرصة مهمة لطي صفحة الخلاف والبدء ببناء فتح التي أحببناها ونحب أن نراها .
&&&&&&&&&
إعلامي وكاتب صحفي - غزة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت
