ملامح الحكومة الإسرائيلية القادمة

بقلم: محمد ناصر نصار

لم يبالي الفلسطينيين بالانتخابات الإسرائيلية العامة كثيرا لأنه في جميع الأحوال يدفع الفلسطينيون الثمن وخاصة بعد الفوز الخجول لنتنياهو برئاسته لحزب الليكود الذي حاز على أعلى عدد من المقاعد 31 مقعد لحزب الليكود في الانتخابات مما يرشحه لتشكيل الحكومة المقبلة وقد قاد نتنياهو حكومتين سابقا كانت ملامحها تستند إلى الاستيطان والمناورة السياسية وقتل عملية السلام والمطلوب من نتنياهو تشكيل حكومة تآلف في ظل فسيفساء حزبية وعوامل داخلية وخارجية مما يصعب على نتنياهو خياراته في تشكيل الحكومة التي يجب لضمان إستمرارها أن تعبر عن الكتل الحزبية الكبيرة في إسرائيل وكان هناك ظهور قوي لحزب يش عاتيد هناك مستقبل والذي حصل على 19 مقعدا ، وحصل العمل 15 على مقعدا ، وحزب البيت اليهودي حصل على11 مقعد، وحزب شاس 11 لتكون اكبر الأحزاب التي تحظى بعدد مقاعد في الكنيست الإسرائيلي .
وتبدو خيارات نتنياهو بين أحزب الوسط مما يمكن لنتنياهو تكوين حكومة فيضمن 60% من التوليفة الحكومة ، وإما اللجوء لتسيفي ليفني أكثر إحتمالً من لجوئه لحزب البيت اليهودي ، وأما بالنسبة لحزب شاس الحزب الذي يمثل اليهود الشرقيين والذي يعتبر من الأحزاب البراماجتية ضئيل لأنه يعني عدم إستمرار الحكومة لأنه لن تلاقي دعم من الأحزاب الأخرى لإختلافها في ملفات هامة ، ومن ناحية حزب ميرتس والعمل والعرب فهم ضمنوا صفوفهم ضمن المعارضة رغم ان العرب حصلوا على 12 مقعدا في الكنيست ، إن سبب تقديم الإنتخابات الإسرائيلية كان بسبب ملفين وهما موازنة الحكومة حيث تركت الحكومة عجزاً مالياً كبيراً يقدر بحوالي 42 مليار شيكل ، كم ان ملف تجنيد المتدينين سبب خللأ في تآلف الحكومة السابقة .
كما أن الحقائب الوزارية ستكون محط تنافس بين رؤساء الكتل البرلمانية والأحزاب فالحكومة القادمة ستكون الأعباء الثقيلة على كل من وزير المالية الذي سيتخذ تقليصات كبيرة مما سيجعله غير محبب للطبقات الوسطى ، كما ان حقيبة وزارة الخارجية سيرث عبئاً كبيراً خلفه ليبرمان وعلاقاته السلبية مع العديد من الدول ، وعليه سيكون أمام هذه الحكومة في أحسن الاحوال الإستقرار في المنطقة الذي سيساهم في تخفيض نفقات الجيش حيث كانت نسبته من الموازنة 35% وبعد الربيع العربي أصبحت نسبته 19% وعليه أن الوضع على الحدود السورية لا يخيف الإسرائيليون ولا حتى حزب الله فمسألة بقاء الأسد في الحكم والذي بدى اليوم أكثر تماسكاً في هذه الحرب السورية السورية فتنطبق مقولة جنبلاط أسد في لبنان وأرنب في الجولان ، كذلك الملف الإيراني لن تحدث فيه تغيرات فارقة وهذا الملف سيكون ملفا ً أمريكياً صرفاً وبالنسبة للمفاوضات مع الفلسطينيين فنتنياهو يناور ويناور حتى لو كانت حكومته موسعة فهي ستكون للمناورة المحضة بحجة عدم وجود الشريك ومشكلة الإنقسام أما إن كانت حكومة نتنياهو تميل لكتل اليمين فهذا يعني عدم الإلتفات لملف المفاوضات تماماً وبشكل عام يعني ذلك عدم صمود هذه الحكومة وإجراء إنتخابات جديدة وعلى صعيد حكومة حماس فإسرائيل لن تثير المشاكل طالما انها تتمتع في الأمن ليس فقط على جبهة غزة بل كل الجبهات اللبنانية والسورية وغيرها وكذلك بالنسبة للأحداث في مصر ستكون إسرائيل مستفيدة مما يحدث فيها من قلاقل وأحداث .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت