خانيونس : يوم دراسي يناقش واقع استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي

خانيونس - وكالة قدس نت للأنباء

ناقش مختصون تربويون وحقوقيون وإعلاميون واقع استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي والآثار السلبية الجسدية والنفسية والاجتماعية والثقافية التي قد يحدثها الإقبال المفرط للأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي ، دون تجاهل أثاره الايجابية .

جاء ذلك خلال اليوم الدراسي الذي نظمه مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر وأداره الأستاذ حسام شحادة مدير البرامج بالجمعية تحت عنوان " الأطفال في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي"، ( قراءات تربوية، اجتماعية، ونفسية، في واقع استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي)"، وذلك في مقر المركز غرب محافظة خان يونس وبحضور نشطاء إعلاميين وحقوقيين وجمهور غفير من المجتمع المحلى واهالى .

وتناولت ورقة العمل الأولي التي أعدتها الإعلامية صفاء الهبيل قراءة عامة في شبكات التواصل الاجتماعي ، وقامت بتوصيفها وتصنيفها معددة استخداماتها المختلفة واستشهدت بعدد من الإحصائيات والدراسات العالمية والعربية، أوضحت من خلالها مدى التسارع والتزايد الملحوظ في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف الفئات العمرية.

فيما ناقشت ورقة العمل الثانية الذي أعدها د. سمير شتات " الأبعاد النفسية و الاجتماعية لاستخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي" أجمل خلالها المخاطر التربوية والنفسية والاجتماعية المترتبة على استخدام الأطفال الغير مراقب لشبكات التواصل الاجتماعي ، مؤكدا على ضرورة توعية وتثقيف أولياء الأمور وأطراف العملية التعليمية بمخاطر وايجابيات الانترنت بشكل عام وشبكات التواصل بشكل خاص ،وتحصين الأطفال وإغناء مقومات التفكير الإبداعي واستثمار التقنيات الحديثة بما يخدم ذلك.

وقال د. معتز الأغا محامى العيادة القانونية بالأزهر خلال ورقته التي عنونت "الإطار القانوني الناظم لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي دون سن الثامنة عشر " ، رغم أن القواعد القانونية في فلسطين لم تخص مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص بنصوصها ولا الشبكة المعلوماتية بشكل عام، إلا انه يمكن إدراج المخاطر الناجمة عن هذه المواقع ضمن جملة ومفهوم الأخطار التي قد تعترض حياة الطفل، مثل الأفعال المنافية للحياء علناً، التلميحات المنافية للحياء، النشرات البذيئة .. آلخ .

وشدد على ضرورة توجيه الآباء لأبنائهم وإرشادهم بالاستخدام الصحيح للإنترنت لحمايتهم بواسطة برامج التصفح التي تسمح بتصفح الأطفال للإنترنت بصورة آمنة وتحميهم من خطر المواقع غير الملائمة والمنتشرة بشكل كبير على الإنترنت،ووضع قوانين تجرم الأفعال الخاصة بإنتاج واقتناء وتوزيع المواد الإباحية من خلال شبكة المعلومات أو باستعمال احد وسائل التقنية الحديثة.

فيما تناولت انعام حمدان منسقة مشرفى التربية الخاصة بمديريات قطاع غزة فى ورقتها بعض المقاربات الجديدة نحو جدار حماية لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من الأطفال ،وطالبت بضرورة العمل على وجود دراسات أكاديمية وبحوث خاصة بتأثير هذه المواقع على الطفل العربي ،والعمل على نشر الوعي على مستوى المجتمع والأسرة والفرد حول كيفية الاستخدام الإيجابي للشبكات الاجتماعية و إقامة دورات تدريبية ولقاءات جماهيرية تناقش أخطار هذه الشبكة،ضرورة إيجاد بدائل أسرية واجتماعية جاذبة وترفيهية تقلل من سطوة هذه المواقع.

كما عرض الأطفال من مركزى الشروق والأمل ونوار التربوي التابعان لجمعية الثقافة والفكر الحر لتجربتهم فى مواقع التواصل الاجتماعي ، والآليات التي استخدموها في تفعيل قضاياهم وحملات المناصرة والضغط من خلال واقع تجربتهم العملية ،مشيرين الى النجاحات التى حققوها فى هذا الاتجاه واهمية استخدام هذه المواقع بما يعود بالنفع على الطفل وتطوير قدراته الخاصة ونشر قضاياه للعالم .

وأوصي المشاركون بعد نقاشات ومداخلات مختلفة بضرورة وضع أولويات حول كيفية حماية الأطفال من سوء استخدام شبكات التواصل الاجتماعي ودعوا إلى أهمية تضافر جهود المؤسسات التربوية والتعليمية والأهلية والحكومية لوضع آليات لتحديد احتياجات الأطفال من اجل الوصول للاستخدام الأمثل من قبلهم لشبكات التواصل الاجتماعي، كما أوصوا بضرورة عقد ورش عمل توعوية وتدريبية للأولياء الأمور حول تفعيل آليات المراقبة الذاتية لدى أطفالهم، وبضرورة العمل على وجود دراسات أكاديمية وبحوث خاصة بتأثير هذه المواقع على الطفل العربي .