بركة يدعو الى دور أوروبي شعبي ورسمي ضاغط على اسرائيل

بروكسل - وكالة قدس نت للأنباء
دعا النائب العربي في الكنيست محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الى دور أوروبي شعبي ورسمي ضاغط على اسرائيل وحكومة بنيامين نتنياهو، الرافضة للتقدم في المفاوضات والتوصل الى حل عادل،

وقال إن تراخي وتراجع حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني تشجع الاحتلال على مزيد من الاستيطان والابتعاد عن الحل وأكد على ضرورة تدخل العالم لوقف سياسة التمييز العنصري التي توجهها جماهيرنا العربية الفلسطينية في وطنها.

جاء هذا في الندوة التي بادرت لها مجموعة "اليسار الموحد" في البرلماني الأوروبي، وعقدت في مقر البرلمان الأوروبي في العاصمة البلجيكية، بروكسل، حول الاعتراف بفلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة، وآفاق المستقبل، بمشاركة النائب بركة، وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني، الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني، بسام الصالحي، وسفيرة فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي ليلى شهيد. ورئيسة مجموعة "اليسار الموحد" غابي زيمر (المانيا)، ونائب رئيس المجموعة محرر صحيفة لومانيتيه الفرنسية النائب باتريك لي هاريك، ومجموعة كبيرة من المهتمين والمتضامنين مع الشعب الفلسطيني وقضيته.

وافتتحت الندوة، رئيسة مجموعة "اليسار الموحد" غابي زيمر، بكلمة أكدت فيها على ضرورة العمل من أجل الدفع باسرائيل للقبول بالشرعية الدولية، وتحدثت عن برامج مجموعة اليسار لدعم قضية الشعب الفلسطيني.

وحدة خلف الاعتراف..
وقدم الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي مداخلة، استعرض فيها ممارسات الاحتلال الاسرائيلي على الأرض، وتوقف عند الحالة الفلسطينية الداخلية، وشدد على أن حالة الانقسام الفلسطيني لم تقف عائقا أمام كل الفصائل الفلسطينية، بتأييدها لتوجه الرئيس محمود عباس الى الأمم المتحدة بطلب الاعتراف بدولة فلسطين.

ودعا الصالحي الى عقد مؤتمر لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته، بمشاركة أوروبا وفلسطين واسرائيل، للخروج من حالة الجمود التي تشهدها القضية الفلسطينية.

انتقادات..
وفي كلمتها، عبرت السفير ليلى شهيد عن اعتزازها بوقفة الجماهير العربية الفلسطينية في وطنها، وبدور الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والنواب العرب، ووجهت انتقادات حادة لدور أوروبا في المنطقة، التي تكف عن القيام بمسؤولياتها، تجاه الشعب الفلسطيني وقضية السلام، داعية الى دور دولي ضاغط أكبر على اسرائيل.

مطلوب خطوات عملية..
وقدم النائب محمد بركة مداخلة شاملة، استعرضت تطورات الساحة الاسرائيلية بتفاصيلها، والمهمات المطلوبة من العالم وخاصة أوروبا، وقال، إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، هو خطوة هامة، ولكنها بحاجة الى خطوات عملية، من أجل الضغط على اسرائيل لدفعها نحو مفاوضات جدية تنتهي بحل عادل، وعدم السماح لها بالمماطلة.

وعدد بركة بعضا من هذه الخطوات ومنها، أن على الاتحاد الأوروبي ربط رفع مستوى التبادل التجاري مع اسرائيل، بالتقدم بالعملية التفاوضية، فلهذا أثر هام، أيضا على الساحة الداخلية الاسرائيلية، خاصة وأن الحكومة تخطط الى سياسة تقشفية وتوجيه ضربات أكبر للشرائح الفقيرة، ما قد يعيد حملة الاحتجاجات الشعبية، التي لا يمكنها أن تفصل اكثر بين القضايا الاجتماعية والملف السياسي.

وثانيا، اتخاذ خطوات عملية من الاتحاد الأوروبي، وعدم الاكتفاء بالبيانات، في ما يخص مقاطعة منتوجات المستوطنات ، وثالثا، يجب على البرلمانيين الأوروبيين ممارسة الضغط على حكوماتهم، كي تضغط على اسرائيل، للتوقف عن ممارسات الاحتلال، وبشكل خاص الحصار على غزة، والزام اسرائيل بوقف كل مشاريع الاستيطان، في سائر أنحاء الضفة الغربية المحتلة بما في فيها القدس، وبشكل خاص في محيط منطقة القدس، ومشروع بتر الضفة من خلال ما يسمى مشروع E1.

أما رابعا، فقال بركة، إن هناك ضرورة الى استعادة حركة التضامن الشعبي الدولي، وخاصة الأوروبي لنصرة الشعب الفلسطينية، مؤكدا أن هذه خطوة ضرورية، في ظل انحسار حركة التضامن التي كانت فعالة جدا في انحاء أوروبا في ما مضى، وخامسا، مساندة استخدام الاعتراف بفلسطين، من أجل مقاضاة اسرائيل على جرائم الاحتلال والاستيطان.

وأكد بركة، على أن قضية الشعب الفلسطيني هي قضية تحرر وطني ودولة، وليست مجرد قضية حقوق انسان، كما يُفهم من خطاب أوساط أوروبية، لأن هذا يعني مطالب لتحسين في ظروف الاحتلال، وليس اقتلاعه هو والاستيطان.

الانتخابات الاسرائيلية..
وتوقف النائب بركة عن نتائج الانتخابات الاسرائيلية، وقال إن ائتلاف نتنياهو القائم حتى الانتخابات، قد تقلص من 81 نائبا الى 70 نائبا، ولكنه يتحرك حاليا ضمن فرص ائتلاف من 82 نائبا على الاقل، وهذا يعطيه فرصة أكبر للتمادي في سياسته على الصعيدين السياسي والاقتصادي الاجتماعي، واشار الى أن حديث لبيد عن مطالبته باستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، قد تدفع نتنياهو باستخدام لغة "محسنة" لخطاب بار إيلان، ولكن ليس أبعد من ذلك، لأن نتنياهو وحكومته ليس مؤهلا، ولا هو معني بالتوصل الى حل للقضية الفلسطينية على أسس الشرعية الدولية.

وقال بركة، إنه في اعقاب نتائج الانتخابات، هناك أربع مهمات يجب العمل عليها، لمواجهة سياسة الرفض الاسرائيلية، وأولا، تفعيل العوامل والقوى المؤيدة للمفاوضات والسلام في الشارع الاسرائيلية، وتوطيد العلاقات معها، من أجل تشجيعها على الخروج عن صمتها، وثانيا، على الولايات المتحدة في ولاية اوباما الثانية، واوروبا، الضغط على حكومة اسرائيل من أجل استئناف المفاوضات، وثالثا، انهاء حالة الانقسام الفلسطيني، وهذا واجب فلسطيني داخلي، ورابعا، على الدور العربي، أن يجعل مما يسمى بـ "الربيع العربي" أداة لارضاء أميركا، وغض الطرف عن القضية الفلسطينية واسقاطها عن رأس جدول الأعمال.

سياسة التمييز العنصري..
وتوقف بركة في مداخلته، مليا، عند سياسة التمييز العنصري، التي تواجهها الجماهير العربية في اسرائيل، مقدما النموذج الأخير، وهو مشروع برافر الاقتلاعي لأهلنا في النقب، الى جانب التمييز في جميع نواحي الحياة، لجعلنا شريحة اجتماعية ضعيفة اقتصاديا، وتصعيد لهجة الخطاب العنصري، والاستمرار في سن القوانين العنصرية.

وقال بركة،" إن قضيتنا لم تعد قضية داخلية، كما توحي بذلك بعض الأوساط العالمية، وعلى العالم واوروبا خاصة، التي تتدخل بكل قضية كبيرة وصغيرة في دول العالم، أن تتدخل لوضع حد لهذه السياسة العنصرية، التي نعاني منها على مدى 65 عاما.

مؤتمر قريب..
هذا وفي تلخيصه للندوة، أعلن نائب رئيسة مجموعة "اليسار الموحد" عن الشروع بوضع برنامج عمل، للتعاون مع قوى السلام في اسرائيل، والى دعم قضية الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد، وتفعيل حركة التضامن الأوروبية مع الشعب الفلسطيني، وتشجيع حركة التضامن مع الأسرى الفلسطينية عامة، والمضربين عن الطعام خاصة.

كما أعلن عن أن لجنة من المجموعة ستزور المناطق المحتلة في غضون اقل من ثلاثة اشهر، من أجل فحص امكانيات عقد مؤتمر دولي أوروبي فلسطيني اسرائيلي لدعم العملية التفاوضية والسلام.