المقدسيون يبدأون الشهر الأول من العام 2013 بمزيد من الاعتداءات
القدس المحتلة – وكالة قدس نت للأنباء
يبدأ العالم عامه الجديد بالاحتفال والتفاؤل بأن يكون أفضل من سابقه..لكن المقدسيين استقبلوا العام الحالي بتصاعدت الإعتداءات الإسرائيلية عليهم وعلى ممتلكاتهم خلال الشهر الاول من عام 2013، خاصة فيما يتعلق بشن حملات اعتقالات، وهدم منازل ومنشآت مختلفة، ومصادرة وتجريف الأراضي.
الاعتقالات..الاطفال يمثلون أكبر شريحة من المعتقلين
وعلى صعيد الاعتقالات رصد مركز معلومات وادي حلوة في تقرير نشره ، اليوم السبت، 143 حالة اعتقال خلال شهر كانون الثاني، نصفهم من سلوان، تليها العيسوية، وعدد قليل من القدس القديمة، وحي الشيخ جراح، ويشير المركز ان حوالي نصف المعتقلين هم من الفتية والأطفال، وقد سجل اعتقال أصغر طفل وهو محمد علي درباس الذي لم يكمل عامه الثامن، حيث اعتقل من باب منزله واقتيد بسيارة الشرطة لوحده واحتجز في المخفر لمدة ساعتين، اضافة الى اعتقال واحتجاز أطفال ما بين 12-14 عاماً.
وأكد مركز المعلومات تجاوز سلطات الاحتلال الإسرائيلية القانون الإسرائيلي والدولي باحتجاز الأطفال والفتية، حيث لوحظ ان عدداً من الفتية المعتقلون كان التحقيق معهم يكون فيما يعرف "بزنازين 20" بالمسكوبية، خاصة من فتية سلوان، اضافة الى عدم وجود مرافق لهم في التحقيق الأول، وتقييد الايدي والأرجل خلال الاعتقال، وحسب شهود الأطفال فلم يحقق معهم ضابط أحداث مختص بالاعتقال.
الهدم..عمليات مكثفة
وافتتحت بلدية الاحتلال العام الحالي بهدم منزل قيد الإنشاء يعود للمواطن رأفت العيساوي في قرية العيسوية، اضافة الى تجريف أراضٍ واسعة وتخليع أشجار مثمرة لعدة عائلة من العيسوية، وهدم محل للخرداوات والحديد يعود للمواطن عزام الرشق وشريكه نادر الرشق، حيث تمت مصادرة بضائع وماكينات وأجهزة بمليون شيكل، اضافة الى هدم مطبخ وحمام، كما وزعت البلدية في اليوم ذاته أوامر هدم لعدد من المنشآت والمنازل في الطور والعيسوية.
كما هدمت الجرافات عمارة سكنية في حي رأس العامود قيد الإنشاء تعود لعائلة متعب، ومؤلفة من 4 طوابق.
كما هدمت الجرافات منزلين في صور باهر لعائلة عميرة، أحدهما يعيش فيه 7 أنفار، وآخر يجهز ليتزوج به أحد أبناء العائلة، كما هدمت الجرافات منزلا في حي بيت حنينا شمال القدس يعود لعائلة الرجبي، ويعيش فيه 8 أفراد.
وفي بيت صفافا تم هدم بركسات للاغنام والدواجن تعود لعائلة صلاح، وأنذرت بهدم 4 آخرين، اضافة الى انذار باخلاء جميع البسطات للمحلات التجارية في باب العامود داخل اسوار القدس القديمة.
وفي نهاية شهر كانون ثاني شنت بلدية الاحتلال وسلطة الطبيعية برفقة القوات الاسرائيلية حملة تجريف وهدم لاراضي ومنازل في حي وادي الربابة في سلوان، حيث تم هدم بركس يعود لعائلة الشويكي، وهدم منزل وغرفة سكنية مبينة من عشرات السنين يعود لعائلة شقير، اضافة الى تجريف مساحات واسعة من الاراضي لعائلة سمرين، وتخليع أشجار، وتخريب الطرق المؤدية الى المنازل وجعل الجبل غير آمن للاستخدام.
وحسب التقرير،شهد اليوم قبل الأخير من الشهر تسليم اخطارات هدم لمنازل وبركسات لسكان حي الفهيدات الواقع شرق قرية عناتا، بحجة البناء دون ترخيص، حيث تسلمت 13 عائلة اخطارات بهدم منازلها، بالاضافة الى هدم 10 بركسات للسكان، فيما امهلت الادارة المدينة سكان الحي حتى تاريخ 7-2-2013 للاعتراض على انذارات الهدم.
كما سلمت الادارة المدينة اخطارات اخلاء لبدو شرق القدس لصالح التوسع الاستيطاني.
هدم قرية باب الشمس...
وفي مواجهة المقاومة الشعبية هدمت قوات الاحتلال قرية "باب الشمس" التي اقامها العشرات من الفلسطينيين في ضواحي القدس، تصديا لمحاولة مصادرة الارض لصالح المشروع الاستيطاني المعروف (ي1) ، وقبلها اخليت من كافة قاطنيها، ثم تم اعتقالهم لدى محاولتهم الدخول اليها.
والى ذلك هدمت قوات الاحتلال مرتين على التوالي خيمة "صمود الزيتون" التي اقيمت على أرضي شعفاط المهددة بالمصادرة لصالح شارع 21 الذي يربط المستوطنات الاسرائيلية مع بعضها البعض.
الاعتداءات متواصلة..
وسجل شهر كانون الثاني الماضي اعتداءات على المواطنين أثناء تنفيذ عمليات الهدم، فقد استخدمت قوات الاحتلال وحدة الكلاب البوليسية والصعقات الكهربائية لابعاد اهالي سلوان عن منازلهم واراضيهم الذين تصدوا لعمليات الهدم والتجريف في المنطقة، مما ادى الى اصابة العديد من المواطنين من بينهم 3 سيدات، وتم الاعتداء على عائلة صلاح في بيت صفافا مما ادى الى اصابة اية صلاح بكسور في القدم واليد.
ومنعت قوات الاحتلال وفداً وزارياً من التجول في القدس بحجة رعايته من قبل السلطة الفلسطينية، واحتجزت وزير الإسكان والأشغال العامة ماهر غنيم ووكيل وزارة الإعلام محمود خليفة عند حاجز حزما، كما سلمت 4 مقدسيين أوامر استدعاء للتحقيق.
وخلال شهر كانون الثاني تم اقتحام المسجد الاقصى عدة مرات من قبل المستوطنين، فيما قام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة حائط البراق يوم إجراء الانتخابات الاسرائيلية ليصلي للشعب اليهودي-على حد تعبيره-.
وقد منعت قوات الاحتلال الاسرائيلية خلال هذا الشهر ادخال مساعدات لاهالي الاغوار الشمالية والجنوبية.
وخلال الشهر ذاته تم اقتحام العديد من المنازل والمطاعم والمحلات التجارية في العيسوية، وذلك ضمن حملة اسرائيلية بدأت في أوسط شهر كانون الأول الماضي، حيث تم الاعتداء على العديد من المواطنين في العيسوية واصابتهم برضوض وجروح وكسور، ويشير المركز أنه وخلال الحملة الإسرائيلية في القرية تم اعتقال 147 مواطناً .
كما تمت محاصرة المسجد العمري في صور باهر مما أدى الى اندلاع مواجهات.
وكذلك قامت القوات الإسرائيلية باقتحام منزل الرملاوي في القدس القديمة دون ذكر الأسباب.
اعتداءات المستوطنين..
أما اعتداءات المستوطنين فقد استمرت أيضاً حيث تم الاعتداء على الفتى يزن دياب اثناء تواجده في سلوان، ورشه بغاز الفلفل، كما تم الاعتداء على مسجد النبي داود وتخليع وتكسير الواجهات المصنوعة من السيراميك والرخام.
إعتقالات وإفراجات..الأسرى بين النور والظلام
أما عن أبرز حدثين في ملف الأسرى..ذكر التقرير باستشهد اسير محرر في مستشفى المطلع بالقدس وهو "أشرف أبو ذريع (29 عاماً)، فيما تم الافراج عن الاسير جهاد عبيدي بعد قضائه 25 عاما في السجون الاسرائيلية.
وإضافة الى العبيدي فقد تم الافراج عن عدد من الأسرى وهم الأسير أحمد الغول بعد قضائه عامين في السجون الاسرائيلية، والاسير أنور ابو لافي بعد قضائه 10 شهور بالسجون الإسرائيلية.
وتم الافراج عن 3 أسرى من القدس وهم حسن هلسة (46عاما)، ونهار هلسة (42 عاما) من جبل المكبر، وعلي عطا عبيد (46 عاما) من العيسوية، بعد قضائهم حوالي 13 شهرا في السجون الاسرائيلية، وبشروط قاسية والإقامة الجبرية، ودفع كفالة مالية بقيمة 10 آلاف شيكل لكل منهم، ومنعهم من إستخدام شبكة الإنترنت، أوإستقبال زوار خارج إطار العائلة إلى حين الإنتهاء من إجراءات المحاكمة.
وقد طرأ تدهور خطير في حياة الأسير سامر العيساوي فيما توالت الاعتصامات المتضامنة معه.
من جهة أخرى تم تمديد اعتقال السيدة انتصار الهدرة ورفض الافراج عنها بكفالة مالية وحبس منزلي ومواصلة احتجازها في ظروف قاسية وصعبة، كما تم تمديد الحبس المنزلي للشاب محمد عبد محمود من العيسوية لمدة 6 شهور، علما انه فرض عليه منذ آب الماضي، اضافة الى تمديد اعتقال الشاب باسل حربي العباسي لمدة 90 يوما علما انه معتقل منذ تموز 2011.
وفي آخر يوم من الشهر كانون الثاني فقد وافقت المحكمة المركزية على عودة 3 مقدسيين الى منازلهم بعد ابعاد لمدة عام الى قرى تقع خارج ما يسمى "حدود بلدية القدس"، مع استمرار الحبس المنزلي المفروض عليهم، والشبان هم أشرف زلوم، شادي زاهدة، وطارق عليان.
كما تم نهاية الشهر الجاري ابعاد المواطن سامي شقير عن سلوان لمدة شهر، وابعاد طارق أبو صبيح حارس المسجد الأقصى عن المسجد لمدة 21 يوما بعد اعتراضه مجموعة من المستوطنين حاولت اداء طقوسها الدينية داخل ساحات الأقصى، كما تم ابعاد مواطن من الداخل الفلسطيني عن المسجد الأقصى.
تجميد اخلاء..
وفي بارقة أمل لحي الشيخ جراح، وذلك اصدرت المحكمة المركزية الاسرائيلية في القدس قرار يقضي بتجميد عملية اخلاء عائلة عبد الرازق الصباغ من منازلها في الحي ، في قضية منظورة أمام المحاكم الإسرائيلية منذ العام 1972.
ويتكون عقار عائلة صباغ من (5) منازل تعود ملكيتها لخمسة اشقاء، هم محمد وربيع وبسام وباسم وغالب، ويعيش فيها حوالي 30 فردا.
وسيمهد قرار المحكمة الطريق لاستعادة منازل استولى المستوطنون عليها أو على وشك الاستيلاء عليها في الحي.