حيرة أهالى غزة في قضية الكهرباء كحيرة سيدنا ابراهيم للوصول للخالق ..

بقلم: رأفت حمدونة


وفاة المواطن أبو حية بحي الصفطاوي شمال القطاع والذى رفع عدد ضحايا الحريق خلال 48 ساعة لثمانية ضحايا بعد احتراق عائلة كاملة مكونة من 6 أفراد من عائلة ظهير شرق الشجاعية ليلحق بركبها طفل أخر بعد ذلك يجعل كل رب أسرة بقطاع غزة في حيرة من أمره ، ويتسائل كيف يهتدى لطريقة أكثر أمان يحمى فيها نفسه وأبناءه ويحفظهم من تلك الفواجع .
وهذا يذكرنى بحلول الليل وتخييم الظلام على سيدنا ابراهيم عليه السلام وتفكيره بالخالق ( فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) .
وللحقيقة كغزيين جربنا كل وسيلة للاهتداء بطريقة أمثل للانارة وسد الحاجة " كلما جن علينا الليل " لقضاء حوائجنا وليالينا بسلام ، ولكن دون جدوى ، وكنا ندعو ونتوجه إلى الله بالحماية فعاقبة " لئن لم يهدني ربي " لطريقة مثلى عاقبتها " حرق وخنق ووفاة " فبدأنا بإنارة شمعة فحرقت أغطيتنا والتهمت النيران أطفالنا ، وقصة الأطفال الثلاثة صبري ونادين وفرح بشير فى مساء الأحد 1/4/2012 ليست ببعيدة وذلك بعد اشتعال النيران في منزلهم الكائن بدير البلح، إثر سقوط شمعة كانت تنيرها والدتهم خلال انقطاع التيار الكهربائي لتشتعل النيران في المنزل وتأتي عليه بالكامل ، فقلنا الشموع خطرة ولسنا عشاق مخاطرات ، ففكرنا بالماتور واذا به أكثر خطورة حيث انفجاره في وجه عوائل ، وخطورة عادمه وقتله للشاب العريس أيمن سموّر خلال استحمامه استعدادًا لزفافه ، وحينها بحثنا حائرين كحيرة سيدنا ابراهيم عليه السلام لعلنا نهتدى لما فيه الخير ، فلجأنا لانارة الغاز " الشمبر " وإذا بعدد من الزوجات يتشوهن بحرق وجوههن لعدم خبرتهن بانارة الشمبر ، وبعد ذلك حضر الشتاء واشتد البرد وشعرنا بحاجة للتدفئة فلجأنا لاستخدام الفحم وإذا به يودى بحياة أناس خنقوا دون أن يدروا ومنهم من عاش بمعجزة ، وحذرنا من سوء استخدام الحطب للتدفئة ومع هذا كانت ضحايا عدة من رائحته ومخلفاته في أماكن مغلقة ، وزدنا حيرة لعلنا نهتدى وكل مرة نقول هذا أفضل أو هذا ينير بشكل أكبر ولكننا نصطدم بما اصطدم به سيدنا ابراهيم عليه السلام " فلما أفل قال لا أحب الآفلين " وجربنا UPS والبطاريات فلما رأيناها حرقت بيوت جراء " شورت وشرارة " نتيجة لمس الأسلاك وتبديل المرابط وسوء الاستخدام " وجهنا وجوهنا للذي فطر السماوات والأرض حنيفا " لعلنا نهتدى لشىء ينير لأطفالنا للاسترشاد بالطريق والدراسة أوتلبية حاجات مريض .أو أو .... الخ من الاحتياجات واهتدينا للشواحن الكهربائية الأقل خطورة والأكثر خراب والذى لم يسد حاجة ولا زمن ولا زلنا ندعوا الله أن ينهى هذه الأزمة التى لا نعرف لها مسئول ولا عنوان ، مجهولة الهوية فاجعة التأثير والنتيجة ، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ حياتنا واطفالنا من موتة مفاجئة ، ومن نار قاتلة ، لعلنا نهتدى كما اهتدى سيدنا ابراهيم عليه السلام للخالق الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت