بغض النظر عن أي شيء . فالرجل معروف بأنه قائد فصيل كبير له مكانة في العمل النضالي الفلسطيني ومنذ البدايات فكل التحية للجبهة الديمقراطية وكوادرها الأوفياء لفلسطين
نايف حواتمة مُنظر سياسي من الطراز الأول ويعرف من أين تؤكل الكتف ويعرف متى يتكلم ومتى يصمت , ويعرف تماماً كيف يصل إلى الهدف الذي يريد من خلال المراقبة الحثيثة للأحداث ومعرفة حيثثيات الزمان والمكان
فإن تطلب منه الأمر السكوت فإنك لا تسمع صوته سنوات
وإن تطلب الأمر الكلام.. فتسمعه يتكلم على مدار الساعة لا يكل ولا يمل
لست هنا مهللا ً ولا ناقداً ولا مسيئا ً لأحد وخاصة السيد نايف حواتمة
ولكني أدعي أني أقول حقيقة مقتنع بها تماماً ومنذ أربعة عقود ولن أغير رأيي حتى أرى ما هو العكس
فالحقيقة التي حيرتني بهذا الرجل هي أنه لا يصدق القول , لا بل مدع ٍ ومراوغ وانتهازي
أعرف هذا الأمر منذ تواجدنا في الأردن ما قبل أيلول, وقد كان حواتمة من المحركين الرئيسيين للأحداث في الساحة الأردنية , وللتوضيح ..( كان الأكثر حيوية ونشاطاً في الساحة وذلك من خلال الدفع بالصدام مع الجيش الأردني ,من خلال الشعارات التي كان يضعها على الحيطان في الميادين الرئيسية مثل
( تحرير فلسطين يمر من عمان) أو (لا سلطة فوق سلطة المقاومة ) شعارات نارية إستفزازية خطيرة وعندما كنا نصرخ ونقول إلى أين تريدون أخذنا .!؟
كان يقول هذه عناصر منفلته , كنا نعتقلهم وبأمر من أبو عمار , فتراهم كالأسود وهم يدافعون عن منفلتيهم الجواسيس , فقد كانوا يشنون حربهم علينا وبأمر منه فيوجهوا رصاصهم حيث مكاتب فتح حتى يتم الإفراج عنهم ..فيعيدوا الكرة مع مزيد من الإسائات لضباط الجيش وأفراده ومزيدا ًن توتير الشارع حتى وصلت الأمور لمواجهة شاملة دفعنا كثورة وكشعب فلسطيني ثمنا باهظاً لها منذ ذلك الحين
(ملاحظة هامة )
(هنا ألفت النظر لمسألة ...أنه لم يتتم التحقيق بشكل جدي لأحداث الأردن والتي كانت من أخطر ما مر علينا في تلك الفترة والتي ترتب عليها الكثير من مسلسل الأحداث التي أوصلتتنا إلى ما نحن ..!) وما زلت أضع الف علامة إستفهام منذ ذلك الوقت وكيف حدث ما حدث ومن هم من خططوا لذلك ..!
نايف حواتمة القائد الهمام يريد الدخول إلى فلسطين ...ومن يتذكر فإنه قرر ذلك قبل عدة سنوات وأعتقد في زمن الراحل الشهيد أبو عمار
وفي ذلك الوقت تم الاعداد لاستقباله في أريحا وفي الضفة من قبل كوادر الجبهة
ماذا جرى حينها بعدها ..!
وفي اليوم الذي سبق موعد دخول القائد الكبير كان له لقاء على الجزيرة في برنامج بلا حدود مع أحمد منصور
تحدث الرجل عن مشروعه الذي ينوي العمل به في الوطن وقال بالحرف
( أنا ذاهب الى فلسطين من أجل مقاومة الإحتلال وسأعمل على كنس الاحتلال من فلسطين)
كنت أشاهد المقابلة فقلت لزوجتي راقبي معي الوضع, وأقول لك أمرا سيحدث غدا ً
ألا وهو أن الرجل لن يدخل الضفة ولن تسمح له إسرائيل بذلك...
قالت : كيف هذا وقد وافقوا على دخوله والاستعدادات على قدم وساق .!
قلت انتظري وسترين ..لأ نه لو كان ينوي الدخول حقاً لما قال هذا الكلام , ولو أراد المقاومة لما صرح بذلك , الرجل لعب لعبة خبيثة ولقائه هذا على الجزيرة مرتب ومقصود
في اليوم التالي وكان اليوم الموعد صدر قرارا ً من الحكومة الإسرائيلية بمنع نايف حواتمة من الدخول إلى الضفة وانتهى الأمر على ذلك لا بل تم الترويج له بالبطولة والشموخ كقائد صنديد ترفضه إسرائيل
اليوم هناك استعدادات جديدة وهمة عالية من قبل الزعيم للدخول
ترى هل سيدخل أبو النوف أم لا ..وتحت أي بند وشعار سيدخل .!
ومن سيقاوم هذه المرة.!
فالظروف ليست كتلك الظروف التي كانت قبل سنوات , يوم كان أبو عمار محاصراً ويوم كانت المقاومة على أشدها ..كما أن الوضع الفلسطيني ليس كما كان في تلك الفترة ..
ربما ستكون فرصة نادرة للسيد حواتمة مع غياب القادة الكبار مثل الراحل أبو عمار
ربما هي فرصة لحواتمة أن يُبرز مواهبه التي عمل عليها طوال عقود لكي يكون رقما صعبا ً
ربما سيكون حواتمة له دور مع إنحدار السقف بعد أن رحل الكبار
ربما السقف الان سيُظهر أبو النوف كعملاق في زمن الأقزام ...لم لا .!
فأهلا وسهلا ً بصاحب الصوت العالي مع إختفاء الأصوات التي كانت تهز الوطن وهل سيكون لصوته صدىً بعد أن صمت الاذان وما عاد أحد يريد سماع الصراخ والخطابات النارية التي ثبت أنه تنطلق من مستنقعات آسنة صداها روائح تُزكم الأنوف
لا أدري هل بقي من العمر ما سيمكن بطلنا الجديد أن يبرز مواهبه وهو الذي يتتجدد كل عقد من الزمن ويعود بروح الشباب ..ربما بفعل الهرمون والمنشطات ربما سينجح ..ربما سيهز الكيان الصهيوني من خلال خطاب ناري يقول فيه ( إسرائيل إلى زوال )
كم أنا حزين على الوطن ..فالوطن رغم كل ما مر عليه من تضحيات الشباب يفتقد الطليعة الشبابية التي كان من المفترض أن تقود المرحلة ... فهنيئاً للعواجيز والقضية تتأرجح على قدمين متهالكتين
وحواتمة ما زال يحمل روح الشباب وأفكار ماركس
رحم الله الوطن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت
