وقبل يومين توفي مواطن حرقا في مدينة غزة جراء اشعال شمعة وتسرب الغاز في البيت، ولم ينل حظه من التغطية الاعلامية ولم يتصدر خبر وفاته وسائل الاعلام، لان فاجعة ومأساة كبرى حلت في منطقة سكناه بحي الشجاعية بوفاة عائلة حازم ضهير الاب والأم وأطفالهما الاربعة في غزة حرقا.
مأساة ضهير وما تلاها وما سبقها من مآسي وفواجع بوفاة عائلات وأطفال جراء الحرائق وسببها انقطاع التيار الكهربائي لا تتوقف عند حد الحزن والغضب ومهاجمة شركة الكهرباء وتحطيمها، و المزايدات والتندر والفكاهة واللطم والدعاء والحسبنة وتحميل المسؤوليات للمتوفين كما في حالة حازم ضهير وزوجته وإهمالهما، و للاحتلال وشماعة الحصار ومنع دخول الوقود.
ما يحدث في غزة فواجع وماسي متكررة وستتكرر، وعناية الله ولطفه تدخلت لوقف استمرار الموت والتي كادت النيران أن تودي بحياة عشرات المواطنين من عائلة ضهير الذين يسكنون في بيت مكتظ بالسكان.
اصحابه يسكنونه من القلة، بيت لا يصلح للسكن، بيت لا تعرف من اين تدخل اليه وكيف ستخرج منه، مزدحم بسكانه حسب روايات اصحاب البيت وغالبيتهم من الشباب يسكنه نحو 30 عائلة الاخوة وأبناء العم وزوجاتهم وأولادهم، ربما يكون عدد افرادهم 70 أو اكثر.
في البداية كان هناك تناقض وضبابية في المعلومات وصحتها و الاسباب الحقيقية لاشتعال النيران، وتحميل المسؤولية للدفاع المدني بعدم الاستجابة للاستغاثة وسرعته في التوجه لإطفاء النيران وإنقاذ المصابين.
وانتظرنا نتائج التحقيق من الجهات المختصة، الى ان نشر مدير عام العلاقات العامة والإعلام في وزارة الداخلية مساء امس على صفحته على الفيسبوك نتائج التحقيق الاولية وسرد نتائج التحقيق الذي تحمل المسؤولية لرب العائلة الذي اشعل شمعة ينير بها عتمة غرفته المتكدسة به وزوجه وأطفاله، والأثاث.
ما جرى مأساة نتحمل جميعنا مسؤوليتها، بإهمالنا وعدم اتخاذ الإحتياطات اللازمة وإجراءات الوقاية والسلامة، حتى لو قمنا جميعا بحملات توعية مستمرة او وحتى لو سلمنا بأننا نتحمل كلنا المسؤولية فكل بيت في غزة معرض لان تصيبه مصيبة بحادث عارض او جراء ماس كهربائي وهذا وارد مع أي انسان.
لكن هناك فواجع لا نستطيع وضع حد لها بالتوعية حول اجراءات الوقاية والسلامة فقط، وكل بيت هو عبارة مشروع حريق ومأساة وهو مخزن لأنابيب الغاز والشموع والوقود من البنزين او السولار الذي نستخدمه في تشغيل المولدات الكهربائية جراء انقطاع التيار الكهربائي المستمر.
فالحكومة هنا تتحمل المسؤولة عن جميع الحوادث التي وقعت وستقع في غزة، وعجزها عن ايجاد حلول لازمة انقطاع التيار الكهربائي وغياب الارادة الحقيقية لوضع حد للازمة المتفاقمة منذ سنوات ومستمرة في حصد ارواح الناس، وعدم قدرتها على توفير الوقود بذرائع مختلفة سواء بانتظار الوقود القطري او رفضها استيراد الوقود من اسرائيل.
وكذلك عدم ايفائها بوعودها والتزاماتها لتوفير الحد الادنى للناس من العيش بكرامة، ونسب الفقر والبطالة مرتفعة جداً والحصار الخانق والأوضاع الاقتصادية الصعبة، حتى لو تحججت بالحصار الذي لا ننكره وما له من اثار كارثية على الشعب الفلسطيني، فهي تتحمل المسؤولية عن رعاياها.
كما ان شركة الكهرباء والذي فقد الناس الثقة بها، فهي تتحمل المسؤولية حيث انها لا تراعي ظروف الناس الصعبة وتقوم بقطع التيار الكهربائي من دون سابق انذار ولا تستطيع التغلب على الاعطال الفنية الطارئة بسرعة، وعدم قدرتها على الايفاء بالتزاماتها وإيجاد حلو للشبكة المهترئة و تعاني الاهمال.
في معظم الحوادث التي وقعت يكون هم الحكومة ان لا تتحمل المسؤولية وتدفع بكل الوسائل لإبعاد التهم عنها، وتشكل لجان تحقيق سريعة وتقوم بتحميل الناس المسؤولية، صحيح ان جزء كبير من المسؤولية يقع جراء الاهمال، لكن يبقى السبب الرئيسي هو ازمة استمرار انقطاع التيار الكهربائي و عدم ايجاد حلول سريعة لوقف مسلسل القتل، وإلا سيبقى السبب الحق على شمعة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت