غزة – وكالة قدس نت للأنباء
اعتبر النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس يحيى موسى، أن منظمة التعاون الإسلامي التي انطلقت أعمال قمتها الثانية عشرة في القاهرة اليوم الاربعاء "لم ترق حتى الآن إلى مستوى التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية".
وقال موسى في حديث لبرنامج "نافذة على الصحافة" الذي يبث عبر قناة "هنا القدس الفضائية، إن "منظمة التعاون هامة في المجتمع الدولي ويطلب منها أن تقوم بأدوار كبيرة، خاصةً أن بداية تشكل هذه المنظمة جاء على خلفية حرق المسجد الأقصى، ولذلك طيلة الفترة السابقة أعمال هذه المنظمة لم ترق إلى مستوى التحديات التي تضع الأمة الإسلامية كأمة واحدة متضامنة متفاهمة مع قضاياها الأممية".
وأضاف أنه" يجب على هذه المنظمة أن تجعل قضية المظلومية الفلسطينية على أجندة كل المجتمعات الدولية من أجل الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني ولتفعيل القرارات المتراكمة بالمئات في أروقة الأمم المتحدة دون أي فعالية وفي ظل الهيمنة الأمريكية على القرار العالمي وضعف الحضور الأوروبي وتبعيته للموقف الأمريكي".
وبدأت في العاصمة المصرية القاهرة اليوم الأربعاء أعمال القمة الثانية عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي التي تستمر ليوم غدا الخميس، لمناقشة أهم القضايا التى تشغل المسلمين ، ومنها قضايا طرأت مؤخرًا ، وأخرى معلقة منذ عدة عقود تنتظر الحل .
وتعتبر منظمة التعاون الإسلامي بعد مرور 43 عاماً على ظهورها للحياة ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، وتضم في عضويتها (57) دولة عضوا موزعة على أربع قارات. وتعتبر المنظمة الصوت الجماعي للعالم الإسلامي وتسعى لصون مصالحه والتعبير عنها تعزيزا للسلم والتناغم الدوليين بين مختلف شعوب العالم.
وشدد موسى "نريد مواقف جدية وأكثر ترجمة عملية في دعم الشعب الفلسطيني سواء الدعم المادي أو المعنوي أو الدبلوماسي والسياسي، أداء هذه المنظمة الدولية لا يرتقي للتحديات ولا لطموحات الأمة الإسلامية".
وتابع حديثه قائلاً :"إننا نعيش عدة إشكالات كبيرة ومنها مشكلة (مينامار) التي فيها إبادة جماعية للمسلمين ولم تفعل هذه المنظمة شيئاً وأيضاً في سوريا في ظل الآلاف من الضحايا، والقضية الفلسطينية نفسها منذ قرابة القرن من الزمان والشعب الفلسطيني يعاني التشريد والتنكيل والسجون وسرقة الأرض الفلسطينية دون أي فعل موازي في هذه المنظمة".
وأشار موسى إلى أن المنظمة "ما زالت تعكس إرادة الأنظمة التي عاشت في فترات تاريخية معينة ولم تمثل شعوبها بشكل كبير، وأيضاً الثورات العربية لم تعكس نفسها كما يجب في أروقة هذه المنظمة لأنها مشغولة بأوضاعها الداخلية".
وأنشئت منظمة التعاون الإسلامي التي تعبر عن القضايا القريبة من قلوب ما يزيد على مليار ونصف المليار مسلم في مختلف أنحاء العالم، بقرار صادر عن قمة تاريخية عقدت في الرباط بالمملكة المغربية 25 سبتمبر 1969 ردا على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة.
وعقد في عام 1970 أول مؤتمر إسلامي لوزراء الخارجية في جدة وقرر إنشاء أمانة عامة يكون مقرها في جدة ويرأسها أمين عام للمنظمة. ويعتبر البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلى تاسع أمين عام، وقد تولى هذا المنصب في يناير 2005 بعد أن انتخبه المؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية في دورته الحادية والثلاثين.
وأكد النائب عن حركة حماس يحيى موسى بأن الأمة الإسلامية بحاجة لحركة تضامن حقيقية تعكس إرادة سياسية تعبر عن هذه الأمة وترفع من شأنها وتلبية حاجاتها وحل مشكلاتها، وأن تكون على قدر التحديات الموجودة وكل ما يجري حتى الآن ليس بالمستوى الذي تأمله الشعوب الإسلامية.
وحول ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية عبر موسى عن إعتقاده بأن "المصالحة ستمضي في طريقها لأن هناك متغيرات في الساحة الدولية هي التي تفتح الطريق للمصالحة لكي تنجح، لأنها في السابق كانت مرتبطة بالفيتو الأمريكي، وهذا الفيتو الآن بدأ يتراجع أمام المصالحة، وكأن هناك نوع من الضوء الأخضر للرئيس لأبو مازن من أجل أن يمضي في المصالحة".
وأوضح أن "هناك محاولة أمريكية لإحتواء الثورات العربية وللمد الإسلامي في المنطقة وإحتواء قطاع غزة الذي يمثل حالة ثورية نهضوية في المنطقة وحالة من المقاومة يمكن أن يكون لها ما بعدها، بحيث تؤسس لإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني، ولذلك أعطت الضوء الأخضر للمصالحة، علها تحتوي هذه الثورات وما يجري في الساحة الفلسطينية".
وأضاف النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، "نعتبر هذه إرادة أعدائنا ولكن إرادتنا الحرة ستكون في إتجاه كيف نسلط الموقف الفلسطيني على الوحدة ونجمع الساحة الفلسطينية على إستراتجية نضالية تواجه التهويد والعدوان والاحتلال الإسرائيلي".
واتفقت حركتا "فتح "و"حماس" خلال جلسة مباحثات في القاهرة 17 يناير 2013 على جدول زمني لبدء تنفيذ اتفاق القاهرة للمصالحة الذي وقع في الرابع من مايو 2011.