في الأردن شعب عربي يذوب عشقاً بفلسطين؛ كل فلسطين التاريخية التي قدحتها حوافر الخيل، فالعربي الأردني الأبي المنتمي يخجل أن يتخلى، ويرتجف حين يعترف للصهاينة بجزء من وطنه فلسطين، ويحتقر كل من يختزل أرض فلسطين بشعبها الفلسطيني فقط، ويرفض أن يحشرها قصراً ضمن أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة فقط.
وفي فلسطين صهاينة يكدون ويجتهدون لتغيير الحقائق، وتزييف التاريخ، صهاينة ينفقون بسخاء لشراء النفوس، يضخون المال مباشرة في الجيوب، أو من خلال منظمات إنسانية، أو جمعيات خيرية، أو مؤسسات تحمل مسميات ثقافية، وجوائز دولية تصدرها الأمم المتحدة، لن يكون أخرها جائزة أفضل رسم كاريكاتيري منشور للعام 2012، تحت رعاية رسام الكاريكاتير الأمريكي الجنسية، اليهودي "رعنان لوري".
وفي بلاد العرب فنان مبدع اسمه ناصر الجعفري، فاز بالجائزة التي اعلنت عنها الامم المتحدة لأفضل رسم كاريكاتير سياسي منشور للعام 2012، ولكن بعد التدقيق في أوراق الجائزة، تبين للمبدع ناصر الجعفري أن الجائزة التي تحمل اسم وشعار الأمم المتحدة، والتي وقع عليها أمينها العام، ونخبة من السفراء والسياسيين، تحمل ايضا رعاية رسام الكاريكاتير الامريكي الجنسية اليهودي رعنان لوري؛ الذي عمل قبل حصوله على الجنسية الامريكية كضابط احتياط في جيش الاحتلال الاسرائيلي.
كتب ناصر الجعفري في مدونته: أعتذر عن قبول هذه الجائزة، وفي الوقت الذي اعتبرت فيه الجائزة تكريما لفن الكاريكاتير، إلا ان التكريم تكسر عند اسم وشخص راعي الجائزة! فكيف لمن تلطخت يداه بدماء عربية أن يقيم عملاً ينتقد بشدة ما يرتكبه النظام السوري بحق شعبه، إن راعي الجائزة والنظام السوري متساويان في إراقة الدماء، وظلم الانسان، ومن منطلق إيماني بعدالة القضية الفلسطينية، اربأ بنفسي عن قبول جائزة لها اي اتصال بالكيان الصهيوني المحتل الغاصب. رسام الكاريكاتير / ناصر الجعفري عمان / الاردن / 9/1/2013
فما أروع الأردن العربي حين يكرم الأوفياء للوطن! حين تعلن مجموعة "مهندسون من اجل فلسطين والقدس" في نقابة المهندسين الأردنيين عن جائزة سنوية تحمل اسم رسام الكاريكاتير ناصر الجعفري، جائزة عربية وطنية، تعنى بالمبدعين الإعلاميين الذين يحاربون بالكلمة والصورة والرسم لصالح القدس والقضية الفلسطينية.
وما أروع نقيب المهندسين عبدالله عبيدات! حين قال في حفل التكريم: إننا نكرم الجعفري مرتين، الاولى لأنه رفض جائزة يقدمها صهيوني ، ومرة لأنه فنان مبدع عبر بصورة عما يدور في خلد الملايين من أبناء الوطن.!"
وما أروع نقيب الصحفيين الأردنيين طارق المومني! الذي قال خلال الحفل: إن موقف الجعفري يعبر عن موقف نقابة الصحفيين الثابت والمتمسك برفض التطبيع مع الكيان المحتل!.
أما في فلسطين؛ فلم تلتفت نقابة الصحافيين للموقف البطولي الذي مثله الفنان ناصر الجعفري، ولم تنبه نقابة المهندسين، ولم يعلق اتحاد الكتاب، ولم تنتبه وزارات الثقافة حتى هذه اللحظة، ولم يشد أي وزير أو رئيس بالخطوات الأردنية الثقافية الجريئة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت