من المؤكد أن جميعنا في البيت الفتحاوي أصبح يدرك ويعلم ما هي الأسباب الحقيقية للفشل والتراجع الذي رافق الحركة في السنوات الأخيرة، ولكن وللأسف فإن الجميع لا زال ينتظر فارساً يمتطي جواداً ناصع البياض ولديه سيف الأجداد ليصلح ما أفسده المستنفدين، ويوقف طوابير المتسلقين ويعيد لنا فتح الشهداء لتحقق للوطن انتصارات عجز عنها الفرس والروم، وهذه هي الإشكالية الحقيقية التي نواجهها في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخنا التحرري والوطني، فإن لم يتحمل كلٌ مسئوليته ويؤدي واجباته ويطالب بحقوقه فالكل الفتحاوي سيكون على حافة الهاوية .
إن المرحلة مصيرية، وسفينة الفتح تضربها الأمواج من كل اتجاه، والتاريخ لن يرحم أحد، وعليك أيها الفتحاوي أن تبادر من أجل الأجيال القادمة وتدق أجراس التصحيح وتعلن عن ثورتك ولا تنتظر أحداً، فلن يصلح بيتك إلا أنت، وأينما كان مكانك التنظيمي فاعلم انه نقطة انطلاق لشعب يطالب بالحرية، فلا تستهين بنفسك وبه، وعليك الآن وبلا تردد أن تحدد مكانك فإما أن تبقى مع القاعدين أو أن تسير في موكب الثوار وتذكر بأن كل المهزومين تتركهم الجحافل خلفها وتسير باتجاه الشمس لتهلل للحرية .
كان من المفترض أن يكون للهيئة القيادية في المحافظات الجنوبية برنامج واضح المعالم صحيح الخطوات من أجل مواكبة تحديث سجل الناخبين، ولكنها وللأسف غارقة في أحلام الماضي تبني قصوراً من الأوهام، إلا أنه ورغم ذلك يجب أن لا يلتفت لها أحد وكأنها وأعضائها ليسوا في عالمنا وهم كذلك، والمطلوب أن تكون المبادرات الذاتية والاجتهادات الشخصية هي عنوان المرحلة في غياب القيادة وليذهب الجميع بعائلاتهم لاستحداث بياناتهم للإثبات بأن القاعدة الفتحاوية على درجة عالية من الوعي والمسئولية وأنها هي من ستدافع عن دماء من سقط شهيداً وعن أعمار من سرقت أعمارهم في السجون .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت