عريقات: خلاف حاد بين فتح وحماس لأن إجتماع القاهرة لم يكن لدمج الحركتين

رام الله – وكالة قدس نت للأنباء
أكد صائب عريقات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن هناك خلاف حاد ظهر خلال اجتماع القاهرة بين حركتي "فتح وحماس" وباقي الفصائل الفلسطينية، لأن الإجتماع لم يعقد لدمج الحركتين.

وأضاف عريقات في حديث لبرنامج "نافذة على الصحافة" والذي يبث عبر قناة "هنا القدس" الفضائية، أن الإجتماع كان في القاهرة للفصائل والحركات والقوى الفلسطينية من أجل إيجاد قواعد مشتركة للعمل الفلسطيني المشترك وتحديد جدول الأعمال عقب الحصول على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.

وأشار إلى أنه بالرغم من ذلك هناك خطوات تم التوافق عليها غاية في الأهمية، والتي ستظهر غداً 11 فبراير بإعلان لجنة الإنتخابات المركزية بدء تحديث السجل الإنتخابي، وأيضاً تم التوافق على إستكمال عمل لجنتي المصالحة المجتمعية وأيضاً لجنة الحريات العامة وبناء الثقة.

ولفت إلى أنه تم الإختلاف خلال لقاء القاهرة، على أن كل الفصائل أجمعت على أن لا يبقى نظام الإنتخابات في المجلس التشريعي 75% نسبي و25 % دوائر بل أن يكون التمثيل في أغلبه نسبي، وحماس لم تقبل بذلك على أن هناك إتفاق جرى في القاهرة ولا يجب تغييره ومن الناحية النظرية وجهة نظر حماس صحيحة. حسب قوله

وأوضح أن إعلان الدوحة نص على أن يصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسومين رئاسيين الأول عن تحديد موعد الإنتخابات والثاني من أجل إعلان تشكيل حكومة التوافق الوطني، ولا يوجد أي شيء يسمح بتأجيل الإنتخابات تحت أي ظرف، لان الإنتخابات هي المطلب الصحي للوضع الفلسطيني.

وشدد عريقات على أن أي محاولة من أي طرف لتأجيل التوجه لصناديق الإقتراع سيكون لها هدف واحد وهو أن يكون هذا الطرف يريد توفير غطاء له لقيامه بشيء معين وهذا أمر مرفوض تماماً، وينبغي على كل الفصائل الفلسطينية أن تعود للشعب في كل شيء، ولهذا يجب علينا أن نتوجه لصناديق الإقتراع ولا سبب للتردد.

وحول السبب في الفصل بين الإنتخابات التشريعية والرئاسية وبين المجلس الوطني، لفت عريقات إلى أن الجغرافيا السياسية هي من تحتم علينا ان نقوم بالفصل لان هناك 192 دولة تضم فلسطينيين، هناك دول يسهل التشاور معها وستقبل بعقد الإنتخابات وهناك دول لن تقبل بذلك لأي ظرف ومنهم سوريا بسبب وضعها.

وحول ما أعلن في وسائل الإعلام عن إبلاغ مشعل الرئيس عباس نيته إجراء تغيير على معايير تشكيل الحكومة، أكد عريقات على أن هذا الحديث ليس له أساس من الصحة، وكل ما يحدث هو أن هناك مبالغة في مثل هذه الإشاعات.

وأضاف أن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل جاء الى القاهرة بقلب مفتوح ونية خالصة لتحقيق المصالحة الوطنية وهو وكل من حضر من الرئيس عباس وعبدالله شلح الأمين العام للجهاد الإسلامي، والجميع أدرك خلال الإجتماع أننا فعلاً في مرحلة ما بعد الإعتراف بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة.

وأشار عريقات إلى أنه لا شك من أن هناك نتائج إيجابية كثيرة خلال الإجتماع، ولكن يجب علينا أن ننجح تلك المشاورات وعلينا توفير أموال للجنة المصالحة المجتمعية، ولا ينبغي علينا أن نقوم بالتكهنات والمبالغة إن كان من السياسين أو الصحفيين.

وحول تصريحات حركة حماس نيتها تغيير البرنامج السياسي لمنظمة التحرير عقب الانضواء ضمنها، أوضح عريقات بأنه لم يطلب من أي فصيل أن يغير مواقفه ولكن هناك إلتزامات فلسطينية يجب على الجميع أن يلتزم بها، ولكن لم نقول لأي من الفصائل أن تغير مواقفها أو برامجها.

وشدد على أنه لا يمكن عندما يتولى أي حزب الحكم في الدولة أن يغير كل ما فيها وما لها وما عليها حسب رأيه وتوجهاته، "لأن عضو أي حزب عندما يتولى الحكومة هو لن يتولى حزبه وإنما سيتولى الشعب كله"، مشيراً إلى أن الرئيس المصري محمد مرسي هو من الإخوان ولكن عندما تولى الحكم هو ليس رئيساً للإخوان وإنما لكل المصريين، وكلنا نعلم مواقف الإخوان تجاه كل القضايا ومرسي جاء ولم يلغي أي إتفاقية كانت.

وحول زيارة وزير الخارجية الأمريكي الجديد للمنطقة وكذلك الرئيس باراك أوباما، قال عريقات إن "كل ما وصلنا من معلومات هو ان كيري سيزور المنطقة وأوباما أيضاً سيزورها هذا حدود ما أرسل إلينا، وكل ما صدر غير ذلك إنما هو تكهنات وتحليلات ومحاولات إستباقية.

وأضاف "لا علم لدينا أبداً عن أي إجتماع ثلاثي بين أوباما والرئيس عباس ونتنياهو ولا حتى إن كان مغلق أم لا، لأنه لا علم لنا بهذا الإجتماع أساساً"، مشيراً إلى أن كل ما سيظهر من إئتلاف إسرائيلي ومهما سيظهر من الجانب الأمريكي وما سيخرج من التغييرات فإن "متطلبات السلام لن تتغير".

ولفت عريقات إلى أن ما ينبغي القيام به من أجل تفعيل عملية السلام هو إيقاف الإستيطان والإفراج عن الأسرى وخاصةً أسرى ما قبل عام 1994، وأيضاً القبول بمبدأ حل الدولتين، وإذا لم تنفذ إسرائيل ذلك سيكون لنا الحق في التوجه لمؤسسات المجتمع الدولي.

وقال " من حقنا تماماً أن نتوجه لمؤسسات ومنظمات المجتمع الدولي من أجل كشف الممارسات الإسرائيلية وهذا ليس تهديد لإسرائيل، ولكن من حقنا أن نقوم بحماية أبناء شعبنا ولن يكون هذا بمثابة قفز في الهواء ولسنا أصحاب شعارات".