أب أب أوسلو

بقلم: طلال الشريف

عاش أوسلو .. عاش أوسلو .. عاش اتفاق اوسلو وعاشت سلطة أوسلو .. فجأة وجدتني أقولها بلسان الجميع في نهاية رحلة الدهليز الفلسطيني التي امتدت عقدين من الزمن منذ وقع اتفاق أوسلو سيئ السمعة والصيت في العام 1993م.
ياه .. منذ اتفاق أوسلو عمليات استشهادية بالجملة في الداخل الاسرائيلي وانتفاضتين للنفق والأقصى وحرب استنزاف داخلي واشتباكات فصائلية وانقسام جغرافي وترهل الحالة الفلسطينية وحربين كبيرتين فرقان أو رصاص مصبوب وحجارة سجيل أو عامود السحاب ومعاناة بحجم العالم سحقت المواطن الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والشتات ليكتشف الفلسطينيون أو ليكشف قادة الفلسطينيين أن أوسلو وافرازاته هو الحقيقة الوحيدة على أرض الواقع كما يقول حال حماس زعيمة من سموا أنفسهم معارضي أوسلو التي لم يسقطوها بل تمسكوا بنتائجها بأسنانهم.
سلطة وحكم هو كل ما تصارع عليه الفلسطينيون منذ عقدين، هكذا تكشفت الحقائق بكل وضوح ولسان حالهم يقول بأن المجلس الوطني أعلى هيئة قيادية لتحرير فلسطين لا خلاف عليه لأنه لن يحرر فلسطين وليس له سلطة ولن تكون له سلطة على الأرض ومكاسبها التي فاقت مكاسب حكام الدول الغنية ولهذا كان اتفاق قيادات الدهليز الفلسطيني سهلا على قانون النسبية للانتخابات لهذا المجلس الذي أزاحته أوسلو لصالح السلطة والتشريعي بلا عودة.
بالأمس انتهت رحلة شعارات حماس المناوئة لأوسلو بالصوت والصورة والاستموات في القاهرة والتي امتدت على استحياء منذ شاركت في انتخابات 2006 م إحدى افرازات اتفاق أوسلو بادعاء انهاء أوسلو وتهيئة ظروف أفضل للمقاومة لتحرير كل فلسطين بعد أن يكونوا في الحكم وينهوا أوسلو ودور سلطته العميلة.
الآن حماس تتمسك بقوة ب25 % دوائر لانتخابات التشريعي لتخيلها أنها تزيد من حصتها على أرض أوسلو أرض اللبن والعسل والسمك ولا تتمسك بنظام انتخاب فلسطيني موحد لكل المجالس التمثيلية التي تعبر عن وحدة النظام الفلسطيني ووحدة الهوية الفلسطينية لغياب اللبن والعسل والسمك في المجلس الوطني لأن الحقيقة الوحيدة على الأرض كما قلنا هو أوسلو وسلطة أوسلو وكما تقول حكمة الصيادين في الغابة، "عصفور في التشريعي ولا عشرة على الوطني".
يبدو أنه قد انتهى زمن التحرير بالمجلس الوطني وجاء زمن المقاومة للوصول لسلطة الحكم بلا تحرير .. وشعار الجميع أصبح أب أب أوسلو وداون داون تحرير.
10/2/2013م

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت