براءة من حركة حماس

بقلم: فايز أبو شمالة


كنت سأضم حركة حماس إلى باقي فصائل منظمة التحرير التي نبذت المقاومة، واعترفت بإسرائيل، واكتفت بدولة فلسطينية ضمن حدود غزة والضفة الغربية.
وكنت سأسقط حركة حماس من حسابي، وأعلن البراءة من التعاطف معها، إلى أن قرأت اليوم ما نشرته وكالة فرانس برس عن أهم نقاط الخلاف التي ما زالت تعيق المصالحة الفلسطينية، ودققت في النقطة الوحيدة التي تهمني كفلسطيني لاجئ، ما زال يقبض روحه وجع عشرات السنين من الجوع والفقر واللجوء.

قرأت فقرة الخلاف التي أشارت إليها الوكالة، ودققت في معانيها التي تقول:
"تعتبر «فتح» والفصائل الأخرى أن المقاومة الشعبية السلمية هي السبيل لتحقيق الحرية والاستقلال للشعب الفلسطيني على حدود عام 1967. أما «حماس» فإنها توافق على هذا البرنامج بما لا يلغي كافة أشكال المقاومة الأخرى، وأن دولة فلسطين هي على جميع أراضي فلسطين التاريخية".
طالما وافقت حركة حماس على البرنامج المرحلي، فلماذا تعترض الفصائل الفلسطينية على فقرة: "بما لا يلغي كافة أشكال المقاومة الأخرى" ؟ وإذا كانت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية قد ألغت فكرة المقاومة من برامجها، وحرمت الأجيال من حقها في البقاء، فلماذا يريدون فرض ذلك على كل الفلسطينيين؟

إننا ملايين اللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات نولد ونتجدد مع المقاومة، ولا نصدق أن فلسطينياً قد ولدته أمه من أب فلسطيني في مدينة يافا أو صفد أو حيفا أو المجدل، ينبذ المقاومة، ويرفض أن تقام دولة فلسطينية على جميع أراضي فلسطين التاريخية ؟!

جملة أخيرة إلى حركة حماس: من أجل المصالحة الفلسطينية يجوز التنازل عن كل نقاط الخلاف مع فصائل منظمة التحرير، شرط عدم إلغاء فقرة "كافة أشكال المقاومة الأخرى" وعدم التخلي عن جملة "على جمع أراضي فلسطين التاريخية" .

لو فعلتها حركة حماس، ووافقت على ما تطرحه فصائل منظمة التحرير، لو وافقت حركة حماس على ما يشترطون، فإنها ستكون مثل امرأة تغطي شعرها بالطرحة، وتحجب وجهها بالمنديل، ولكنها تنزع جلبابها، لتكشف عن ساقيها، وهي تعرض صدرها البض لمن أراد أن يبصبص عليه من اليهود، ويتلمظ بشفتيه، تحقيقاً للحلم الموعود.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت