النوايا هي سر نجاح المصالحة

بقلم: عودة عابد


ينتابني بين الفينة والأخرى هاجس المصالحة الفلسطينية ، المصالحة التي باتت قريبة بعد

التفاؤل بها من قبل الشعب الفلسطيني بكل أطيافه ، ولكن في حقيقة الأمر المصالحة بعيدة

المنال علي أرض الواقع ، حيث أصبح المشهد الفلسطيني يبدو رماديا وخاصة بعد جولة

الحوار الأخيرة في القاهرة يوم الجمعة / 8/2/2013م بين الفيصلين المنقسمين وباقي

الفصائل الوطنية الفلسطينية لأنه وبعد تداول الحوار والضغط من قبل الفصائل والجانب

المصري علي حركتي فتح وحماس للاتفاق وتطبيق بنود الاتفاق زمرة واحدة لكي ينتهي

الانقسام المرير الذي بات مرفوضا من أبناء الشعب الفلسطيني ، برزت نقاط الخلاف مرة

أخري وهي حول كيفية تطبيق الانتخابات ونسبة التمثيل ووقت التنفيذ لها ، فقد حرصت حركة

فتح بعد مداولات عديدة بأن تكون الانتخابات بعد حكومة الوحدة الوطنية بثلاث أشهر ،

وحرصت حركة حماس علي أن تكون حكومة الوحدة الوطنية دون تحديد وقت زمني

للانتخابات التشريعية والرئاسية ، فمن هنا برزت نقاط الخلاف واتضحت النوايا السيئة وخاصة

من قبل حركة حماس على عدم التطبيق الجدي لإنهاء الانقسام ، حيث برز أثناء الحوار

أصوات سياسية وتصريحات تنادي بعدم أمكانية تطبيق المصالحة وهي أصوات تتبع للأسف

لحركة حماس ومن قياداتها السياسية في قطاع غزة تسمي البوم الشؤم ، فمن هنا أعتقد بأنه

الصواب بأن النوايا هي سر نجاح المصالحة ، فإذا حسنت النوايا ستكون المصالحة اليوم قبل

غدا ، فقد صرحت مرارا وتكررا بان النوايا هي أهم وأبرز أسباب نجاح المصالحة فدون ذلك

لم تكن سوى مبادرات حبرا علي ورق علي الرغم بأن هناك كانت ثمار تنذر بنجاح المصالحة

ومن أهم هذه الثمار الذي قطفها الفلسطينيون من أثر ما يسمى الربيع العربي علي المصالحة

الفلسطينية هي :


- اتفاق الدوحة ، حول تطبيق المصالحة 0

- اتفاق القاهرة ، حول تطبيق المصالحة 0

- حصول فلسطين على عضو مراقب بالأمم المتحدة 0

- حرب غزة الأخيرة " عامود السحاب " وانتصار الفصائل الفلسطينية علي حرب

إسرائيل وضرب تل أبيب والقدس 0

- وصول وفود سياسية هامة ورفيعة المستوي إلي غزة تضامنا مع الشعب الفلسطيني

ووصول شباب من الثوار من دول عربية وخاصة مصر أثناء الحرب الأخيرة علي

قطاع غزة 0

- أتمام مهرجان انطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في قطاع غزة بتاريخ

4/1/2013م ، وانعكاساته سياسيا علي السياسة الدولية والمحلية لصالح حركة فتح

والرئيس محمود عباس أبو مازن 0

- اجتماع المصالحة بتاريخ 17/1/ 2013م بالقاهرة بين الرئيس الفلسطيني

محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل 0

- وصول خالد مشعل لزيارة غزة ولأول مرة في تاريخ حياته 0

- الحوار الأخير في القاهرة لتطبيق بنود المصالحة علي ارض الواقع بتاريخ

8 / 2 / 2013م 0

فرغم كل هذه الثمار التي يجب أن تكون ايجابية بل أساسا لتطبيق الاتفاق وإتمام المصالحة

، إلا أن الطرفين للأسف اتفقوا على أن لا يتفقوا علي بعض البنود التي هي سبب عدم

الاتفاق ، وتغليب المصلحة الحزبية علي المصلحة الوطنية هي أيضا سبب من أسباب عدم

الاتفاق 0 ففي نهاية المطاف أود أن أقول للشعب الفلسطيني المسحوق لا بد لليل أن ينجلي

ولا بد للقيد أن ينكسر 0

الكاتب : أ. عودة عابد ،، باحث في العلوم السياسية والدولية ..

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت