القضية الفلسطينية يجب ان تبقى محورا هاما وخاصة في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة لها انعكاساتها وتأثيراتها المباشرة التي تتعلق بالقضية الفلسطينية ومستقبلها، فالكل يضغط من أجل إنقاذ القضية الفلسطينية من الضياع التام ، وخاصة في ظل ما تقوم به حكومة الاحتلال من استيطان وعدوان يطال الشجر والحجر والبشر، وهي بذلك لا تريد سلاما او تنفيذا لقرارات الشرعية الدولية لاستعادة شبر من الأرض المغتصبة أو انسحاب من مدينة هنا وهناك أو حتى اعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الوجود، بدعم من حليفتها الأقوى الولايات المتحدة الأمريكية التي تنحاز انحيازا كاملا لها، أصبح لزاما على جميع الفصائل والقوى الفلسطينية أن تعود إلى اللحمة ولحضن شعبهم ، وتطبيق اليات اتفاق المصالحةالفلسطينية ، إذاً نحن أمام تحديات قادمة، علينا أن نعي جيدا كيف ندير سياستنا حتى لا نقع في الأخطاء كما في السابق وانهاء اي فجوة مهما كانت.
إن عشرين سنة تكفي من المفاوضات، والشعب مل من هذه اللقاءات، وخسر كثيرا في الميدان، سواء في القدس أم الضفة أم الاستيطان، والقضية الفلسطينية أصابها كثير من التميع والسيولة بين خيار المقاومة وخيار المفاوضات، ولابد من حسم الأمر، هناك خسارة كبيرة في حال العودة للمفاوضات، وهذا ما ترفضه الفصائل الفلسطينية كافة.
أن العودة إلى المفاوضات ستضع عراقيل أمام المصالحة الفلسطينية، لأن الاشتراطات الأمريكية الإسرائيلية ، وان على القيادة الفلسطينية ان لا تخضع الى الضغوط الأمريكية، مما يستدعي عدم الرهان على زيارة اوباما المرتقبة لرام الله " بـحفنة مسكنة" لإطالة الوقت وإتاحة فرصة للعودة إلى المفاوضات من جديدا،
امام هذه الاوضاع نرى ما يتعرض له شعبنا الذي يكتب صفحات مشرقة في التاريخ حيث يجسد رغم انف الاحتلال معالم التمسك بالارض عبر مقاومته الشعبية وما باب شمس والكرامة وكنعان الا دليلا ساطعا على تمسك الشعب الفلسطيني بارضه ووطنه رغم القمع الشديد والقوّة المُفرطة التي تستخدمها قوات الاحتلال ضد الناشطين، بالضرب والاعتقالات ، ظنّاً أنّ مثل هذه الممارسات البشعة والانتهاكات الشنيعة لكل القوانين والأعراف الدولية والقيم الإنسانية، من شأنها تفتيت عضد المقاومة وتناسي الحقوق المغتصبة لهذا الشعب العظيم
ففي كل يوم يبتكر الشعب الفلسطيني أنماطاً جديدة للمقاومة ، في مواجهة ممارسات الاحتلال العنجهية التي لا تنتهي، وفي مقدمتها غول الاستيطان الذي يقطع أوصال الأراضي الفلسطينية بلا رحمة، وفق استراتيجية ممنهجة وثابتة لابتلاع ما تبقى من الاراضي الفلسطينية، وزرع المزيد من جحافل المستوطنين العنصريين، وفي المقابل يتفنّن الاحتلال في ابتكار آليات موازية للاعتداءات والاعتقالات والتشريد وبناء الأسوار العنصرية وممارسة ابشع وسائل التعذيب بحق الاسرى الابطال الذين يرسمون فجر الحرية القادم ، وكل ذلك هو تحدٍ لمجتمع دولي
لقد آن الأوان ليتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته من خلال مجلس الأمن، ليس تجاه قضية الاستيطان فحسب، بل والقضية الفلسطينية بأكملها، وفرض إرادته على الكيان الصهيوني وإجباره على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة وقيام دولة فلسطين المستقلة، وإنهاء الصراع الذي امتد عقوداً وصادر حقوق الفلسطينيين في الحياة الكريمة على أرضهم وبمقدراتهم
إذا كانت الحقيقة الوحيدة هي تلك التي يستطيع المرء تحقيقها، فإن حقيقتنا الوحيدة – هي تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية لان فلسطين غالية فهي ارض الطهر والرسالات وشعبها الأبي الصابر، وبعد كل هذه السنوات من النضال والقتال والكفاح والوقوف بشرف ووطنية وإباء أمام سيل الإرهاب والإجرام الصهيوني الجارف، فكفى تفرق وتشرذم وخلافات داخلية أضعفت القضية ، وهي انقسامات لم تسمن ولم تغن من جوع، ولا مجال بذلك الا الوحدة حتى نتمكن من تحقيق المزيد من المكاسب والانتصارات القادمة التي ستقلب الطاولة على الاحتلال الإسرائيلي ومواجهة مشاريعه العنصرية.
أن اللحظة الراهنة من المشهد العربي، هي لحظة لا تعبر عن صيرورة ومستقبل وطننا العربي، رغم كل المؤشرات التي توحي للبعض، وخاصة بعد الثورة المضادة التي دعمتها الادارة الأمريكية وحلفائها، وهذا يتطلب تفعيل الدور الطليعي المنتظر لحركة التحرر العربية، في مواجهة ما تتعرض لها شعوبها والتصدي للمخطط التفتيتي الني يهدف الى رسم خارطة جديدة .
ختاما : لا بد من القول حتى لا أكون واهماً ، أو داعياً لزراعة الأوهام ، أقول بصراحة إن معركة الصراع على م.ت.ف من أجل استعادة دورها وبرنامجها ومشروعها الوطني تحتاج لجهد وتحشيد وطني وجماهيري شامل والحفاظ عليها كضرورة وطنية جسدت قاعدة للإجماع الفلسطيني وفق رؤية وبرنامج سياسي، وشكلت قواسم مشتركة لكافة القوى والفصائل الفلسطينية, باعتبارها قائدة النضال الوطني وحامية الثوابت الفلسطينية, هي الإنجاز التاريخي الأهم الذي تحقق للشعب الفلسطيني، وهذا يتطلب من الجميع ان توحد كافة الجهود الوطنية لاستكمال مسيرة التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس, مع الأخذ بعين الاعتبار تصويب م.ت.ف على أسس جديدة تعيد مسارها ودورها الرئيس الذي يمثل بحق قاسما وطنياً مشتركاً، وموحداً لنضال أبناء الشعب الفلسطيني. وتستمر م.ت.ف في القيام بدورها الريادي في تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة بعد حل جميع القضايا الوطنية من حق عودة وتحرير أسرى وأنهاء الاحتلال والاستيطان عن ارض فلسطين.
كاتب سياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت