"انهضي يا مصر يا درة الدرر " ...
ان الجوهرة الثمينة والدرر المكنونة لا بد من وجود شئ يكون سببا في حمايتها من جميع الأخطار والمخاطر التي يمكن أن تؤدي إلى إيذائها ..,
فعلى سبيل المثال القلب هو درة الجسد و سلامة القلب تأول لسلامة الجسم كله فبهده السلامة لهذا المحرك المحصن بقلاع القفص الصدري يسلم العقل والفكر والحركة والنفس والدم وكل ما في الجسم , وأي خلل يصيب هذه الجوهرة ينعكس على الجسد برمته , وهنا لحرص الجسم على القلب يفكر العقل في مخرج من هذه الكبوة , وكذلك الرئة والكلى والمعدة والأعصاب والعظام ...الخ , وان عصت الحلول على العلاج الذاتي , ذهب العقل بإسناد ودعم مكونات الجسم إلى العلاج القسطري , للرقي ببيئتة ومحيط القلب ,,,
أما حبيبتنا وقلب عروبتنا وشريانه النابض مصر , فقد عانت طيلة 30 عاما من مرض قلب مزمن خبيث , لخشية من على رأسها من عواقب الجراحة الاستئصالية" الاصلاح والتغيير ", التي قد لا تطيل بقائهم , بإتباع الوصفات المعروفة بأنها مسكنة ومهدئة , لا معالجة , والتي أثقلت مصرنا .
لم تفكر هذه الفيروسات يوما بإصلاح هذا القلب الذي المجهد ,لكي يعطي , بل كانت إمارة الظلام تبني قلاعها السوداء كي تبقي , غير مكترثة ببقاء الحضارة والتاريخ وأهل هذه الحضارة والتاريخ , التي جاوزت 7000 عام , المهم ان تلك الفيروسات تبقي ....
مر ما يقرب من 11000 يوما "30 عام" وكل يوم يمر يسوء عن سابقه , ولا علاج " إصلاح " , إلا إن الجسد المثقل بالأوجاع " الشعب" , قرر إزالة الورم الخبيث التي ورثه الفيروس " الظلم والقهر والفقر والاستعباد " حتى لو أتعبه ذلك , فكان ذاك الغموض" الامل" الذي يلوح بالأفق أتى , إنها ثورة 25 يناير , التي أخرجت المقعد و العفي والهرم و الفتي والطفلة والمرأة وكلهم يعي لما خرج ", خلع النظام الأسود , لتبيض وتشييد مصر " ...
تلاقى أحبة مصر في قلب قلب مصر قاهرة المعز "ميدان التحرير ", وفي كل ميادين مصر , يد المسلم في يد المسيحي ,يد القاهري في يد الاسكندري وكذلك حال كل مدن مصر , فالمطلب واحد , والحلم واحد, والمصير واحد وهناك الكثير الذي يجمع أهل مصر, والاهم الذي يجمع الجميع هو البلد واحد , وأيضا المرض واحد , هنا قررت مصر بكل ألوانها وطوائفها , بسقوط المورث والوريث , وكانت المواجهة ...
استبسل الأبطال في اليوم الأول والثاني الثالث وصولا إلي اليوم الثامن عشرا , فكان يوم العبور للنور يوم سماع خبر الخلع , وعبر أهل مصر النفق المظلم , سقط نظام مبارك وسقط حلم التوريث , رسمت البسمة على شفاه أمهات الشهداء , بعد ان غمرت الدموع أعينهن على فراق أبنائهن وحال بلدهم , وعلت أحلام المصريين بمصر الفتية القوية الجديدة , دولة الأمان والرخاء والاستقرار , هنا فرح المصريين بنجاح ثورتهم ,وأيضا نحن كعروبة لا تقل فرحتنا عن فرحة المصريين , لان مصر رأس حربة العروبة فان كانت برية مضيه أوجعت أينما أصابت , وان لم تكن برية كانت غير ذلك ,
لقد استطعتم يا أهل الحضارة والتاريخ التغلب على الجلاد وسوطه الأليم في اقل من ثلاث أسابيع , وأيضا بإمكانكم التغلب قصاقيص الخلاف والاختلاف المفصلة في الخارج , لكي يرى بها أعداء مصر سوئه مصر " عورة" ,في اقل من أسبوع, ولا تسقطوا ورقة التوت فتنكشف سواتكم,نعم لقد حان وقت العمل وقت الزرع لتجنوا زرعكم الذي رويتموه بدماء وماء الثورة ...
لك الله يا مصر , وللعروبة الله ومن ثم مصر .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت