رؤية موسيقية شبابية لترسيخ وحدة الشعب الفلسطيني

مجدل شمس – وكالة قدس نت للأنباء
تسعى إبنة مدينة القدس الفنانة الفلسطينية الصاعدة ميّ مراد إلى تكريس وحدة الشعب الفلسطيني عبر توحيد لغة الموسيقى والتقاء المواهب الموسيقية الشابة والمبدعة من مختلف المدن الفلسطينية، حيث بدأت مشوارها العام الماضي من خلال إحياء عدة حفلات وأمسيات موسيقية مشتركة مع فنانين وموسيقيين فلسطينيين في أكثر من مدينة فلسطينية منها القدس وبيت ساحور ورام الله والجولان، وغيرها من المدن الفلسطينية.

ومؤخراً أحيت الفنانة ميّ مراد مع كلٍ من الفنانيْن هيا زعاترة من فرقة "فش سمك" من مدينة الناصرة، وباسل مفرّج العضو في فرقتي "هوا دافي" و "الحذاء الأخضر" من قرية مجدل شمس؛ أمسيةً موسيقية تحت شعار "أرض وحدة موسيقى وحدة" في قرية مجدل شمس، واجتمعت مواهب الشباب الثلاثة لتقدّم عرضاً موسيقياً غنائياً، تناغم فيه الصوت مع عزف البيانو الإلكتروني والغيثارة والطبول، وتمازج فيه الإصرار مع الإرادة الشبابية، نحو توحيد المواهب والإبداعات الموسيقية من مختلف مدن وقرى فلسطين.

واعتبرت ميّ مراد التي تلقّت عزف البيانو منذ صغرها في معهد إدوارد سعيد؛ أنّ الحفل كان بمثابة دعوة من الشباب الثلاثة للتشبيك ما بين مواهب الشباب الفنية والقدرات الإبداعية من كافة أرجاء الوطن لخلق منبر يمكّنهم من التعبير عن أنفسهم ومشاعرهم وتجاربهم بحرية كاملة. وتسعى مراد من خلال الغناء إلى اختراق كافة الصعوبات السياسية والاجتماعية التي يخلقها الجو السياسي العام، وبثّ روح الإرادة والأمل لدى الأجيال القادمة لمواجهة هذه التحديات. وتأمل مراد من خلال أسلوب النقد البناء في أغانيها إلى إحداث تغيير ايجابي في المجتمع، والمساهمة في تحفيز المستمعين على التفكير بشكل مغاير عن الطرق التقليدية وتعزيز الفضول والتساؤل لديهم، بالإضافة إلى غرس مفاهيم مجتمعية غُيّبت عن الساحة الفلسطينية كحب التعاون والتكافل المجتمعي، وخلق روح التحدي لدى الشباب، والتشديد على تحفيز التفكير النقدي والإبداعي لدى الشباب والذي انشغل بالتقليد الأعمى بعيداً عن الإبداع، وذلك من أجل بناء وطنٍ أفضل فكرياً ومجتمعياً.

وأوضحت مراد أنها قامت بكتابة وتلحين بعض أغانيها من وحي تجاربها الشخصية في حياتها اليومية، حيث تعبّر في أغانيها عن نمط الحياة بشكل عام، وبعضها الآخر تنتقد فيه قضايا عدة يواجهها المواطن الفلسطيني بشكل خاص، ومنها قضية انتشار الرأسمالية وسعي أفراد المجتمع إلى تحصيل المال بأيّ شكل كان من أجل العيش بكرامة وتوفير لقمة العيش، خاصة في ظل تردي الاوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة. كما تطرّقت إلى ظاهرة غياب الانسانية والأخوة في العلاقات المجتمعية، حيث يُخشى من انتشار الكراهية والحقد والمصالح التي أصبحت تطغى على طابع العلاقات الاجتماعية في مجتمعنا الفلسطيني.