الصراعات العربية - العربية

بقلم: عودة عابد


تتميز العلاقات العربية – العربية بطابع من الصراعات عبر التاريخ القديم والمعاصر ، حيث أن العلاقات العربية – العربية منذ القدم أبان الحكم العثماني " حكم الخلافة " وبعد انتهائه عكس طبيعة الصراعات العربية حيث النمط السائد للصراعات العربية – العربية بشكل أو بأخر علي طبيعة النظام السياسي لهذه الدول ، أزمة النظام كما أيضا بطبيعة الأمن القومي العربي والمحاولة في المحافظة عليه ، فأبان حكم القومين العرب " جمال عبد الناصر " " الجمهورية العربية المتحدة " وما بعدها من محاولات للوحدة العربية إلا أن العلاقات العربية – العربية في تلك الفترة كانت أشد نسبة للصراعات فيما بينها حيث كان الاختلاف علي طبيعة النظم وتبني القومية العربية ، وبعد فشل تجربة الجمهورية العربية المتحدة التي دامت من سنة 1958 – 1961م كان هناك محاولات من قبل الدول العربية للعمل علي الوحدة العربية وإنشاء جمهوريات واتحادات واتفاقيات ثنائية لرأب الصدع في طبيعة هذه العلاقات إلا أن أغلبها باء بالفشل نتيجة التأثير الخارجي علي بعض هذه الدول ، حيث أن مصر كانت هي أول الدول التي تدعوا إلي الوحدة العربية والحفاظ علي الأمن القومي العربي ، ولكن بعد المحاولات العديدة انتهت سمة الوحدة بعد ما كانت تأخذ طابع سياسة الكل ضد واحد حيث أن الدول العربية كانت تتفق مع بعضها ضد دولة عربية مخالفة عن الجمع فكانت تتصدي كل الدول للدولة العربية الاخري المخالفة لها في السياسة ، حيث أن الصراعات العربية – العربية كانت تشتد عندما لا يكون هناك خطر خارجي عليها والعكس صحيح عندما يكون خطر خارجي عليها فتنخفض نسبة مقياس الصراعات في تلك الفترة وعندما يكون هناك تهديد للأمن القومي العربي تنخفض أيضا نسبة الصراعات العربية – العربية والعكس صحيح ، ولكن أود أن أشير بأن الصراعات العربية – العربية عبر المراحل المختلفة من مرحلة حرب الخليج الأولي 1980 -1988م
" العراق – إيران " ، حرب الخليج الثانية 1990 – 1993م " غزو العراق للكويت "
ومرحلة الحرب الخليجية الثالثة 2003م " غزو أميركا للعراق " تمتاز كل مرحلة من هذه المراحل بعدة صفات خاصة بها تعود هذه الصفة إلي خاصية العلاقات العربية – العربية ونسبة التلاحم والوحدة العربية لكل مرحلة من هذه المراحل ،

حيث أن المرحلة الأولي : كانت تتسم بصفة الكل ضد واحد وسياسة خطر الأمن القومي العربي وسياسة التهديد الخارجي 0

أما المرحلة الثانية : فكانت تتسم بصفة الكل ضد واحد أيضا وسياسة تهديد الأمن القومي العربي وسياسة الخطر الخارجي 0

أما المرحلة الثالثة والأخيرة : فكانت هذه المرحلة مختلفة تماما عن سابقاتها من المراحل حيث وصفت هذه المرحلة بعدم صفة الكل ضد واحد – وفقدان سياسة تهديد الأمن القومي العربي – وفقدان سياسة الخطر الخارجي بمعني أن المرحلة الثالثة " غزو أمريكا للعراق " هذه المرحلة انتزع منها الحفاظ علي كل ما سبق من ايجابيات في تاريخ الصراعات العربية – العربية حيث أصبحت العلاقات العربية – العربية تمتاز بما يلي :



- انتهت سمة التكاثف العربي الكل ضد واحد ، حيث أنقسم العرب في هذه المرحلة إلي قسمين من هو مؤيد للحرب على العراق ومن هو غير مؤيد 0
- انتهت سمة الخطر الخارجي لدى الدول العربية حيث أن بعض من الدول العربية سمح للقوات الأمريكية بالدخول عبر أراضيها لضرب العراق وعدم الالتفاف إلي سمة الخطر الخارجي عليها 0
- انتهت سمة الأمن القومي العربي حيث أن الدول العربية أصابها فقدان الحفاظ على الأمن القومي العربي حيث أن الدول العربية أصبحت كلا منها علي خلاف سياسي ودبلوماسي ونظامي للحكم ، فأصبح الاحتلال بالنسبة لهم لا يشكل خطر خارجي علي أمنهم القومي العربي 0

ففي نهاية المطاف أود أن أقول بأن حال الدول العربية علي صعيد العلاقات العربية – العربية تجرد منها طابع الوحدوية العربية والخطر الخارجي والأمن القومي العربي ، وتشبث بها طابع الانقسامات السياسية – النظامية – الدبلوماسية – الثقافية ، فأصبحت الدول العربية العربية وبكل أسف ينتابها طابع الانقسام السياسي والنظامي ونظام التبعية للدول الغربية 0وخاصة بعد ما يسمى بالربيع العربي وبعده أصبح المشهد العربي يبدو رماديا لا يوجد بالأفق أمل لرأب الصدع بين هذه الدول عبر علاقاتها مع بعضها لبعض ، وليس هناك بسمة أمل من إنهاء الصراعات العربية – العربية ، وللأسف أيضا لا يكون هناك حسم في حل جميع القضايا المتنازع عليها كالأقاليم مثلا ، حيث أن الحل كان يمتاز بالتوفيقية وعدم الحسم لهذه القضايا والصراعات التي بدأ ظهورها منذ مائتين عام وحتى الآن لم يتم حسمها ولا حلها حلا جذريا ، لأن العرب اتفقوا علي أن لا يتفقوا دائما ...

الكاتب : أ . عـــودة عابـــد

باحث في العلوم السياسية والدولية ،،

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت