في بلدنا تجد الغريب العجيب قد تطير الأفيال أو يغرد الحمار.والفأر قد يهزم قطاَ في مباراة حامية الوطيس فيها تحدٍ" لوالت دزني" في أسطورة ميكي ماوس واللص في بلدنا هو من يحلف المسروق ويبقى الرجل الذي فقد ماله وحلاله يتعذر لسارقه ، كل هذا جائز مادام هناك من يصدق كل شيء ، فلازال المواطن بسيطاَ طيباَ يداعب مخيلته معسول الكلام، والتصريحات الرنانة لمسئولين بأننا سنعمل جاهدين على أن ...أن.. وما أكثر الأنات
وفي إحدى قراءة خبر للقاء مع إحدى المسئولين في الحكومة انه قال تم تخفيض البطالة من 60% إلي أقل من 30% إلي أن تصل إلي 14% قريباً ويقول نسعى لتشغيل كل خريج وتوزيعهم علي المؤسسات وكوني من الذين لا يصدقون بأي وعد حتى وأن حلفوا بالطلاق لذا ذهبت مخيلتي التعبانة تسأل أين هي الوظائف؟ ولمن؟ وكيف؟ ومتي؟ ولماذا؟....
كتمت غيضي وسددت أذني فمثل هذه التصريحات تجعلنا نسد أذاننا ، بل نحشوها
بكيلو من القطن ذو التيلة الطويلة حتى لا تترك منفذ لاختراق طبلة الأذن ( ولن أحسد أحدا قدر حسدي للخرسان والطرشان ، وهم بمنأى عن سماع تلك التصريحات )
و حتى لا تؤرقنا كثرة الأماني, وحتى لا نصدم عندما نرى إن السنين تمر ونحن ننام على زبد الوعود المداف بالطعام ولو سوقوا مثل هذه التصريحات لٌلإعلام الخارجي لصدقها كل من يعيش في جزر الواقواق والغير معني بالشأن الفلسطيني ، ولكن السادة المسئولين يعدون والناس يصدقون ( وعدوني بالحلق خرمت أنا داني ، ولاشفت الحلق ولا سكرت اداني )
،ولأن الكل يعرف بأن ما يعانيه الخرجين وبالألف ويزداد عددهم يوماً بعد يوم والشخص الغير متتبع للشأن الفلسطيني يعتقد أن في فلسطين سوق حرة مفتوحة تحتاج إلي الطاقات البشرية من نقص للعمالة بها لكثرة مشاريعها للصالح العام وعلينا استيرادها من الصين أو بنغلاديش أو الهند فالعمالة الهندية ارخص لهذا لن ينتظر الخريج طوابير البطالة ولا الوظيفة ولا يبحث عن واسطة لينجح في المقابلة ويسبق زميلة الذي كان متفوق قبلة ولالالا..؟ فجميل جدا أن ننطلق الشعارات ولكن الأجمل أن تتحول إلي حقيقة لأنني اسمع كلامك أصدقك وأشوف أفعالك استعجب .
د.هشام ابويونس
كاتب وباحث في الاقتصاد والفكر السياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت