زج الإسلام السياسي في الحكم

بقلم: عودة عابد

زج الإسلام السياسي في الحكم


أعتقد بأنه الصواب بأن الدول العربية باتت تنحدر نحو الحكم الإسلامي " الخلافة الإسلامية "

في معظم دولها وخاصة بعد ما أفرزته الثورات العربية وما أنتجته هذه الثورات من صعود

الإسلاميين في الحكم وسقوط النظم الليبرالية " العلمانية " أذا صح القول ، كما أعتقد بأنه

الصواب بان كل هذه التغيرات السياسية في النظم السياسية العربية هي إنتاج تخطيط استراتيجي

" أمريكي – إسرائيلي " " بريطاني – فرنس " فهذا ما يسمى بالربيع العربي ، أو ما يسمى

بالشرق الأوسط الجديد ، كلا المسميين هم إنتاج أو حصاد ما افرزه التخطيط الاستراتيجي

الأمريكي الذي استطاع فعلا تغيير الدول العربية عبر مؤسساتهم وإعلامهم والدول التابعة لهم

بتنفيذ سياستهم الخارجية اتجاه الوطن العربي أو الشرق الأوسط كما يسمونه ، بعد أحداث سبتمبر

2003م بدأ يظهر الإسلام السياسي في الحكم حيث بدأت الولايات المتحدة وحلفاءها بتحميل كل

المسئولية الإرهابية للإسلاميين في ذاك الوقت وأن وراء الأحداث الإرهابية هو الإسلام المتشدد

فمن هنا بدأو يحتوون الإسلاميين في أن يدخلوا في الحكومات العربية حتى يتم التخلص من

تشددهم وإرهابهم وزجهم في السلطة " المال " والنفوذ ، ولإظهار أفعالهم وتصرفاتهم السلبية في

طبيعة حكمهم ، أو لكي يظهروا للعالم سواء العربي أو الغربي بأن حكم الإسلاميين لم يحتدا به

لدى الشعوب العربية وانه من أسوء الحكم عبر التاريخ ، مدللين علي ذلك بأن أوروبا تقدمت

بعدما تخلصت من حكم الدين " الكنيسة " في الدولة ، وتم فصل الدين عن السياسة " الدولة "

كما أن هذه الدول المخططة استراتيجيا تريد من غاية ذلك هو تشويه الإسلاميين في العالم العربي

والغربي ، وأن الحكم الإسلامي هو سبب التخلف والإرهاب لهذه الدول وان حكم الليبراليين

هو الحكم المتقدم لدى هذه الشعوب وهو حكم أكثر برغماتية واقل حوتيه من الإسلاميين

ولكي تبقى هذه الدول التي حدثت بها الثورات دولا غير مستقرة سياسيا ، اقتصاديا ، اجتماعيا ،

فعلى أرض الواقع حدث هذا بالفعل فمعظم الدول التي قامت بها الثورات لم تستقر حتى هذه
اللحظة نتيجة الصراع علي طبيعة الحكم والسلطة ، فتونس ، ليبيا ، مصر ، اليمن ، هي أكبر

دليل واقعي عربي علي عدم الاستقرار السياسي – الاقتصادي لهذه الدول ، بالإضافة لهذا

التخطيط الاستراتيجي " الأمريكي – الإسرائيلي " أيضا الأطماع الاقتصادية لخيرات هذه الدول

كما المصلحة في عدم استقرارها أيضا هو قيام إسرائيل بتنفيذ إستراتيجيتها وهي إقامة دولتها

علي حساب " القدس " وتهويدها ولكي تنفذ سياستها الخارجية اتجاه الدول الأفريقية والقرن

الأفريقي لأطماع اقتصادية من موارد ومياه ومعادن وبترول ، ولكي تقطع الطريق على الدول

العربية والإسلامية الإفريقية من تقوية العلاقة معها كونها تقع في نفس الإقليم ومجاورة لها ،

ففي نهاية المطاف أود أن أقول بأن الولايات المتحدة وإسرائيل استطاعت أن تحقق أهدافها من

خلال التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى ، فها هي الدول العربية التعيسة تقع فريسة لهذه الدول

المخططة استراتيجيا ، والحصاد هو عدم الاستقرار السياسي لهذه الدول ، بالإضافة لعدم

الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي داخل كل دولة من هذه الدول التي وقعت فريسة

للتخطيط السياسي من قبل الدول العظمي كما يسمونها ، فباعتقادي أن الدول التي سمحت لنفسها

بأن تكون خرافا لرعاتها هي دولا لا تستحق الحياة ، فهذا هو حال الدول العربية – العربية

بالإضافة للصراعات العربية العربية الناتجة عن هذه الثورات كما يسمونها الربيع العربي ،

فاخشي ما أخشاه بأن تبقى هذه الدول في عدم استقرار دائم نتيجة التشرذم الناتج عن هذه الفوضى

الخلاقة " الثورات " ...




الكاتب : أ . عــــــودة عـــابــــد

بــاحــث في العلــوم السياسيــة والـدوليــة ،،

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت