حكم الحزب الواحد في فلسطين بلا عودة

بقلم: طلال الشريف


في أي محطة انتخابات تتاح لشعبنا فإن المواطن الفلسطيني سيستقدم سريعا شريط العقد الماضي من حكم نظام الحزب الواحد الذي احتكر المواقع والوظائف وأمعن في قمع الحريات والتعامل مع الجمهور كأنهم مواطنين من الدرجة الثانية وأن أعضاء الحزب الحاكم هم من الدرجة الأولى تمتعوا بالمغانم والمكاسب واحتكار كل شيء على حساب باقي الشعب ... وعليه لابد من كسر احتكار الحزب الواحد بعد التجربة المريرة التي أطاحت بالديمقراطية والحريات والمال العام .
إذا لم تظهر بقوة في الانتخابات القادمة في فلسطين كتلة انتخابية جديدة تحمل قناعات الجمهور الرافض لحقبة من الاهمال والتراجع لقضيتنا تكرست فيها مفاهيم المصلحة الخاصة والحزبية على حساب المصلحة العامة وتولدت فيها أمراض الاحزاب الحاكمة وقياداتها التي أخضعت الجمهور لخدمتها بدل أن يكون دورها هو خدمة الشعب والقضية .. فإن الحالة الفاشلة التي تجتاح مجتمعنا ستستمر أو تتشكل من جديد ويضيع الوقت هباء وتبتعد فرصة النهوض بشعبنا وقضيتنا وعليه يجب على الناضجين المدركين المخلصين من كل قطاعات شعبنا البحث في كيفية تقديم أنفسهم في ائتلاف واسع لإحداث التوازن في الخارطة السياسية الفلسطينية لمنع الاستقطاب الحاد الذي قد يحدث عاطفيا للقوتين اللتين أوصلتا الفلسطينيين لحالة الفشل الحالية.
ونحن نتدبر طريق الخلاص من محنتنا نرى جديدا في الحالة العربية رغم رمادية المشهد .. هذا الجديد هو صعوبة العودة لحكم الفرد أو حكم الحزب الواحد .. ونتمنى أن يكون التغيير في فلسطين ديمقراطيا وأن تظهر جبهات وائتلافات وتجمعات لا تطغى عليها الايدولوجيا بل يتحد الناس على هدف أو أهداف قابلة للتحقق ولهم مصلحة في تجميع كتلهم في كتلة واحدة يتنوع فيها الفكر والثقافة لعبور طريق التغيير السلمي للتوجه نحو كبح جماح الاحتكار الحزبي في طريق الخلاص من الاحتلال وهذا يتوقف على إرادة الجماهير في تغيير الاحزاب الحاكمة والمنافية لروح العصر وعدم التمسك بسلطة الحزب الواحد والقائد الواحد ... هل يدرك الفلسطينيون هذه الحقيقة وهم على أعتاب انتخابات لإحداث التغيير السلمي لأن البديل هو استمرار الحالة الحالية الفاشلة أو انفلات العنف عند نقطة يحدث فيها اليأس من التغيير السلمي للفاشلين. انا شخصيا سأشارك أو سأعطي صوتي لمثل هذه الائتلافات الجديدة المتنوعة الفكر والثقافة في داخلها يوم الانتخابات بكل قناعة لأن نجاحها في الائتلاف داخلها يعني صحة في قبول الآخر ومشاركته وأقرب لاتخاذ القرار الصحيح وهي أكثر ديمقراطية في داخلها وتعكس في مشاركة تنوعها الثقافي والفكري تلك القاعدة الجماهيرية الواسعة ومادامت قبلت الديمقراطية في داخلها فحتما ستتعامل مع الجهور وقضاياه بنوع متقدم من الديمقراطية أكثر من الاحزاب الايديولوجية والشمولية والقائمة على حزب القائد.
17،2،2013م

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت