قلت ،وما زلت أقول أيها المفاوضون الفلسطينيون في مصر الشقيقة كفاكم هراء ومخادعة فلم يعد في أبناء شعبنا الفلسطيني سفيها ولا معتوها أو جاهلا بعدما سقطت كل أقنعة الزيف ،والمكر ،و لما آلت إليه مصالحتنا الفلسطينية ،قال لي أحد الأصدقاء الأعزاء منذ أمد قريب جدا كنت شاذ الفكر عندما أيقنت أن المصالحة تمت وبدون رجعة للوراء، ولكني اليوم أتخلى بكل بساطة عما اعتقدت به الأمس وأكمل قائلا لأني وجدت نفسي الوحيد الذي يسير ضد التيار،وليته تيارا مائيا للبست جاكتة النجاة أو تمسكت بطوق ، بل تيارا آدميا يسحق كل من يخالفه السير فكان عليّ أن أتراجع !! هذا ليس مثالا حصريا يمكن أن نستعين به بين مئات الآلاف من أبناء شعبنا بل ما ذكرته عن صديقي على سبيل أن الشيء بالشيء يذكر،وليس أكثر .. الناس تعي جيدا تلك الحقائق المريرة والموجعة بكافة فوارقها الطبقية والعقلية والعلمية ،فما عاد من الحكام أو الساسة اليوم من يخدع الناس كما خُدع الذين من قبلنا منذ عقود وفي أحد بلداننا العربية عندما خلع أولئك الحكام أو الساسة ملابسهم وأصبحوا عراة كما ولدتهم امهاتهم وصورتهم كاميرات عرض سينمائية بأمر منهم لعرض ذلك على جماهيرٍ غفيرة من الناس ،والذين يتم جرهم رغما عنهم إلى ساحات واسعة، وبين الجبال ليلا.. فيظهر البطل الهمام في صورة جني أو مارد يحدثهم ويملي عليهم مايريد، وإلا فويل للعرب من شر ٍ قد اقترب و آنذاك لم يعرف الناس البسطاء والمساكين حتى المذياع ،اليوم تبدلت الأوضاع كثيرا فالعولمة تراقب وتصور وتكشف وتُسقط من تريد ،وتدافع عما تريد ،والناس تحلل ماتريد أيضا !! فلا داعي اليوم مفاوضينا للبحث عن مسكنات ففي ظل التطور التكنولوجي فما عادت تجدي العقاقير فالسرطان قد توغل في حنايانا !!،وكلنا جميعا ندرك الفرق الشاسع بين الإجراءات الإحصائية لتحديث سجلات الناخبين ،وليس المُنتخبين.. أي من يجب له الحق في الانتخاب ،وبين الدخول في خضم الانتخابات لتفويض من ينوب عنا تحت قبة البرلمان ،إذا لاعلاقة فعليا بين المصالحة الفلسطينية وبين ذاك التحديث ،والناس تدرك في بلادنا ان عرقلة وتوقف عملية تنفيذ أقصد تنفيس إهدار دماء المصالحة لم يكن ، بسبب توقف عمل لجنة الانتخابات فأكوام القش الخاوية عندما توضع أمام العربة أو القاطرة لا تعيقها أبدا ..!! فالقاطرة تمضي قدما ،ولا تتوقف ،وكذلك العربة سواء أقاد كلا منهما عقلاء أو مجانين !! فالقضبان هي القضبان ،والعجلات هي ذاتها العجلات ..إذا لا دخل ولاعلاقة بعمل لجنة الانتخابات وبين قرار إجراء الانتخابات ،ولا علاقة بين تشكيل حكومة الوفاق الوطني ،والتي أتمنى بأن يتغير اسمها إلى "حكومة هموم فلسطين" ،وبين نجاح المصالحات ،وإنهاء الانقسام ،فلو فرضنا جدلا أن اليوم تشكلت الحكومة ،لكنها على أرض الواقع لا سيطرة لها على الأرض فهل يعني ذلك أن المصالحة قد أُنجزت ،وما أدرانا ان لم تكن هناك قضايا فساد ورشاوي وضياع وسلب لحقوق العباد مفبركة وجاهزة لإسقاط الحكومة ..!!أما بخصوص التعويل على الضمانات العربية ودورها في الرقابة والحسم ،والجداول الزمنية والتي أصدق منها تطبيقا ،وعملا جداول أولادنا الدراسية في المدارس !! فلا داعي للقول بذلك لأن فاقد الشيء لا يعطيه.. ،فكيف نطلب الماء لمن لايمتلك الماء فلا نهرا ولا بئرا أو حتى بحيرة تسد رمق حناجرنا العطشى ..فالكل غارق في همومه كما حياتنا الاجتماعية اليوم !!،وإن كانت هناك حكومة وطنية تسير على الأرض هل يمكن لها ان تنجز مهامها وهناك من يحاول دأبا بتر أطرافها ؟!!ولو استمرت لا يعني ذلك الخوض والتطبيق للعملية الانتخابية والتي الطعن فيها جاهز ومستنفر في دهاليز التشكيك ،وسؤ الظن ،وإن طُبقت العملية الانتخابية بكل نجاح وسلام وهدوء ومثالية ،فلا يعني ذلك انه يمكن لنا أن نغادر كراسينا الملتصقة ليست بأجسادنا بل بقلوبنا وأكبادنا وعقولنا وإيديولوجياتنا ،وكم فشلت جراحات الفصل للتوأمة بيننا وبين كراسينا وبيننا وبين حقائبنا فهنا التماثل شديد ونسبة النجاح تحت خط الصفر ..نهاية القول لا المعترك السياسي .. أن أوضاعنا اليوم هي أشبه بقصة كان يتسلى بها الشباب وهي قصة ذاك الفتى الذي جلس بين رجال كبار عُراض الأكف حول قصعة لحم وثريد وعندما رفع الطفل الى فمه أول لقمة من الثريد لسعت حلقة ولسانه ،فبكى ..وسأله الرجال: ما يبكيك ؟!! فقال الطفل بكل براءة وصفاء :الثريد ساخن ..فقالوا له : دعه حتى يبرد !! ،وعندها رد عليهم بفطرية :انتم لا تدعونة !! ،إذا اليوم نتفق جميعا على أمرا واحدا وهو أن المصالحة قد اقتربت إعلاميا ليس أكثر !!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت