اليوم جميعنا مقبلين على مرحلة مصيرية وهامه فبعد أن يتم تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية " إذا شكلت ونأمل ذلك " سنمر على أعتاب مرحلة جديدة من حياة شعبنا ووطننا وهي مرحلة التحدي والبناء والتعمير وبهذا الإنجاز فإننا سنودع سنوات وسنوات من السياسة العقيمة التي عايشاها وعاصرها وطننا وسنستقبل مرحلة جديدة يكون شعار الجميع فيها خدمة فلسطين والجماهير وحماية أمنهم وسيادتهم واقتصادهم ومقدساتهم، وبالرغم مما يحصل لتثبيت هذا الإنجاز الوطني فالكثيرون من شعبنا يعتقدون أن عمل الحكومة المقبلة ستكون صعبة وحرجة والبعض الأخر يصفها بالعسيرة والمعقدة وحتى الخطيرة، فبدأ الكثير منهم بالقلق والخشية أحيانا والحذر مما قد ينتج عنها وهنا اعتقد أن مرحلة الحكومة القادمة هي فترة هامه جدا وليس بالضروري أن تكون شاقة ولا عسيرة أو خطيرة، إذا انتبه الكل الفلسطيني إلى أهميتها واتخذوا منها موقف اليد الواحدة والحس المتفائل والتمسك بسعة الصدر وحسن الفهم والتعاون مع مؤسسات الدولة وسد الأبواب أمام من يريد إفشال المشروع الوطني الفلسطيني.
وفي هذا الإطار اكتب إليكم املآ بأن يساهم الكل في الوصول إلى الطريق الصحيح فافتحوا عيونكم إلى حقائق هامة في حياتنا المقبلة ثم أترككم لذكائكم المفرط وقدراتكم الكبير إيمانا مني بأن مصير كل إنسان واختياراته إنما تكون من صياغته هو فهو حق له وواجب علية ففلسطين وطن للجميع بلا تمييز ولا أحد يحق له اللعب بوتر التعصب والتحزب وبلهيب يحرق النسيج المجتمعي ويدمر المشروع الوطني الفلسطيني مهما كان وضعه أو مبرراته أو مكانته أو قوته، ولا احد يحق له الادعاء بأنه يمثل ديناً أو عقيدة أو مذهباً أو انه مكلف بإقامة أو بسط سلطة بديلة عن الشرعية لحكم الوطن فالأوضاع التي يشهدها وطننا هذه الفترة من خلال الحراك والتصعيد الغير مسبوق والذي يمثل انعطافة خطيرة تهدد عملية المصالحة وإنهاء الانقسام وما يزيدها خطورتها هو تسخير منابر وفضائيات إعلامية معروفة بأجنداتها اللعينة لتوجيه تلك الأوضاع بشكل مدروس لخدمة أجندات خارجية.
قد نختلف سياسياً أو حتى عقائدياً، وقد يكون هذا أو ذاك لا يتفق مع بعضهم فكرياً أو أيدلوجياً ولكن الواجب الوطني يدعوهم ويحثهم أن يبقوا موحدين متماسكين وواجبهم هو خدمة الوطن وجماهيرها لا توجيه عقائدهم فما أحوجنا اليوم ونحن نعيش زمن الاحتكام للعقل أن يتحلى الكل من رعية ومسئولين وقادة بالصدق ولا شيء غير الصدق لنبني دولة المؤسسات التي نضمن من خلالها تطبيق العدالة الاجتماعية والمساواة بين الكل بالحقوق والواجبات من خلال تكافؤ فرص العمل بين جميع الطبقات دون النظر إلى قومية أو مذهب أو دين إلا على أساس الكفاءة والنزاهة والإنصاف ليأخذ كل واحد حقه دون غمط أو ظلم أو شرور فعلينا بالصدق لكي نؤدي حقا ولو بسيطا حيال تعاملنا مع سائر طبقات جماهيرنا، حفاظا لحقوقهم وصونا لكرامتهم وعلوا لشأنهم وتعزيزا للرفعة والعدالة التي ينشدونها، وما أجمل أن يكون قادتنا ومسئولونا صادقين في وعدهم وأن يتطابق ما يقولوه أو يصرحوا به على أرض الواقع ليكسبوا ثقة الجماهير فهم عانوا كثيراً وذاقوا مرارة الانقسام البغيض، فهم الآن لن يصغوا أبدا إلا إلى صوت الوطن وصوت العقلاء من شرفاء وأحرار الوطن الذين كانوا وما زالوا الخيمة الكبيرة لفلسطين أليس من حقهم العيش وفق ما يختارون وفق الأسس الديمقراطية؟ أليس من حقهم الحفاظ على مشروعهم الوطني وتطوير مؤسسات وطنهم الأمنية والاقتصادية الاجتماعية أليس من حقهم تقرير مصيرهم والعيش وفق العدل والإنصاف والمساواة؟ نقول نعم من حق شعبنا كل ذلك وهنا أشير إليكم بالتعاون الجاد للحفاظ على الثوابت والإنجازات والديمقراطية ولنترك من يريد السوء لهذا الوطن يصيبه الخذلان والفشل ويعرف أن الجماهير الفلسطينية أصحاب أرادة قوية لا يمكن خداعهم، فالديمقراطية هي الأساس الحقيقي لكل من يريد العيش بحرية وكرامه وان هذا الأساس سوف يكون سلاحكم بوجه المنافقين والأفاقين والخونة والمندسين, وهو نفسه الأساس الذي به نطور وطننا فلسطين ونكبره وننميه فاجتهدوا في سبيل ذلك ودافعوا عنه، فالطموحات والأهداف سوف تتحقق لكم بتعاون الجميع ولنساهم معا في بناء هذا الوطن العظيم والمبارك وترك الخلافات جانبا وليعلم الكذابون والأفاقون إن حبل الكذب قصير وإن مطلقيه يتهاوون إلى الحضيض عاجلا أم آجلا ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله والعاقبة للصادقين.
*آخر الكلام:
كفانا ضيماً وقهراً وحرماناً، اتركونا نتنفس لان الرئة الوطنية الفلسطينية تكاد ينضب منها الأوكسجين.
إعلامي ومفوض سياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت