القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
أكد الدكتور حنا عيسى الأمين العام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أن الممارسات العنصرية الإسرائيلية طالت بشكل قوي الوجود المسيحي في القدس، وبالتالي أدت إلى زيادة هجرة المسيحيين من القدس إلى الخارج بسبب فرض اسرائيل قيودا على لم شمل العائلات الفلسطينية والقدرة المحدودة المتوفرة امام المجتمعات المسيحية في القدس للتوسع العمراني بسبب مصادرة اسرائيل للممتلكات الكنسية والقيود المفروضة على البناء والمشاكل الضريبية وصعوبات الحصول على تصاريخ اقامة لرجال الدين المسيحيين ، بالإضافة إلى التضييق على الصلاة في الكنائس في الأعياد المسيحية ، موضحا بانه في عام 1922 كان المسيحيين في القدس عددهم 14 ألفا و700 شخص والمسلمين عددهم 13 ألفا و600 شخص، في سنة 1945 كان عدد المسيحيين في القدس يبلغ 29 ألفا 350 شخصا، وعدد المسلمين كان 30 ألفا و600 شخص،وفي سنة 2000 بلغ عدد المسيحيين في القدس 10 آلاف 982 مسيحيا والان العدد لا يتجاوز 6 الاف مسيحي في القدس .
وأشار إلى أن عدد المسيحيين تناقص بسبب الحروب المتتالية بدءاً بحرب 1948 والظروف الاقتصادية الصعبة، لافتاً إلى أن عدد أتباع الطائفة الأرمينية في القدس في عام 1947 كان 15 ألف شخص، أما الآن فلا يتجاوز الألف شخص يعيشون في حي الأرمن. كما وأشار إلى أن البلدة القديمة بالقدس لا تضم حالياً سوى 40 أسرة مسيحية فقط يعيشون فيما يعرف بـ (حارة النصارى)، أغلبهم من الروم الأرثوذكس.
وأضاف: "مدينة القدس مساحتها 125.156 كيلو متر مربع، ومساحة البلدة القديمة هي كيلو متر مربع واحد فقط، مشيراً إلى أن عدد سكان القدس وفقا للإحصاء الإسرائيلي في ديسمبر 2011 يبلغ 933.113 ألف نسمة، منهم 63.1 % يهود، و33.8% مسلمون، و1.9% مسيحيون، و1.2% ديانات أخرى، مضيفا أنه رغم هذه النسب فإن 13% فقط من أراضي القدس الشرقية بيد العرب، و87 % تحت سيطرة اليهود".
وأضاف عيسى إلى أن "إسرائيل تعتزم تقليص مساحة أراضي العرب إلى 8% فقط خلال العام الجاري، مشيراً إلى أن نسبة المسيحيين التي أظهرها الإحصاء الإسرائيلي تشمل المسيحيين الأفارقة المهاجرين والمسيحيين الروس إلى جانب المسيحيين الفلسطينيين، مشيراً إلى أن المسيحيين يتركزون في القدس والعيزرية التي لا يتجاوز عدد المسيحيين فيها 200 فرد، ناهيك عن قيام بعض المتطرفين اليهود بكتابة شعارات متطرفة مسيئة للمسيحية على جدران كنيسة الصليب في البلدة القديمة بالقدس، وفي القدس الغربية على كنيسة المعمدانية، موضحاً أن الرهبان ورجال الدين المسيحي يعانون من الممارسات العنصرية إذ يعتدي عليهم المستوطنون اليهود في الطرقات والشوارع ويبصقون عليهم، كما يتعرضون لهم في الطرق لإرهابهم، مشيرا إلى أن منع الكنائس من الترميم حتى تهدم، ومنع المصلين من الوصول للكنائس من خلال عدم منح التصاريح للفلسطينيين لدخول كنيسة القيامة في البلدة القديمة كنوع من التضييق ولإجبار المسيحيين على الهجرة، وإسرائيل تتعامل مع الكنائس خاصة القديمة على أنها أماكن سياحية وليست دور عبادة وأماكن لحج المسيحيين.
ودعا عيسى المسيحيين والمسلمين العرب الذين يحملون جنسيات أخرى لاستغلال جوازات السفر الأجنبية التي يحملوها في زيارة القدس ودعم صمود المقدسيين، مؤكداً أن هذه الزيارات ستكسر الحصار الإسرائيلي، فمن سيأتي لزيارة المقدسات الإسلامية والمسيحية وسيتسوق من الأسواق الفلسطينية في البلدة القديمة ويقيم في فنادق فلسطينية، وهذا ليس تطبيعاً.
وأضاف "إسرائيل أعلنت أنه بحلول عام 2020 لن يتبق من مجموع سكان القدس سوى 12 % فقط من الفلسطينيين.. هم يريدوننا أقلية وبالتالي هم يعمدون لتهجير المسيحيين"، فالقدس في وضع خطير للغاية، وإن لم يكن هناك فعل جاد من قبل جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي واليونسكو سيكون هناك عواقب وخيمة"، فالوجود المسيحي في خطر كبير وإذا استمر الوضع بعد عشرة أعوام لن يكون هناك وجود مسيحي في القدس، وهذا ما تتمناه إسرائيل.
وأشار حنا عيسى إلى وجود أوقاف مسيحية في كل المدن والقرى الفلسطينية، وقال "على سبيل المثال القدس الغربية ثلثي مساحتها تعود للروم الأرثوذكس، وفي القدس الشرقية هناك 20 % من مساحتها مملوكة للمسيحيين الشرقيين". وفي "مدينة بيت لحم التي شهدت ميلاد السيد المسيح عام 1967 كان 85 % من سكانها مسيحيين، وفي يوليو 1994 بلغ عددهم 22 ألفا و500 شخص، والآن عدد المسيحيين في بيت لحم لا يتجاوز 7 آلاف مسيحي، مع وجود 100 ألف مهاجر مسيحي من بيت لحم في الخارج، وفي رام الله وقراها لا يتجاوز عدد المسيحيين 10 آلاف شخص بينما في أمريكا وحدها يوجد 50 ألف مسيحي من رام الله لوحدها ، في أراضي عرب 1948 عدد المسيحيين لا يتجاوز 123 ألف شخص".