القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء
عبّرت شخصيات مقدسية رسمية ورياضية عن غضبها من اصرار بلدية الاحتلال الاسرائيلي على تنظيم ماراثون السباق الثالث في قلب القدس ما يجر الرياضة لصالح السياسة في اعتداء صارخ على حق الشعب الفلسطيني في مدينته وعاصمته الابدية القدس الخاضعة للاحتلال منذ عقود .
وأكدوا في لقاء بالصالون الرياضي نظمه تجمع "قدسنا" للاتحادات والالعاب الرياضية في مقهى الكتاب الثقافي ان الهدف من وراء ذلك هو اظهار القدس مدينة موحدة والحياة فيها طبيعية وانه لا مشاكل ..! وقّدّم الأعلامي محمد زحايكة رئيس نادي الصحافة المتحدثين وقال ان "بلدية القدس الغربية تهدف الى تضليل الرأي العام العالمي والمحلي بحقيقة الوضع في القدس وتسويق الامر على انها صاحبة السيادة المطلقة على المدينة ".
فيما اعطى احمد البخاري امين سر تجمع "قدسنا" اضاءة سريعة على بعض تفاصيل الماراثون الاسرائيلي مؤكدا ان "ماراثونا فلسطينيا انطلق عمليا قبل خمس سنوات حول الجدار العنصري هو الاساس"، وقال ان" المعلومات تشير الى ان قرابة 19 الف شخص سوف يشاركون في الماراثون الاسرائيلي من عدة دول في العالم تحت ادعاء مرور ثلاثة الاف عام على مدينة القدس وفق المزاعم الاسرائيلية ، وهذا يعني تضاعف اعداد المشاركين وجني اسرائيل اموالا من اشتراكاتهم اي انه كذلك مشروع تجاري مربح عدا عن ابعاده السياسية الخطيرة. واضاف "اننا نرفض تجيير الرياضة لصالح السياسة" واعتبر ان المشاركة في الماراثون الفلسطيني هي ابلغ واقوى رد على الماراثون الاسرائيلي .
وذكر ان اختيار يوم الجمعة الاول من اذار ليس بريئا وله مدلولات منها اغلاق الطرق والتشويش على اداء الصلوات في المسجد الاقصى المبارك . وقال ان" ماراثون قدسنا سيكون كالمعتاد تحت رعاية الرئيس محمود عباس(ابو مازن) لايصال رسالة قوية الى العالم ان القدس عربية وستبقى الى الابد .
وقال عدنان الحسيني محافظ ووزير شؤون القدس ان البلدية والمؤسسة الرسمية الاسرائيلية تتعامل مع الماراثون كأنه لقاء رياضي ثقافي عادي ليست له ابعاد سياسية في محاولة لاظهار المدينة بأنها موحدة تحت سيادتها وهذا يبرز من خلال تتبع مسار الماراثون ومروره في احياء شطري المدينة الغربي والشرقي، وأكد لا احد في العالم يستطيع ان ينكر ان القدس عربية فلسطينية محتلة مهما حاولوا تغيير وتزييف الواقع .. واضاف "نحن اصحاب الارض الشرعيون .. وسنواصل اقامة وتنظيم فعالياتنا ونشاطاتنا الرياضية المفيدة لمجتمعنا ومدينتنا، وحث قطاع الشباب على انجاح هذه الفعاليات والنشاطات وخاصة الماراثون الفلسطيني الذي سيضفي صبغته وطابعه العربي الفلسطيني على القدس ."
واشار الى ان بلدية الاحتلال تبغي من وراء ماراثونها غير الشرعي استفزاز الفلسطينيين واهانتهم.. ولكن القدس هي في وجدان كل عربي ومسلم وان لا سلام دون عودتها الى اصحابها الشرعيين، وختم بأن اسرائيل فشلت فشلا ذريعا في ادارة شؤون مدينة القدس ما يشير الى ان سلطتها الاحتلالية الى زوال .. وناشد الجميع ان يكون عملنا يدا واحدة قوية .
وكشف مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين ان "من اهداف ماراثونهم محاولة ان ينسى الناس والعالم ان القدس هي مدينة محتلة علما بأن المدينة بشطريها تحت الاحتلال، والماراثون هو وجه من وجوه تغيير معالم المدينة المقدسة والهجمة عليها وعلى مقدساتها الاسلامية والمسيحية في محاولة لتغيير وتزييف تاريخها وحضارتها العربية العريقة التي تمتد على مدار ستة الاف عام"، واضاف ان الاحتلال يحاول بكل قوته وغطرسته ان يحل وجهه القبيح محل وجه القدس العربي الاسلامي الناصع محاولا الايهام ان عمر المدينة هو ثلاثة الاف سنة .. اي فقط منذ عهد سيدنا داود عليه السلام .. متجاهلا الاف السنين قبل ذلك .
ونبه الى خطورة هذه المخططات الاسرائيلية التهويدية للمدينة وان المسؤولين في رحاب الاقصى سوف يقومون بواجبهم في التحذير من خطورة هذه الهجمة والتصدي لها بكافة السبل المتاحة، وقال ان "من يسرق حبة الفلافل وصحن الحمص وطرزة الابرة على الثوب الفلسطيني لن يتورع عن سرقة تاريخ المدينة بأكمله.. ولكننا بارادة وصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته لن ينجح وستبقى هذه الفنون والمطرزات والاكلات التراثية وكل حجر من احجار المدينة عربي الوجه والملامح ". واكد ان العمل يجب ان يكون خالصا لوجه القدس ومقدساتها وتحت راية فلسطين الكبيرة .
واستذكر جهاد عويضة الأمين العام للجنة الوطنية لمناهضة التطبيع الرياضي ملاحم الاسرى في سجون الاحتلال ودعا الى التضامن معهم لتحريرهم من الاسر مشيدا "بالاضراب البطولي للاسيرين سامر العيساوي وايمن شراونة ". وفند مزاعم بلدية الاحتلال في ان "يكون الماراثون الاسرائيلي يهدف الى جمع تبرعات لمقاومة امراض السرطانات وكل هذا الكلام الفارغ بل هو استغلال وقح للرياضة من اجل السياسة"، واشار الى ان انطلاق الماراثون من مار سابا صوب جبل المكبر والثوري وباب الخليل فالشيخ جراح ، فالتلة الفرنسية في ظل هجمة تهجير المقدسيين ليس له الا معنى واحدا وهو تكريس الاحتلال للمدينة المقدسة، وناشد اللجنة الاولمبية الدولية بفضح ممارسات اسرائيل في العالم بحق اللاعبين الرياضيين الفللسطينيين ومنعهم من التنقل والسفر في الوقت الذي تجلب فيه اناسا من الخارج للمشاركة في فعالياتها الرياضية غير الشرعية اساسا . وقال ان" التصدي للماراثون الاسرائيلي والاعتداءات على الاقصى وحائط البراق وكل المخططات الاسرائيلية يكون في هذه المناسبة بانجاح الماراثون الفلسطيني الذي سيحمل صور القادة ابو عمار وابو مازن وصور للاقصى وكنيسة القيامة للتأكيد على ان القدس هي عاصمة فلسطين ".
ونبّه عمر غرابلي رئيس تجمع "قدسنا" للاتحادات الرياضية الى اهمية امتشاق سلاح الرياضة الذي لا يقل عن المقاومة بكافة انواعها.. ودعا الى ايلاء الرياضة اهتماما كبيرا لانها سلاح يمكنه تكريس عروبة القدس والحفاظ على شبابنا فيها . وناشد المسؤولين المزيد من الاهتمام بالرياضة والشباب هذا الجيش الجرار الذي يمكنه صنع المعجزات. ودق ناقوس الخطر الى ما تعانيه المؤسسات الرياضية والشبابية في القدس من خطر الشلل والاغلاق نتيجة غياب الاهتمام والدعم المالي الكافي لها . وتساءل ما دورنا كمؤسسات رياضية لمواجهة الماراثون الاسرائيلي المضلل للعالم ؟ وقال يجب ان نعمل ونخطط للمستقبل وليس ليومنا الذي نعيش فيه فقط ؟! .
وتمنى عمر الشلبي امين سر اقليم حركة فتح بالقدس ان "يكون عملنا موحدا ومرجعياتنا في القدس موحدة لان همنا الاول يجب ان يكون ضرورة انجاح اي نشاط فلسطيني وطني يخدم القدس ويكرس فلسطينيتها وعروبتها." وحذر من ان الاسرائيليين في حالة ما شعروا بصمتنا وعجزنا .. فانهم سوف يزيدون من شراسة هجمهتهم على القدس التي تعتبر المعقل الاول والاخير للقضية الفلسطينية المشروعة. وطالب بتوحيد الجهود على المستوى الرياضي على الاقل وعدم تجاوز الاطر الشرعية والرسمية حتى يتسنى لنا التصدي للهجمة الكبرى التي تتعرض لها قدسنا العربية، واشار الى ان عنوان فعالياتنا وعملنا يجب ان يكون وحدة الحركة الرياضية كي نتمكن من ايصال رسائل قوية للمجتمع الدولي وافشال مخططات اسرائيل العدوانية بحق القدس واهلها .
ودعا فارس حجازي الى عدم اهمال البلدة القديمة من القدس وتنظيم نشاطات وفعاليات رياضية فيها على مدار السنة لترسيخ هويتها العربية . وقال منتصر ادكيدك ان "التصدي للسباق الاسرائيلي يكون بالنزول الى الميدان ومعرفة آليات المواجهة الحقيقية على الارض، والمزيد من النشاط الاجتماعي والمقاومة السلمية".
وقد حضر الصالون الرياضي بالأضافة للمتحدثين أعضاء مجلس أدارة تجمع قدسنا يوسف فتيحة، صلاح ابو رميلة وسعيد مسك وعضو مجلس أدارة اتحاد كرة السلة محمد زيادة، ومدير المكتبة العلمية عماد منى، وعدد من الاعلاميين