أرفض أن يسب الولد أباه ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة


رغم أني لا أنتمي إلى أيا من تلك الكتائب العسكرية المقاومة والتي لي عظيم الشرف أن أكون أحد خُدامها لا كوادرها ،ورغم أني أحمل لهم جميعا في جوانحي ، كل العرفان والتقدير لبطولاتهم الرائعة وتضحياتهم المشرفة ..ورغم أني لا أحمل أجندة موجهة أو مبرمجة ، لأني اعتدت منذ نعومة أظافري على حرية الرأي والتعبير ،ورغم رفضي المحض أن يكون قلمي خادم أمين إلا لفكري وهواجسي فراتبي لن يزيد قيد أنملة بكسر القاف أن أثلجت صدور من اتفقوا معي بالقول..، ورتبتي لن ترقى إلا باستحقاقها المحدد تبعا للوائح وقوانين ثابتة ..رغم هذا وذاك ...، إلا أني حقيقة استهجن تصريحات بعض الكتائب الفتحاوية ،والتي أخصها بالذكر ،و التي وكما تزعم أنها احد اذرعه الجناح العسكري لقوات العاصفة الأم ،والذين يدعون أن مرجعيتهم السياسية والحركية هي حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح و ما أن نجدهم إلا ويتطاولون بكل تهجم وإسفاف على رمز الشرعية الأخ الرئيس/ أبو مازن ،استغرب لما هذا التجريح الظاهر الجلي عبر بواباتهم الالكترونية ،وما هدفهم ،ولصالح من ؟!!،أقول لهم إطمانوا إذا كان هدفكم تشتيت وتفتيت الذين ينتمون لحركة فتح ،بحالتها العامة ،والملتفين حولها ،واستقطابكم لحشود غفيرة تزيد بها أرصدتكم من خلال التشكيك في الرمز القيادي .. فأنا في رأيي أن هذا وهم كبير،لأن الناس لها القدرة اليوم على التمييز مابين اتفاقية أوسلو بكل سلبياتها وسقوطها كما تزعمون ، وبين الرموز التاريخية ،والقيادية التي وقعت ذاك الاتفاق.. وسواء سقطت اوسلوا أو لم تسقط ماذا انتم فاعلون حقا ؟!وإذا كان الفصل الأسود المخزي قد انتهى كما تزعمون فأغيثونا بالفصل الأبيض ،ولا تتكاسلوا فالغيث فيه خير وبركة تعم الجميع ..!!، إن عليكم أن تعلموا أن عامة الناس التي رفعت الرايات يوم الانطلاقة الفتحاوية العريقة والأخيرة في قطاع غزة، لم ترفع شعاراتكم المنقوشة على جنبات الراية الفتحاوية ،فالناس لا تعرف إلا الراية الصفراء الواحدة الموحدة ،الناس لا تعرف سوى اللون والعنوان وليس الشعارات البراقة والتي ماعادت تبهرها ، فاليوم أصبح الجميع قادرا على فصل السم المندس عن العسل المصفى !! إذ كنتم تتصورون أنكم لكي تستمروا بنشاطاتكم في قطاع غزة أن عليكم أن تقدموا صكوك غفرانكم قرابين مجانية لمن تخضعون تحت سيطرتهم خوفا وطمعا ، فهذا يعني أن هناك تناقض كبير في أيديولوجيتكم ، وخلل كبير قد أصابكم في المبدأ وليس التطبيق فكيف تتقاضون رواتبكم من رام الله ،وفي نفس الوقت تنتقدون سياستها بكل تخاذل وإجحاف ،أما كان الأفضل أن تقدموا استقالالتكم بكل جرأة فتنسلخوا عن قبة السلطة غابرين ؟!!،وأما كان من الأفضل أن تعملوا بصمت ،وبدون أدنى وشاية ؟!!وإن كنتم من حيث التطبيق فلا عاقل ولا مجنون يستطيع أن يتفوه أو ينتقص الدور النضالي أو المقاومي أيا كان عنوانه سواء أكان لكم أوكان لغيركم!! ،ولكن بالمقابل ،لاداعي لتكرار التجربة المارتن لوثرية ،والتي أقل ما يقال عنها برأيي تجربة الإصلاح التي أفسدت أكثر ، ولا تتخذوا ستالين رمزا لكم وهو القائل: إنني رمز الفلاح.. فقام على الفور بحصد الألاف من أرواح الفلاحين في روسيا !!عليكم إذا انتقدتم ،أن تعلموا ماذا تقولوا ،وعن من تتحدثون ،فأنا لا يعجبني الابن الذي يسب أباه ،وإن تصور أنه على حق ،وأن أباه على باطل ،فهناك فرقا مميزا بين الأدب ،وسوء الأدب !!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت