أيها الليبيون، أطلقوا سراح سيف القذافي

بقلم: فايز أبو شمالة


أطلقوا سراح سيف القذافي، لا داعي لمحاكمة الرجل، فقد نزل عليه حكم السماء، ويكفيه ما هو فيه من عقاب وعذاب، ولا رجولة في هذه المحاكمة التي تعقد لرجل ضعيف، مجرد من السلطة والنفوذ، لا عدل فيها، فالعدل أن يحاكم معر القذافي على جرائمه، والعدل ان يحاكم زملاء معر القذافي الذين ما زالوا في السلطة، ويمارسون النفوذ في بلاد العرب حتى يومنا هذا.
إن من تابع الأوضاع في الساحة الليبية يستنتج أن سيف القذافي كان تابعاً لأبيه معمر، واغتر بالسلطة، وانخدع بالقوة، وحسب في لحظة من الزمن أن أباه يحيي ويميت، ومع ذلك، فإن سيف لم يغتصب سلطة، ولم يقتنص حكماً، ولم يسيطر على موارد طاقة بمفرده، وإنما نفذ سياسة معمر القذافي والجهات الدولية المعادية للأمة العربية والإسلامية، بصفته حاكم عربي مغتصب للسلطة.
أما إذا أردتم من محاكمة سيف بن معمر تخويف وإرهاب الحكام الذين هم على شاكلة معمر القذافي، فأظن أن محاكمة سيف لن تجدي في هذا المجال، وستمثل شماتة، سيفرح لها من هم اذل من سيف، وأبعد عن مصالح الأمة.
أما من يفتري على الله الكذب، ويقول: بأن سيف يجب أن يحاكم أمام محكمة الجنايات الدولية، فلمثل هؤلاء نقول: إن الذي يتحكم في محكمة الجنايات الدولية، هم أصحاب النفوذ أنفسهم الذين يتحكمون بجائرة نوبل للسلام، ويكفي أن يتذكر العربي أن شمعون بيرس الذي ذبح طلاب مدرسة بحر البقر في مصر، وذبح سكان قرية قانا في الجنوب اللبناني، اليهودي شمعون بيرس حاز على جائزة نوبل للسلام، وحاز علي جائزة نوبل للسلام الإرهابي مناحيم بيجن الذي ذبح سكان قرية دير ياسين، وطرد شعباً كاملاً من وطنه، وتأكدوا أن محكمة الجنايات الدولية لا تجرؤ على مسائلة المجرم شارون أو نتانياهو، أو نفتالي بنت، أو فيجلن، وتنظر لهم كأبطال، إن هذه المحكمة الصهيونية المأجورة لا يؤخذ برأيها، ولا يعتد بشهادتها، ولا حق لها بأن تطلب محاكمة سيف الإسلام أو غيره من بسطاء العرب.
أطلقوا سراح سيف القذافي لا حباً بالرجل، وإنما احتراماً للثورة الليبية، وللشعب الليبي، وللشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عن حرية ليبيا، فقد هاجمت شخصياً سيف معمر القذافي سنة 2005 في مقال تحت عنوان: أنعم بسيف اليهود إذا كان هذا سيف الإسلام، وهاجمته بمقالات لاحقة أثناء الثورة الليبية، أما اليوم: فإنني أقول: ارحموا الرجل، فما عاد يشكل خطراً، واغفروا له ممارساته التي جاءت بتغطية واستحثاث من الطاغية معمر، أفرجوا عن سيف، ويكفيه ما لحق فيه، اطلقوا سراح سيف، وأكرموا حياته في ظل الثورة، وإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت